تناول سمو الأمير الوليد بن طلال قضيتين ماليتين هامتين للسعوديين المتخصصين والبسطاء، خلال حواره مع الإعلامي علي العلياني في لقاء خاص عبر روتانا خليجية، كما ناقش انعكاسات هبوط أسعار النفط عالميًّا ومحليًّا، وكيف يكون طوق النجاة من الوضع وقيّم الوضع الاقتصادي الحالي. وأكد سموه أن وضع السعودية الاقتصادي متين جدًّا، لأن هناك احتياطات نقدية ضخمة تتعدى ال2,6 تريليون ريال سعودي، مطالبا بضغط المصاريف بميزانية الدولة القادمة والتقليل من السحب من الاحتياطات لحماية الاقتصاد، موضحا أن الهدف الأساسي من الاحتياط هو أن يبقى على المدى الطويل، وأن يُستثمر في صندوق سيادي. وشرح خطة المملكة الخمسية التي كان فيها بند أساسي هو تنويع مصادر الدخل، مبينا أنه بعد 30 سنة لا تزال المملكة تعتمد على البترول، معتبرا أن هذا أمر غير جيد، إذ يجب تنويع مصادر الدخل. وأضاف أن هناك مصدر دخل جاهز وهو تحويل الاحتياطي غير الفعال الآن ليتكسب واحد ونصف في المئة إلى صندوق سيادي فعال كما يتم في النرويج وسنغافورا والكويت وأبو ظبي وقطر، وإذا ما تم تفعيل الصندوق السيادي سوف تستطيع المملكة خلال أشهر توفير 20% على الأقل من الدخل القومي، دون المساس بالاحتياطات. وأوضح عن عدم إعلان الوزراء خططهم قائلا: لا أطالب بأن أُبلغ أنا بل أن يُبلّغ المواطن السعودي والمستثمر السعودي، فأنا أعلم جيدًا ما يحدث في خلفيات الأمور، وأريد أن يعلم المواطن والمستثمر حقيقة ما يحدث، فهل من المعقول أن يخفض الإنتاج النفطي، ولا يوجد من يطمئن الشعب السعودي على هذا الموضوع وتأثيره على الدولة، مشيدا بقرار وزارة البترول بعدم خفض أسعار البترول كونها خطوة سليمة. وأضاف عن الصندوق السيادي: السعودية لديها صندوق سيادي صغير اسمه سنابل، وبه 20 مليار ريال سعودي فقط، ويجب أن يكون الصندوق فعالًا وسياديًّا لكامل الدولة، وممكن أن يبلغ من 1,5 تريليون ريال إلى 2 تريليون. وقام بعملية حسابية لإضافة تغطية ميزانية الدولة، بالإضافة إلى تفعيل السياحة الدينية وفتح السياسة والتنقيب عن المعادن، بالإضافة إلى خطط أخرى. وفي حديثه عن ملف الأسهم أوضح سموه موضوع هبوط سوق الأسهم السعودية وأزماته: في الأزمة السابقة عام 2006 لم نبع سهما واحد بل اشترينا، وكل ما قيل كان كلامًا باطلًا، والمواطن بحاجة إلى أن يطمئن، والحمد لله نطمئنه بأن وضعنا جيد، ويجب إبلاغ المستثمر السعودي عن توجهات الدول، فنحن بصدد دعوة المستثمر الأجنبي، خصوصًا، ونحن حتى الآن نشتري، وعندد سموه استثمارات الشركة القابضة في العديد المجالات. وعن الجدل حول الاكتتاب في البنك الأهلي قال إنه جدل بيزنطي، مضيفًا أن هبوط سوق الأسهم السعودي سببه الرئيسي مرتبط بانخفاض سعر البترول، وأنه اكتتب بالبنك الأهلي بمبلغ 9 مليار ريال. وعقّب سموه على موضوع سبب هبوط سوق الأسهم السعودي بقوله إن المستثمر السعودي ملم بما يحصل في الدولة، وما عمّق بالانخفاض هو عدم وصول رؤية الحكومة والوزراء للمستثمر مما كان له دوره في توتر سوق الأسهم السعودي. وقال: لو هناك جزء من الشفافية يكون الهبوط أقل، خصوصًا أن المملكة ليس لديها قروض إلا قلة في المصارف المحلية. وعن تفاؤله قال سموه: السوق السعودية متينة وقوية بها احتياطات جبارة قفزت إلى 3 تريليون ريال سعودي، وأطالب الآن تفعيل الصندوق السيادي وهذا لا يعني أن اقتصادنا ليس قويا، بل إننا نريد أن نكون أقوى. وفي ما يخص توقعات سوق المال السعودي قال: ما حدث في موبايلي وزين يحدث في أكبر الشركات بأكبر دول العالم، وسوق المال السعودية متماسكة وقوية، لكن المطلوب الشفافية في المعلومات للمواطن والمستثمر. نحن دولة فيها احتياطات وليس لديها ديون. وبحثت مع بنوك في أميركا وأوروبا حول الاستثمار والحصول على ضمان بنوك أجنبية تضمن عوائد 8% سنويا لصندوق سيادي سعودي قيمته 100 مليار ريال فتبقى الأموال للأجيال القادمة. وعن موضوع العمالة قال: نطالب بموضوع تخفيض العمالة الأجنبية بالسعودية بإقامة وزارة العمل التي نجحت إلى حد ما بتوظيف السعوديين والسعوديات، وقد اتخذ وزير التجارة قرارات لتفعيل السوق، فنحن لدينا نجاحات كبيرة. ولا شك أن حركة التغيير التي قام بها الملك عبدالله تصب في هذه الخانة. وعن التفاؤل والتشاؤم قال سموه: يأتي التفاؤل والتشاؤم على مدى العمل، ولو عمل الوزراء واجبهم ونفذوا أوامر الملك سيكون كل شيء جيد، فأنا معظم أموالي في السعودية، ولكن يجب دائمًا إبلاغ المستثمر السعودي عن الخطط العملية. وفي الختام قال سمو الأمير الوليد بن طلال: أنا دائما على استعداد للبوح بكل ما لدي طالما صبّ هذا في خدمة المواطن السعودي ومصلحته. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الوليد بن طلال يتناول قضايا السعوديين البسطاء.. ويؤكد: اكتتبت بالبنك الأهلي ب9 مليارات