قالت إسرائيل إنها شنت غارات جوية على قطاع غزة يوم الجمعة ردا على اطلاق صواريخ من القطاع بعد فشل محادثات جرت بوساطة مصرية في تمديد هدنة مع الفلسطينيين استمرت 72 ساعة. ومع اطلاق صفارات الانذار في جنوب إسرائيل قال الجيش الإسرائيلي إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أطلقت 18 صاروخا على الأقل من غزة وأن منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية اعترضت اثنين منها. وقال نشطاء في غزة إنهم أطلقوا عشرة صواريخ في المجمل يوم الجمعة.وبعد سماع دوي انفجار ضخم في مدينة غزة نتيجة غارة جوية فيما يبدو قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل ردت على صواريخ حماس بشن غارات جوية على "مواقع للارهاب" في قطاع غزة. وأضاف اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر في بيان "سنستمر في ضرب حماس وبنيتها التحتية وناشطيها واعادة الأمن إلى دولة إسرائيل." وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن أول قتيل فلسطيني سقط في القطاع بعد انتهاء الهدنة في وقت سابق الجمعة حيث قتل صبي عمره عشرة اعوام وأصيب ستة آخرون في غارة جوية إسرائيلية قرب مسجد بمدينة غزة. وفي اسرائيل أصيب شخصان من جراء قذيفة مورتر أطلقت من غزة. وأثار سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين الفلسطينيين والدمار الهائل بعد الهجوم الإسرائيلي على مناطق مكتظة بالسكان في قطاع غزة قلقا دوليا خلال الشهر المنصرم لكن جهود محادثات في القاهرة لتمديد الهدنة باءت بالفشل. وكانت اسرائيل قد أبدت استعدادها لتمديد الهدنة بينما يواصل الوسطاء المصريون محادثات مع الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن التوصل لوقف دائم للحرب على القطاع الذي تسيطر عليه حماس. وقال متحدث باسم حماس إن الفصائل الفلسطينية لم توافق على تمديد الهدنة لكن المفاوضات في القاهرة ستستمر. وقال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي لقناة فلسطين اليوم التلفزيونية التابعة للحركة "المباحثات في القاهرة لم تنته بعد وسنواصل جهودنا لوقف العداون وتحقيق مطالب شعبنا العادلة." وتلقي الحركة باللوم على إسرائيل في رفض مطالب الفلسطينيين وتقول إن إسرائيل لن تحقق بالسياسة ما فشلت في تحقيقه بالقتال. ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار عن قطاع غزة والإفراج عن أسرى تحتجزهم إسرائيل وفتح ميناء. وأصدر الجناح العسكري لحماس بيانا مساء الخميس قال فيه أنه مستعد لاستئناف القتال ما لم تقدم إسرائيل تنازلات. * الحصار البحري ولم يبد الإسرائيليون استعدادا لتخفيف حصارهم البحري لقطاع غزة ولا القيود على الحركة البرية والمجال الجوي للقطاع خوفا من اعادة تزويد حماس بالأسلحة من الخارج. وتحدث وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز في تصريحات لاذاعة الجيش الإسرائيلي عن إمكانية أن تعيد إسرائيل اطلاق عملية برية أوقفتها يوم الثلاثاء "والسيطرة على قطاع غزة في سبيل الاطاحة بنظام حماس." لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يظهر ميلا كبيرا لذلك. وفي غزة جمعت بعض العائلات التي عادت إلى منازلها في بلدة بيت حانون بشمال القطاع أثناء وقف اطلاق النار متاعها وعادت إلى ملاجئ الأممالمتحدة التي توجهت إليها خلال الأسابيع القليلة المنصرمة.وقال يامن محمود (35 عاما) وهو أب لأربعة أطفال ومن سكان بيت حانون "أفر اليوم مجددا وأعود إلى النزوح. لست ضد المقاومة لكننا يجب أن نعرف ماذا نفعل. هل هي حرب أم سلام؟" ويقول المسؤولون في غزة إن الحرب قتلت 1875 فلسطينيا معظمهم من المدنيين. وأعلنت حماس يوم الخميس أنها أعدمت عددا غير محدد من الفلسطينيين لأنهم كانوا "عملاء" لإسرائيل في حرب غزة.وتقول إسرائيل إن 64 جنديا وثلاثة مدنيين قتلوا منذ اندلاع القتال في 8 يوليو تموز بعد تزايد إطلاق الصواريخ عليها. ووسعت إسرائيل من قصفها الجوي والبحري لقطاع غزة وبدأت عملية برية يوم 17 يوليو تموز وسحبت قوات المشاة والمدفعية التابعة لها من غزة يوم الثلاثاء بعدما أعلنت تدمير أكثر من 30 نفقا حفرهم نشطاء. * ابعاد مصر وقد يزيد رفض حماس تمديد الهدنة من تباعد مصر التي تسيطر على معبر رفح البوابة الرئيسية لقطاع غزة.وجاء الاعلان عن عدم تمديد الهدنة بعد دقائق من انقضائها في الساعة 0500 بتوقيت جرينتش بعد محادثات ممتدة استمرت في القاهرة أثناء الليل وفي الصباح.وغادر مفاوضون فلسطينيون من فصائل حماس والجهاد الاسلامي وفتح الفندق الفاخر الذي يقيمون فيه لاجراء محادثات مع المخابرات المصرية في الساعة 9.30 مساء الخميس ثم عادوا إلى الفندق بعد أكثر من ست ساعات ونصف وقد بدت عليهم خيبة الامل وقالوا إنه لم يتم التوصل لاتفاق.وأخذ المفاوضون يتحركون في ردهة الفندق وهم يتحدثون في الهواتف المحمولة في محاولة للوصول إلى قرار نهائي مع قرب انتهاء الهدنة. وقال مصدر في مطار القاهرة إن الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة قبيل انقضاء الهدنة. وأضاف أن زيارة المبعوثين الإسرائيليين استمرت تسع ساعات أي أكثر من زيارتين سابقتين هذا الأسبوع مع حث الوسطاء المصريين الطرفين على تمديد الهدنة.