روت كتب التراث أن الشاعر الصحراوي ابن الجهم دخل على الخليفة مادحا فقال البيت المشهور أنت كالكلب في حفطك للود وكالتيس في قراع الخطوب كان التشبيه مؤلما وغير مألوف في هذه البيئة المترفة غضب الخليفة فكتم غضبه وأدرك أن الشاعر وصف ما يراه حوله فرأى الخليفة أن الشاعر يحتاج إلى إعادة تهيئته وفرمته فأسكنه قصرا وهيأ له أسباب الرفاهية الماء والخضرة والوجه الحسن وبعدها أنشد: عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري هذا البيت الرقيق العذب من الشاعر نفسه صاحب الكلب والتيس وبما أن الشيء بالشيء يذكر يتحفنا كاتبنا الجميل العرفج بمقالاته من أجواء لبنان العامرة وتظهر فيها الرقة والعذوبة والنعومة عكس ما كتبه في جدة بضم وفتح وكسر الجيم على حد سواء أو في بريدة وخبوبها أو في الرياض وصخبها ويغلب على ما كتب هنا الصلافة والحدة وهذا نتاج طبيعي للبيئة فطبيعة الأرض تظهر على ساكنيها لذا أقترح على وزاراتنا والأجهزة الحكومية أن تتعامل مع الكتاب المشاغبين كالعرفج وأمثاله بمدأ الخليفة مع ابن الجهم وبهذا سيكون عندنا جيل من الكتاب المسالمين الحلوين وما أكثرهم وقد بادرت الخطوط السعودية بإعادة تهيئة عدد من الكتاب في الرحلة الباريسية المشهورة وقد آتت أكلها عند بعضهم فصار البعض مطبلا والبعض (نقطهم بسكوته) وهذه تجربة رائدة بتعميمها ستتم الفائدة أخيرا على الوزارات والأجهزة الحكومية وغير الحكومية أن يحذروا من العرفج لأنه غير مأمون الجانب فلو كان مع وفد الرحلة الباريسية لكان مقاله صباح ذلك اليوم عن سوء إجراءات السفر والفوضى في مطار جدة بضم الجيم وفتحها وكسرها وسكونها رغم أن العرب لا تبدأ بساكن ولكنها تقف على ساكن وهذا السكون هو جعجعة بلا طحن
الرس رابط الخبر بصحيفة الوئام: العرفج وابن الجهم… التاريخ يعيد نفسه