الكاتب أحمد عبد الرحمن العرفج لا يعجبه بحال من الأحوال ما ينتشر بين الفَترة والأُخرى من مَعلومات وأخبَار، أو قَضايا ومُحاكمات، ويعتبر أن عقله يَقف عِندها حَائرًا مِثلما يَقف حِمار الشَّيخ عِند العَقبة، ويدلل في مقاله الذي كتبه في الزميلة ” المدينة ” على أخبار الشَهادات المُزوّرة، إلى مِنَح أرَاضٍ لأطفَال وصبيان لَم يُولدوا، إلى وَظائف وَهميّة... ألخ وأخيرًا يتحدث عن مربط الفرس في مقاله وهو الخبر الذي تطاير وكان مفاده بجريدة المدينة أن المحكمة الشرعية حكمت بالسجن والجَلد، على مقيم لأنَّه سَرق مُؤخرة دَجاجة، والتهمها دُون عِلم صَاحب المَطعم، قال “هَذا الخَبر جَعلني أتوقَّف بصِفتي -رَحمني الله- شَيخًا سَابقًا؛ لأنَّ المَرء إذا عَضَّه الجوع وسَرَق، لا يُقام عَليه الحَد، مِثلما يَحدث لو أكل لَحم خنزير، أو ما أُهلَّ بهِ لغَير الله وهو مُضطر..! واستنكر على الكتاب تفرقهم في الكتابة حول هذا الأمر وعدم تثبتهم قائلاً “عِندها تَفرَّق الكُتَّاب وطَاروا في العَجاجة، مِثلما تَطاير ريش مُؤخِّرة الدَّجاجة..! حَقًّا.. لقد سَحبت مُؤخِّرة الدَّجاجة الكُتَّاب مِن ذقونهم، فأخذوا يُحلِّلون ويُفكِّرون، ويَتأمَّلون، ويَدرسون ثُمَّ يَكتبون عَن هَذا الخَبر، فمِن طَائرٍ بالخَبر في الفيس بوك، إلى مُحلِّقٍ بهَذه المَعلومة في تويتر، ومِنهم مَن قَبَض عَلى هَذه الشَّاردة وجَعلها في مَقالة وَاردة..!”. وأكد أنه لم يتزحزح من مكانه بل ذهب ليتثبت واستعان بصديق حتَّى يتأمَّل الخَبر ويستطلع الأمر، فوجد أنَّ الخَبر لا وجود لَه في أرض الوَاقع، وإنَّما هو وَهمٌ مِن مُحرِّر طَيّر الخَبر ثُمَّ طَار مَعه، بَل لَم يَكتفِ بذَلك، حيثُ طَيّر مَعه كُلّ مَن هَبّ ودَبّ مِن الكُتَّاب الذين تَقاسموا الهباب، وأصبحوا لا يُفرِّقون بين مَن يَأكل الدَّجاج، ومَن يَلتهم التُّراب..! وأخيرًا ينصح في ختام حديثه زملائه الكتاب بأن يحذروا مَا تَكتب أقلامهم، واستدل مستهزئًا وساخرًا بقول الكَاتِب والرّوائي البريطَاني «جورج أورويل»: (لقد لاحظتُ في مَرحلة مُبكِّرة مِن حَياتي أنَّ الصُّحف لا تَنقل أبدًا أي حَدث كَما حَدَث فعلاً).. وختم بجملة في قمة السخرية “وكُلّ عَام وأنتم في عَجاجة، يا مَن تَهافتّم عَلى مُؤخِّرة الدَّجَاجة..!”.