" الرأي يمضيه من يملك إمضاءَه ، أمر يصدر عن صاحب النفوذ " لذلك أجدُ أنَّ قيمة القرار حتى تتحقق فيلزمها كل الشروط التالية ؛ الرأي القدرة والنفوذ والانفراد .. وللأسف في معظم القرارات التي من المفترض أنها تنظّم حياتنا أجد اختلالاً في شرط أو أكثر يحولنا من الترتيب إلى فوضى !! والذي دفعني لهذا الحديث هو أجواء محافظة حفرالباطن الغير طبيعية ليوم الخميس 23 / 4 / 1436 ه ، والتي بتقدير الغالبية حتّمت تعليق الدراسة بقرار مبكر يحفظ سلامة الطلاب والكادر التعليمي ، ولكنّه لم يُتّخّذ في حينه !! وللمخول تبريره ..! ليست هنا المشكلة ! المشكلة تكمن في اللاحق حين غرّد حساب إدارة تعليم حفرالباطن بعد بدء اليوم الدراسي بما نصه : " الزملاء مديري المدارس : نظرًا لظروف الجو ، نأمل ممارسة صلاحياتاكم بما يحقق المصلحة وبما لا يؤثر على صحة أبنائنا وبناتنا وزملائنا المعلمين والمعلمات ، مع عمل اللازم .. إلخ " .. وما دام الحديث عن صلاحيات مديري ومديرات المدارس فنحن بحاجة ماسة للعودة للتعميم الصادر من تعليم حفر الباطن بهذا الخصوص ؛ رقم 352084103 وتاريخ 22 / 11 / 1435 ه والفقرة رقم 2 نصها : " يمارس مديرو ومديرات المدارس الصلاحية في الأحوال الطارئة داخل المدرسة مثل الحريق أو حدوث ماسات كهربائية أو انهيار جزء أو أجزاء من المبنى المدرسي أو انتشار وباء داخل المدرسة " .. الاختلال بين التوجيه في حساب الإدارة بتويتر والتعميم الصادر عن الإدارة نفسها واضح ، ولا يحتاج لتركيز كبير !! لذلك ارتبكت المدارس ؛ فبعض المدراء اتخذ قراره بتعليق الدراسة , والبعض الآخر كان قرار إكمال اليوم الدراسي وكلّ ذلك مبرر ! فالتعاميم لا تقبل التأويل ومن دون مستند نظامي سيكون التصرف بصورة هي أقرب للمزاجية ! ولاختلاف أمزجة النّاس فستختلف القرارات , والاختلاف هنا نتيجته الوحيدة هي الفوضى والارتباك ، وما دامت هذه النتيجة فالضرر باختلاف درجاته حاصلٌ لا محالة !! وحتى نتلافى مثل هذه النتائج وأضرارها المترتبة فنحن بحاجة ماسة في كل جوانب حياتنا ومؤسساتنا لقرارات مدروسة قائمة على تقييم حقيقي للواقع ؛ وممنوحة فيها الصلاحية لمن هم أهلٌ لها ؛ بتحقيق الشروط " الرأي , القدرة ، النفوذ ، الانفراد " .. هذا إن رغبنا بتنظيم حياتنا تنظيمًا يكفل السلامة للجميع ويحقق الصالح العام ، أما ترك الأمور عائمة بحسب المتغيّر من ظروف وأمزجة فهذا كفيلٌ بأنّ تنعكس آية القرار من تنظيم إلى تدمير !! ولا يسعني في ختامه إلا أنْ أحمد الله على سلامة المعلمات اللاتي تعرضن لحادث صباح اليوم في حفرالباطن وأتمنى من كل قلبي ألاّ تكون الظروف الجويّة عامل مؤثر في وقوعه , فإن كانت فتلك مسؤولية يجب أن يتحملها أحدهم ..! رابط الخبر بصحيفة الوئام: تعليق الدراسة قرارٌ كغيره صلاحية المجهول