توقع خبراء ومحللون أسواق مال أن تشهد المنطقة العربية مزيدا من عمليات الاستحواذ في العام الجديد 2015، بعد ارتفاعها خلال العام الماضي. وأظهر رصد لوكالة الأناضول، أن 18 صفقة استحواذ نفذتها شركات عربية خلال العام الماضي بلغت قيمتها 8.5 مليار دولار، كان للشركات في الإماراتوقطر النصيب الأكبر منها. وتعادل قيمة تلك الصفقات، صفقة استحواذ شركة ميكروسوفت على شركة سكاي بي "SKYpe" عام 2011، كما أنها تساوي أرباح شركة آبل خلال الثلاثة أشهر الأخيرة التي انتهت في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي. ولايزال هناك عدد من صفقات الاستحواذ بالمنطقة في طور المفاوضات، من بينها استحواذ موانئ دبي العالمية على "عالم المناطق الاقتصادية" وشركاتها التابعة بقيمة 2.6 مليار دولار، فضلا عن دخول مجموعة صافولا السعودية في مفاوضات أولية للاستحواذ على الشركة الكويتية للأغذية "أمريكانا" بقيمة 5 مليارات دولار. وقال إيهاب رشاد الرئيس التنفيذي لشركة "مباشر" للوساطة في الأوراق المالية: "بلغ حجم صفقات الاستحواذ بالمنطقة مستوى قياسياً جديد في 2014، مع رغبة العديد من الشركات في توسيع نشاطاتها في الخارج عبر عمليات الاستحواذ". وأضاف رشاد، في اتصال هاتفي مع الأناضول: "2015 سيكون عام الاستحواذات بلا شك مع سعي الشركات لمزيد من التوسعات في قطاعات كثيرة، في ظل تراجع أسعار الأصول والأسهم بسوق المال". وتابع: "لاحظنا نشاط قوي في دولتي قطروالإمارات للاستحواذ على حصص في شركات محلية أو خارجية بهدف توسيع العمليات واقتناص الفرص المتاحة بأسعار مغرية، بما يضمن لهم أرباح كبيرة في المستقبل". وكان من بين أبرز الصفقات في الإمارات، استحواذ مجلس أبو ظبي للاستثمار على حصة في شركة رويال دوتش شل الاسترالية بقيمة ملياري دولار، فضلا عن قيام شركة "ابار" للاستثمار بشراء 16% من أسهم "ارابتك" فى صفقة بلغت قيمتها 933 مليون دولار. بينما في قطر، استحوذت شركة "بروة" على 50% من شركة "لوسيل جلف" القطرية في صفقة بقيمة 681 مليون دولار، إضافة إلى استحواذ الديار القطرية على حصة بروة العقارية البالغة 37.3% في "بنك بروة" بقيمة 640 مليون دولار. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "مباشر" للوساطة في الأوراق المالية: "أيضا في مصر شهدنا تنافس محموم بهدف الاستحواذ على بعض الشركات التي تتمتع بمعدلات ربحية مرتفعة، بما ساهم في عودة نشاط الاستحواذ بعد تباطؤ واضح منذ الأزمة العالمية". وفى الآونة الأخيرة، تلقت 6 شركات مقيدة في بورصة مصر عروض استحواذ من شركات خارجية، كان آخرها تلقي شركة مينا فارم للأدوية خطاب من "تريكويرا" الهولندية بشأن رغبتها في الاستحواذ حتى 100% من رأسمالها بسعر 37.5 جنيه للسهم. وخلال سبتمبر/ أيلول 2014 أعلنت "جلف كابيتال" العاملة في مجال الاستثمارات البديلة في منطقة الشرق الأوسط، نجاحها في الاستحواذ على حصة استراتيجية في شركة الشرق الأوسط لصناعة الزجاج. وقال إسلام عبد العاطي، عضو الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار في اتصال هاتفي مع الأناضول: "لاشك أن تدفق عروض الاستحواذ على الشركات العربية بالمنطقة أمراً إيجابيا يؤكد على جاذبية الأسواق، وقد نري مزيدا من عمليات الاستحواذات في العام الجديد خاصة في قطاعات الأغذية والأدوية والزراعة". ومن بين أبرز صفقات الاستحواذ في قطاع الأدوية خلال 2014، استحواذ مجموعة "أبراج" الإماراتية على مستشفى القاهرة التخصصي في مصر، واستعدادها للاستحواذ على القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية، فضلا عن عزمها تأسيس كيانين قابضين بقطاعي الرعاية الصحية والتعليم، عبر سلسلة من الاستحواذات المستقبلية على شركات قائمة . وقال عبد العاطي إن الأسواق العربية ستشهد تنافسا ملحوظا في العالم القادم بين الشركات العالمية من أجل خلق كيانات كبرى في منطقة الشرق الأوسط لها القدرة على تحدى الأزمات الاقتصادية. وتوقع عمرو صابر، المحلل المالي لدي الرواد للوساطة، زيادة نشاط الاستحواذات في العام القادم بشرط استمرار حالة الاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وأضاف صابر، في اتصال هاتفي مع الأناضول: "هناك مشروعات للاستحواذات مؤجلة، مع استمرار الشركات في تحديد أهدافها والفرص المناسبة لها وهو ما قد يستغرق وقتا طويلا، لكن في النهاية سنشهد طفرة ملحوظه في العام الجديد". رابط الخبر بصحيفة الوئام: «مليار دولار» قيمة 18 صفقة استحواذ لشركات عربية في 2014