مجددا، عاد الإرهاب بوجهه الكالح، ليضرب الحدود الشمالية، وتغتال يده الآثمة، ثلاثة شهداء كانوا يحرسون حدود الوطن عند مركز السويف الحدودي بجديدة عرعر (شمال المملكة) فوجئ العميد عودة البلوي ومرافقه العريف طارق الحلوي، بهجوم مباغت من عناصر إرهابية تسللت إلى المركز المتاخم للحدود العراقية، وفي دقائق معدودة صعدت روحاهما إلى بارئها. وعندما تدخل الجندي يحيى نجمي لإنقاذهما فجر أحد الإرهابيين حزاما ناسفا، سقط على أثره نجمي شهيدا ثالثا، فيما تمكنت قوات حرس الحدود من قتل أربعة من العناصر الإرهابية، قبل أن يتوغلوا بقنابلهم وأسلحتهم في المركز. وفيما كسى الحزن كل أرجاء المملكة، بكت جازان أمس على رحيل شابين من أبنائها، لم يهنئا بعد بحياتهما الزوجية، فالعريف فني إشارة طارق محمد علي الحلوي (28 عاما) من سكان قرية الحازمية التابعة لمحافظة أحد المسارحة لم يمضِ على زواجه سوى سبعة أشهر، وتعمل زوجته معلمة بقرية البدوي. وحسب مصادر الوئام، بعد أن عادت الزوجة من المدرسة، وما إن تلقت النبأ الصادم من قيادة حرس الحدود بجازان، حتى دخلت الزوجة في موجة من البكاء الهيستيري، غير مصدقة، رحيل زوجها بعد شهور معدودة من زفافهما. ولم يمهل رصاص الإرهاب الغادر الجندي يحيى أحمد علي نجمي من سكان قرية الحقلة التابعة لمحافظة صامطه، حتى يكمل نصف دينه ويتم زفافه، فقد عقد قرانه الأسبوع الماضي تمهيدا لزواجه بالعطلة الصيفية، وحسب مارروى زملائه ل«الوئام» حصل على إجازة، وكان ينوي السفر إلى جازان مساء الاثنين، لزيارة أهله ومساعدتهم في التجهيز لزواج شقيقته، وكانت آخر مكالمة هاتفية دارت بينه وبين والديه مساء أمس، عبر فيها عن مدى اشتياقه لرؤيتهما، واطمأن فيها عليهما وأبلغهما، بعودته إليهما غدا، ولم يكن يدري أن رصاص الغدر ينتظره ويحرمه من رؤية الوالدين وشريكة العمر. وقد وصل فجر اليوم جثماني شهيدي الواجب في الحادثة الإرهابية بشمال المملكة، وعلمت «الوئام» أن جثماني الشهيدين وكان في استقبالهما كبار المسؤولين بإمارة منطقة جازان والقيادات الأمنية، وسيصلى على الشهيدين بعد عصر اليوم الثلاثاء، قبل تشييعهما إلى مثواهما الأخير. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان لها، أنه عند الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم الاثنين 14 – 3 – 1436ه تعرضت إحدى دوريات حرس الحدود بمركز سويف التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية لإطلاق نار من عناصر إرهابية، وتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه ومحاصرة المعتدين ومقتل أحدهم في حين بادر أحد العناصر الإرهابية إلى تفجير حزام ناسف كان يحمله مما نتج عنه مقتله واستشهاد رجلي أمن وإصابة ثالث، صعدت روحه هو الآخر في وقت لاحق من رحيل زميليه. رابط الخبر بصحيفة الوئام: شهيدا حادثة عرعر ..أحدهما عقد قرانه قبل أسبوع والآخر يستعد للمغادرة لأهله