أكد خبراء في قطاع الاندماج والاستحواذ، أن حركة عقد الصفقات في المنطقة العربية ستتباطأ هذه السنة بسبب ما تشهده بعض الدول من «عدم استقرار» نتيجة ل «الاضطرابات السياسية». وقدّر تقرير اقتصادي لمؤسسة «إرنست أند يونغ»، حجم صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الماضي، بنحو 55.9 بليون دولار، بزيادة 65 في المئة عن عام 2009، حين بلغ 33.9 بليون دولار، نتيجة لتداعيات أزمة المال العالمية. وعلى رغم تكهنات سابقة، بارتفاع حجم تدفق الصفقات في دول مجلس التعاون الخليجي هذه السنة بنسبة 20 في المئة، مدفوعة بانتعاش اقتصادات المنطقة بفعل الارتفاع القياسي لأسعار النفط. إلاّ أن مصادر مصرفية أكدت ل «الحياة»، أن الاضطرابات السياسية التي تجتاح معظم دول الشرق الأوسط تؤجل تنفيذ عدد من الصفقات، ورجحت أن تعادل المستويات هذه السنة تلك المسجلةَ العام الماضي، في حال استمرت الاضطرابات في المنطقة. ولاحظ التقرير عودة نشاط الصناديق السيادية والخاصة في المنطقة، إذ بلغ عدد صفقات الأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية 87 من أصل 402 معلنة عام 2010، أو 22 في المئة من العدد الإجمالي للصفقات المعلنة. وتصدّر قطاع تكنولوجيا المعلومات، في عدد صفقات الأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية العام الماضي، محققاً 11 صفقة. وشملت القطاعات الأكثر جاذبية لجهة قيمة صفقات الأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية، قطاع المنتجات الصناعية المتنوعة بقيمة 3.6 بليون دولار، تبعه قطاع المصارف وأسواق رأس المال بقيمة 3.1 بليون دولار. وسجل الربع الأخير من العام الماضي، وفق تقرير «إرنست أند يونغ»، نمواً كبيراً في عدد الصفقات المعلنة، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2009، تجاوَزَ الضعفين، إذ ارتفع من 70 إلى 152 صفقة في الربع الأخير من عام 2010، بزيادة 117 في المئة. كما ارتفعت قيمة الصفقات المسجلة ثلاث مرات لتصل إلى 15.6 بليون دولار، مقارنة بقيمتها في الفترة ذاتها من العام السابق، وبلغت خمسة بلايين دولار، بزيادة 212 في المئة. وأكد رئيس خدمات استشارات الصفقات في «إرنست أند يونغ» فل غاندير، أن الربع الأخير من العام الماضي ساهم في الحصة الأكبر في صفقات الاندماج والاستحواذ التي شهدها العام الماضي، مسجلاً صفقات بلغت مستويات عام 2008، إذ سُجل خمس من أكبر عشر صفقات، إلى جانب العدد الأكبر من الصفقات عام 2010 . وسجل الربع الرابع ثاني أعلى قيمة للصفقات، وصلت إلى 15.6 بليون دولار، بعد نتائج الربع الثالث من العام ذاته الذي شهد صفقات بقيمة 21.7 بليون دولار. وتصدرت مصر أسواق المنطقة، في عدد صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة العام الماضي، مسجلة 47 صفقة لتتبعها الأردن مع 31 صفقة والسعودية مع 30 صفقة. أما لجهة قيمة الصفقات، فاستحوذت السعودية على 18 في المئة من الإجمالي في المنطقة، بواقع 4.7 بليون دولار، تبعتها الإمارات بنسبة تسعة في المئة وبواقع 2.5 بليون دولار. وتصدّرت الكويت أسواق المنطقة، لجهة قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة ويعود ذلك إلى صفقة «اتصالات» - «زين». واحتلت الإمارات مركز الصدارة، في عدد صفقات الاستحواذ، مسجلة 42 صفقة (أي 36 في المئة) من عدد الصفقات الصادرة، تلتها قطر مع 14 صفقة (12 في المئة)، ثم السعودية مع 13 صفقة (11 في المئة). واحتلت الإمارات مركز الصدارة في قيمة صفقات الاستحواذ، بعدما سجلت صفقات استحواذ تقدر قيمتها بحوالى 10.8 بليون دولار. وجاءت بريطانيا في المرتبة الأولى في قيمة الصفقات التي عقدها مستثمرون من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بقيمة 5.2 بليون دولار، تلتها البرازيل بقيمة 4.5 بليون دولار. واحتلت الولاياتالمتحدة المرتبة الأولى في عدد الصفقات المعلنة الصادرة من منطقة الشرق الأوسط، مع 14 صفقة تلتها بريطانيا والهند وتركيا مع 12 صفقة لكل منها. وأعلن تقرير لشركة «كابيتال لينك غلوب»، أن سوق الاندماجات والاستحواذات في العالم العربي «شهد تطوراً ملحوظاً ومتزايداً العام الماضي مقارنة بالعام السابق، إذ سُجلت 186 صفقة بقيمة 46.5 بليون دولار، بتراجع ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة التي قدرت قيمة الصفقات المحققة خلالها ب 188 بليون دولار بين الأعوام 2005 و2009». واستحوذ قطاع التمويل على نصيب الأسد من عدد الصفقات، إذ نُفّذت 78 صفقة، كان أشهرها بيع أبوظبي حصة 1.1 في المئة في بنك «باركليز» البريطاني، وحلّ قطاع الطاقة والتعدين ثانياً محققاً نحو 25 صفقة. وجاء قطاع الاتصالات في المرتبة الثالثة محققاً 19 صفقة، كان أشهرها صفقة اندماج «فيمبلكوم» الروسية مع «ويذر انفستمنت» الإيطالية المالكة ل 100 من شركة «ويند» الإيطالية و51 في المئة من شركة «أوراسكوم تيليكوم» المصرية بقيمة 6.6 بليون دولار، إلى جانب حصة 30 في المئة من المجموعة. وحلّت مصر في المركز الأول على مستوى الوطن العربي في نشاط الاستحواذات والاندماجات، إذ حققت نحو 46 صفقة، تلتها الكويت 25 صفقة، كان من أشهرها استحواذ «كويت انفست» و «جيزان القابضة» على الشركة الدولية للتمويل الكويتي بقيمة 280 مليون دولار. وجاءت السعودية في المركز الثالث محققة 12 صفقة، كان أشهرها صفقة استحواذ الشركة السعودية لصناعة الورق على 85 في المئة من مصنع الجذور لصناعة المحارم الورقية بقيمة 9.3 مليون دولار، تلتها الإمارات ثم البحرين 11 و7 صفقات.