تمكن المبتعث السعودي علي يوسف العبد الله اليوسف من أن يقدم أطروحة الماجستير في تخصص السياحة عن سكة حديد الحجاز بالمدينةالمنورة. ويحقق العبد الله سبقا جديدا في مجال تخصصه بحكم أنه أول سعودي يختار هذا الموقع السياحي الغني بالتراث والتاريخ الإسلامي في رسالة علمية بحثية للدراسات العليا باللغة الإنجليزية. وقال المبتعث السعودي ل«الوئام» عن التحديات التي واجهته في هذا الجانب قائلا: «واجهت الكثير من التحديات لعل أبرزها عدم قبول الفكرة في بداية البحث من قبل المشرف الأكاديمي بجامعة فلندرز الأسترالية بحجة أن هناك شحا في المصادر العلمية الإنجليزية الخاصة بموقع سكة الحجاز الأمر الذي جعله يطرح خيارات أخرى بعيدة عن هذا الموقع. موضحا صعوبة حصولي على شهادة الماجستير في حال إصراري على موقع سكة الحجاز، وبعدها أعدت النظر في اختياري واستخرت وبحثت مجددا ووجدت نفسي مره أخرى أختار سكة الحجاز كمشروع بحث وعدت له بمقترح البحث (Research Proposal) ولكنه رفض وأصر على الرفض وقال لي، إما أن تغير فكرتك أو لن أستمر معك كمشرف لهذه الرسالة لأنها مغامرة أكاديمية مبنية على اجتهادك ولن أخوضها معك ولن أغامر في تاريخي الأكاديمي بهذه السهولة». وأضاف العبد الله:«بلا شك هذا الكلام أربكني كثيرا وجعلني أفقد ثقتي بنفسي في بادئ الأمر ولكن بفضل الله سبحان وتعالى ثم بفضل دعاء الوالدين وجدي واجتهادي استطعت أن أقنع رئيس قسم السياحة وإدارة الفعاليات بجامعة فلندرز بالفكرة ووافق عليها واقتنع بها مبدئيا بشروط منها ترجمة معظم المصادر التي تحدثت عن سكة الحجاز من العربية للإنجليزية وهذا بلا شك تحد آخر ولكني قبلته إيمانا مني بفكرتي». وتحدث المبتعث علي عن مشروع بحثه حيث قائلا إنه «يتمحور بشكل رئيس حول كيفية استغلال هذا الموقع كمصدر اقتصادي سياحي مربح لمنطقة المدينةالمنورة واضعا بعين الاعتبار القيم الدينية والاجتماعية والثقافية لسكة الحجاز». مضيفا «ومن أجل أن نصل لإجابة لهذا السؤال البحثي كان لزاما علي أن أبحث عن المحفزات التي تجذب الزوار والسياح لمثل هذه المواقع التاريخية التراثية، ثم كيف نستطيع جذبهم من خلالها عبر وضع استراتيجيات علمية مدروسة لجذب أكبر عدد ممكن من السياح مع الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة التي تصل بالملايين سنويا لزيارة المسجد النبوي الشريف بالمدينة الواقع بالقرب من موقع البحث». ونوه العبد الله عن نتائج دراسته قائلا «خلال نتائج البحث والدراسة وجدت أن هذا الموقع الفريد من نوعه يجذب الكثير من الزوار من مختلف الجنسيات ولكن لا توجد إحصائية رسمية (مع الأسف) من قبل فرع هيئة السياحة والآثار بالمدينةالمنورة بهذا الشأن ولكن هناك إحصائية عامة موجودة في موقع الهيئة عن أعداد الزوار الذين يفضلون زيارة المواقع التراثية الدينية. بالتالي اعتمدت على بعض المصادر غير العلمية من أجل الحصول على معرفة العدد التقريبي للزوار ومن خلال البحث اكتشفت أن العدد يتزايد خلال المواسم وبالذات موسم الحج. كما أن الدراسة أثبتت أن المتحف الإسلامي الذي تم افتتاحه مؤخرا في موقع سكة الحجاز ضاعف من نسبة الزوار وذلك لما يحتويه المتحف من آثار تعكس عمق التاريخ الإسلامي وحضارته وهذا ما يجذب الزوار خصوصا الغير سعوديين». وقال إن «الدراسة أثبتت أن الفعاليات الترفيهية التراثية التي تقام بالموقع من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار وبعض القطاعات الحكومية الرسمية الداعمة للهيئة تجتذب الزوار وخصوصا العائلات السعودية وأطفالهم لذا من المفترض أن تكون هذه الفعاليات بشكل أكثر تنظيما ومستمرة على مدار العام. وهذه ليست في سككك القطار لأثرية في المملكة بل أيضا على مستوى العالم كما أثبتت الدراسة أن تجربة الأصالة أو Authenticity تجذب الزوار الأجانب لسكة الحجاز سواء من خلال التصميم الجمالي للمبنى الذي يعكس جمال التاريخ الإسلامي وحضارته أو من خلال خط سير السكة أو عربات القطار وكل ما يتعلق بمحتويات سكة الحجاز. أو من خلال مشاركتهم في بعض الفعاليات المصاحبة للمهرجانات الشعبية التي تقام بالموقع». وأكد العبد الله أن الدراسة أثبتت أنه لا يوجد خطط استراتيجية تسويقية من قبل إدارة الموقع، وهذا بلا شك مؤشر سلبي يؤثر على العملية التسويقية للموقع. كما أنه لا يوجد موقع إلكتروني للموقع ولا يوجد أي برشورات محفزة وجاذبة صادرة باللغة الإنجليزية وتستهدف الزوار الأجانب. وأشار المبتعث علي إلى أن دراسته البحثية توصلت لبعض التوصيات والاقتراحات التي يجب أن يستفاد منها من قبل القائمين على الموقع ولعل أهمها استغلال رغبة السياح وشوقهم لرؤية هذا المكان وترغيبهم بالزيارة بوضع خطط استراتيجية ترويجية تستهدف السياح القادمين للسياحة الدينية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وذكر أن مشروع بحثه جعل الكثير من الأكاديميين على مستوى جامعة فلندرز في أستراليا يعرفون القيمة المعنوية لهذا الموقع للمسلمين بشكل عام ولسكان منطقة المدينةالمنورة بشكل خاص بعد أن قام بعرض مشروع بحثه ونتائجه على عميدة كلية العلوم الإنسانية البروفسورة ديانا قالن ومساعدها البروفسور إريك في اجتماع أكاديمي ضم مجموعة من المحاضرين في قسم السياحة وكلية العلوم الإنسانية. يذكر أن سكة الحجاز تعتبر من مواقع الجذب السياحية في منطقة المدينةالمنورة وكذلك على مستوى المملكة العربية السعودية بحكم وجود أكثر من محطة في عدة مدن كالعلا وتبوك. وتاريخها يعود لأكثر من 100 عام وتم بناؤها من أجل ربط العالم الإسلامي ونقل الحجاج والمعتمرين من تركيا وحتى السعودية مرورا بدمشق. كما أسهمت السكة في نقل البضائع التجارية بين الدول الإسلامية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مبتعث سعودي بأستراليا يقدم أطروحة الماجستير عن سكة حديد الحجاز بالمدينة