أثار الحديث عن صفقة لتسوية أوضاع الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر الذي تحوّل بين ليلة وضحاها الى مطلوب للعدالة اللبنانية بعد انضمامه الى الشيخ المتواري عن الانظار أحمد الأسير، ضجّة في الاوساط السياسية والفنية والشعبية، وفي الوقت نفسه تساؤلات حول اذا كان فعلاً تمّ فتْح قناة اتصال مع القوى الأمنيّة او القضائية لتسوية ما، وهل هناك صفقة وهل نضجت أم بعد، وهل أعلن شاكر اصلاً عن استعداده لتسليم نفسه، وما هي الحقيقة؟ المؤكد اليوم امران، الاول ان الفنان شاكر وبعد معركة عبرا في صيدا التي وقعت بين الجيش اللبناني ومجموعة الأسير في 23 يونيو 2013، لجأ الى تعمير عين الحلوة بين اهله واقاربه حيث ولد وترعرع وعاش طفولته وشبابه حتى اكتسب شهرته فنياً. والأمر الثاني ان علاقة الفنان شاكر مع الاسير مقطوعة والأصح انهما لا يتواجدان في المكان نفسه، فهما على خلاف مستفحل انتهى الى الانفصال التام وكانت مقدماته بدأت حتى قبل وقوع معركة عبرا، وهو (اي شاكر) يسعى الى تسوية بمعزل عن مصير الأسير. وإزاء ذلك، برز سؤال هل ضاق الفنان المعتزل ذرعاً مما يعانيه؟ وتؤكد معلومات في هذا السياق ان شاكر أطلق «بالون اختبار» لتسوية ما، طرحها لكن بشروط، من دون ان يكملها حتى النهاية، حيث اوضح «رئيس اتحاد علماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود ل «الراي»، ان حقيقة القضية تتلخص «بأن احداً جاءني وأبلغني انه التقى الفنان شاكر الذي قال امامه (انني مستعدّ لتسليم نفسي شرط ضمان تخفيف الحكم) كبادرة حسن نية ولا سيما انه اكد انه سلم الجيش اللبناني قبل معركة عبرا بيومين فقط اسلحة كدليل على عدم الرغبة بقتال الجيش، ولما انتهى الزائر من الاستماع لحديث الفنان شاكر، قال له سأبلغ الامر الى الشيخ ماهر حمود فلم يعترض، فجاءني الزائر ونقل إليّ مضمون الحديث، واتصلتُ بالجيش وسألته عن صحة تسليم السلاح قبل معركة عبرا، فكان الجواب ايجاباً، فأبديتُ الاستعداد في المقابل للمساعدة، ولكن الزائر لم يرد جواباً من شاكر لطرح الموضوع جدياً وانتهى الامر عند هذا الحد بحسب علمي». وفي مقابل رواية الشيخ حمود، اكد نائب قائد «قوات الامن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء منير المقدح «ان ما كشفتُه عن رغبة شاكر بتسليم نفسه للسلطات اللبنانية يعود الى ما نقلتْه اوساط مقربة منه»، قبل ان يردف «لكنني لا املك معلومات حول آلية التواصل وما اذا كانت قطعت شوطا ام انها مجرد بالون اختبار او توقفت»، مضيفاً: «كل ما يهمّنا ألّا يوجد مطلوب للقضاء اللبناني في مخيم عين الحلوة، وربما فُتحت قنوات بعيدة عن الانظار وهذا امر طبيعي لان هكذا امور لا تطرح ولا يتم تسويتها بالعلن»، مستبعداً في الوقت نفسه ان يكون للامر علاقة بصفقة ما في اطار عملية تبادل العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيميْ «داعش» و«النصرة» منذ 2 اغسطس الماضي. وأضاف المقدح ان فضل شاكر سبق ان أعلن ابتعاده عن الأسير وصرّح أنه قطع علاقته به قبل معارك عبرا التي شهدت اشتباكات مسلَّحة مع الجيش اللبناني، وهو يقوم باتصالاتٍ مع جهات أمنية ورسمية لبنانية لإيجاد مخرجٍ لوضعه، قد يكون من بينها تسليم نفسه للسلطات اللبنانية مقابل ضمانات بإنهاء الملف. لكن السؤال الاهمّ يبقى لماذا لم يعلن عن ذلك احد من عائلة الفنان شاكر، حيث نفى نجله محمد علمه بهذه الخطوة، او لماذا لا يقوم شاكر نفسه بالتغريد على صفحته على «تويتر» وفق ما كان يفعل سابقاً للاعلان عن مشاريعه الجديدة؟ وخلاصة القول انه طرح الامر بطريقة غير مباشرة وربما غير جدية كبالون اختبار، ولم يستمر بالمسعى، فيما السلطات اللبنانية لم تعتبره جدياً وبالتالي لم تعلّق على القضية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: هل يسلم فضل شاكر نفسه للسلطات اللبنانية .؟