(الخطابة أم ريماس).. هو الاسم الأحدث في طرق عصابات (مافيا الابتزاز) للاستحواذ على المعلومات البنكية والشخصية، لاستغلالها في ابتزاز أصحابها والاستيلاء على أموالهم، من خلال الإيقاع بالرجال الراغبين في الزواج وتشويه صورتهم في المجتمع أو الفتيات المخدوعات بإعلانات الوظائف الوهمية، واستغلال أسمائهن في الإعلان عن فتيات يردن الزواج في مواقع التواصل الاجتماعي وتشويه صورتهم في المجتمع. رصدت (الوئام) عديدا من الفتيات اللاتي سقطن في فخ تلك العصابات، ومن بينهن (ن،خ)، التي أوضحت أن قصتها بدأت بإعلان منشور في موقع التواصل الاجتماعي الشهير (تويتر) عن توفر وظائف نسائية في شركات مرموقة في القطاع الخاص، وأنه يمكن أداء مهام العمل من المنزل، من خلال الدعاية لسلع وهمية، مشددة على أن المرتب المجزى، والذي يقدر ب8 آلاف ريال شهريا، جعلها تقبل الوظيفة دون تفكير، واتصلت بأحد الأرقام التي حددها الإعلان، فرد على شخص زعم أنه مندوب لشركة اتصالات خليجية كبرى تعمل في المملكة، وطالب مني إرسال معلوماتي الشخصية وصورة لبطاقتي المدنية ومؤهلاتي، مع ضرورة فتح حساب بنكي في مصرف الراجحي (تحديداً) وإرسال بطاقة الصراف الآلي والرقم السري على عناوين بريدية بأسماء نساء زعم أنهن مشرفات على عملي بالرياض والأحساء،مشترطا أن يكون رقم هاتف المندوب مسجلاً لدى حسابي في البنك بدلاً من رقمي، وعندما استفسرت عن سبب رغبته في إرسال بطاقة الصراف الآلي، أخبرني أن ذلك بهدف تقييد رقمي وإعادته لي مرة أخرى لاستلام مرتبي.
وتؤكد (ن،خ) أن المفاجأة التي صدمتنى، أنه بعد مرور عدة أسابيع، بدأت أتلقى اتصالات على هاتف المنزل من فتيات ورجال يطلبونني بالاسم وينادوني (بالخطابة)، مستندين إلى حساب بموقع التواصل الاجتماعي ينشر اسمي ورقم حسابي تحت اسم خطابة زواج مسيار مرة، أو فتاة ترغب في الزواج، مضيفة، بعد تأكدي من الأمر بنفسى، سألت المندوب عن الأمر إلا أنه أنكر علاقته بالأمر، فلم يكن أمامي سوى التوجه إلى المصرف لطلب إيقاف حسابي، وكانت المفاجأة الثانية في انتظاري، واكتشفت أن عمليات إيداع مبالغ مالية، قد أجريت عليه، وهنا أدركت حقيقة الأمر.
وتشير (ن،خ) إلى أن العصابة هددتها بفضح أمرها، ونشر معلوماتها الشخصية، في مواقع التواصل الاجتماعي، في حال عدم إعادة فتح الحساب، في الوقت نفسه التي تنهال عليها اتصالات يومية من فتيات وشباب، يطالبون باسترداد قيمة حوالات بنكية، مؤكدة أنه لم تجد أماها سوى تقديم بلاغ لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكةالمكرمة.
وأوضح أحد المتضررين، الذين تعرضوا للنصب، أنه تواصل مع ما تسمى (الخطابة أم ريماس)، للزواج من فتاة حدد الشروط الواجب توافرها فيها، وهو ما أجابت عليه الخطابة، بأن إحدى الفتيات قبلت الزواج منه، وأنه يجب عليه تحويل مبلغ 1000 ريال كمقدم إلى حساب يحمل اسم الفتاة (الزوجة الوهمية)، واختفت الخطابة والزوجة بعد إتمام عملية التحويل.
وأكد عدد من المتضررين، أن اشتراط العصابة إرفاق رقم هاتف عضو العصابة في حساب المصرف والذي يحمل اسم الضحية، يهدف إلى استغلال هذه الحسابات في عمليات مشبوهة أو تحويلات خارجية عن طريق تحكمهم في الحساب مستغلين نظام التعامل الإلكتروني في السحب والتحويل والتصرف المطلق في الحساب.
وأشار الخبير التقني والمعلوماتي والمتطوع لإغلاق المعرفات التي تبتز الفتيات "سعود"، إلى ضرورة عدم التعامل نهائياً مع أي حساب في مواقع التواصل الاجتماعي يحمل إعلانات عن وظائف حتى لو أظهر عقودا رسمية، مشددًا على أن هذه العقود مزورة باستخدام برامج الفوتوشوب.
ولفت الخبير التقني، إلى إنه تم إغلاق حساب تابع لخطابة من عصابة (أم ريماس)، موضحًا أنهما عصابتان تستغل الأولي حاجة الفتيات للوظيفة للاستحواذ على حساباتهن البنكية، بينما تستغل الثانية اسم الخطابة لابتزاز الفتيات.
ومن جانبه، أوضح عبد الرحمن الجابري -الناطق الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكةالمكرمة- في تصريحات خاصة ل(الوئام)، أن الهيئة تلقت بلاغا عن حالة ابتزاز مشابهة.
يذكر أن حساب (الخطابة أم ريماس) في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، يحمل عددا من التغريدات التي تزعم اسهامات (الداعية أم ريماس) في التوفيق والزواج بالسعودية والخليج ولديها طلبات زواج مسيار بأغلب المناطق السعودية، إضافة إلى وجود قسم خاص لطلبات الفتيات وسيدات الأعمال والأميرات وسيدات المجتمع ويتم التعامل معهن بسرية تامة.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: «الخطابة أم ريماس» تحوّل الباحثات عن الوظائف..إلى باحثات عن "مسيار" عبر تويتر