حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سكان غزة من البقاء في أي موقع يعمل فيه النشطاء الفلسطينيون بعد يوم من انتقال إسرائيل بالحرب إلى مستوى جديد إذ سوت مبنى سكنيا من 13 طابقا في القطاع بالأرض. وأطلقت طائرة إسرائيلية في باديء الأمر صاروخا غير متفجر على المبنى في إشارة للسكان لمغادرته قبل مهاجمته أمس السبت. وأصيب 17 شخصا في الهجوم على المبنى الذي قالت إسرائيل إن به مركز قيادة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال نتنياهو في تصريحات علنية اثناء اجتماع للحكومة اليوم "أدعو سكان غزة إلى اخلاء أي موقع تنفذ فيه حماس نشاطا إرهابيا على الفور. كل واحد من هذه الأماكن هو هدف لنا." ومع عدم ظهور أي مؤشرات على أن القتال الذي دخل أسبوعه السابع الآن أوشك على الانتهاء قد يشير حديث نتنياهو إلى خطوة تجاه توجيه ضربات أشرس للقطاع كثيف السكان رغم أن ذلك قد يزيد من القلق الدولي. وبعد ساعات من تصريحات نتنياهو دمر تجمع لعشر منازل يخص أحدها عضوا في حماس في ضربة جوية في بلدة خان يونس في جنوب قطاع غزة حسبما افاد جيران. واصاب الحطام المتطاير عشرة أشخاص لكن لم ترد تقارير عن سقوط قتلى. وقال جيران إنه قبل حوالي عشر دقائق من الهجوم أطلق صاروخ تحذيري وفر السكان. وفي مدينة غزة استهدفت ضربة اسرائيلية سيارة فقتلت محمد الغول الذي يصفه الجيش الاسرائيلي بأنه قيادي في حماس مسؤول عن "صفقات تمويل الارهاب". وقال شهود إنه عثر على دولارات امريكية في حطام السيارة. واستهدف الغول بعد ثلاثة ايام من اغتيال اسرائيل ثلاثة من قادة حماس في جنوب القطاع. وقال مسؤولو مستشفى إنه في هجوم آخر اليوم قتلت أم واطفالها الأربعة حين قصف منزلهم في مخيم جباليا. ولم يتضح على الفور سبب قصف المنزل وقال جيران إنه لم يكن هناك تحذير. وواصل نشطاء غزة اطلاق الصواريخ وقذائف المورتر على جنوب اسرائيل. وقال الجيش إن النشطاء اطلقوا 117 صاروخا وقذيفة يوم الأحد وحده واعترض نظام القبة الحديدية الاسرائيلي الدفاعي تسعة منها. وتسبب هجوم بالمورتر على معبر اريز مع غزة في اصابة اربعة اسرائيليين وقالت اسرائيل انها ردا على ذلك أغلقت المعبر ما عدا للحالات الطارئة. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس إن تحذيرات نتنياهو لأهالي غزة بالابتعاد عن الاهداف المحتملة مثال واضح على جرائم الحرب ضد السكان المدنيين في القطاع. ودمرت آلاف المنازل أو لحقت بها أضرار في الصراع وتشرد نحو 500 ألف فلسطيني في القطاع الذي يقطنه 1.8 مليون شخص ولا يوجد مكان آمن في غزة إذ أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت أيضا مدارس ومساجد. خسائر بشرية من المدنيين وتقول إسرائيل إن قادة حماس يتحملون مسؤولية سقوط ضحايا مدنيين لأنهم ينشطون وسط المدنيين مضيفة أن حماس تستخدم المدارس والمساجد في تخزين أسلحة وكمواقع لشن هجمات صاروخية عبر الحدود. وقال مسؤولون في قطاع الصحة بغزة إن 2115 شخصا معظمهم مدنيون بينهم أكثر من 400 طفل قتلوا في قطاع غزة منذ بدأت إسرائيل هجومها في الثامن من يوليو تموز بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود من غزة. وقتل 64 جنديا إسرائيليا فضلا عن أربعة مدنيين. وقصفت إسرائيل أمس السبت برج الظافر في مدينة غزة وسوته بالأرض وهذه هي المرة الأولى التي تدمر إسرائيل فيها مبنى كبيرا في حرب غزة. وكانت 44 عائلة تقيم في البرج السكني. وشنت إسرائيل الهجوم بعد يوم من مقتل طفل إسرائيلي يبلغ من العمر أربعة أعوام بقذيفة مورتر. وحضر الرئيس الإسرائيلي جنازته اليوم الأحد قرب حدود غزة. وقال طاقم طبي محلي إن ضربة جوية اسرائيلية في وقت متأخر يوم السبت دمرت مركزا تجاريا في بلدة رفح في جنوب القطاع وان ثلاثة اشخاص اصيبوا. ودعت مصر إسرائيل والفلسطينيين أمس السبت إلى وقف الهجوم والعودة إلى المحادثات. ولكن ليست هناك مؤشرات على أن المفاوضات التي كانت تجري قبل انهيار آخر تهدئة يوم الثلاثاء ستستأنف في أي وقت قريب.وقالت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني لتلفزيون القناة الثانية الاسرائيلي إنه يجب وقف اطلاق النار قبل اي مفاوضات جديدة. واضافت مؤكدة سياسة نتنياهو أن "اسرائيل ليست مستعدة للتحدث تحت النيران." وقالت ليفني إن أي اتفاق لوقف القتال يجب ان يضمن أيضا "ألا تجني حماس أي انجازات" وأن تصبح السلطة الفلسطينية الأكثر اعتدالا في موقع السيطرة على قطاع غزة. وأجلت وزارة التعليم في قطاع غزة بدء العام الدراسي إلى أجل غير مسمى وقال نتنياهو اليوم الأحد إن الإسرائيليين يجب أن يكونوا مستعدين لأن تتواصل الحرب حتى بعد بدء الدراسة في الأول من سبتمبر أيلول. لكن مسؤولا قال بشرط عدم نشر اسمه إن نتنياهو أوضح أن اسرائيل لن تفتح أي مدارس تفتقر للحماية من نيران الصواريخ بحلول ذلك التاريخ. ومع تزايد اطلاق قذائف المورتر على البلدات الاسرائيلية قرب غزة ناقش بعض الاسرائيليين ما إن كان يجب اخلاء المنطقة. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية أن حوالي ثلث سكان المنطقة الحدودية سعوا للحصول على ملاذ في مكان آخر من البلاد. وقال المسؤول إن نتنياهو أبلغ الوزراء ان اسرائيل ستنظر في مساعدة أي أحد يترك المنطقة التي تضربها الصواريخ لكن مجلس الوزراء تجنب التطرق لأي عمليات اخلاء رسمية خشية أن يعتبر ذلك دعما معنويا لحماس. وفي إحدى مدارس غزة التي تديرها الأممالمتحدة والتي تحتمي بها العائلات الفلسطينية اصطف أطفال أثناء عزف السلام الوطني ورددوا "المجد والخلود للشهداء" إلا أن الفصول الدراسية لم تبدأ. وقال سكوت أندرسون نائب مدير العمليات في غزة بوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين إنه بالرغم من أن الدراسة ألغيت إلا أن الدروس قد تقدم بوسائل أخرى. وأضاف مشيرا إلى طريقة التعليم عن بعد المستخدمة في الصراع السوري "من المهم أن نستخدم قنواتنا عبر الأقمار الصناعية وبرامج التعليم عبر الإنترنت ومعامل الكمبيوتر ومواد تثقيف النفس - كل هذه الدروس تعلمناها في سوريا وأثبتت نجاحا كبيرا هناك".وتقول حماس إنها لن توقف القتال إلا بعد رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة وانهاء القيود التي تضعها مصر على معبر رفح.