قامت فرق أمانة مكة برفع وإزالة الآثار والأضرار التي لحقت بعدد كبير من المناطق بسبب الأمطار والسيول التي أغرقت المدينة، وذلك بفرق ومعدات الإدارة العامة للنظافة التي بلغت (3920) عاملاً مقسمين على فرق ومجهزين بعدد (140) معدة، بالإضافة إلى فرق إدارة صيانة شبكات السيول. يأتي ذلك انطلاقاً من حرص وتوجيهات صاحب السمو الملكي، أمير منطقة مكةالمكرمة بعمل كل الجهات المختصة، وفي وتيرة واحدة متسارعة وبتنسيق عالٍ؛ لإزالة جميع الأضرار الناتجة عن الأمطار التي هطلت أمس الأول على العاصمة المقدسة. كانت مكةالمكرمة قد شهدت أمطاراً غزيرة يوم الخميس، ليلة الجمعة الموافق 9 رجب، على مواقع متفرقة واستمرت قرابة الساعتين، ولم تتسبب إلا في بعض الملاحظات والأضرار البسيطة ولله الحمد، حيث شهد معدل الأمطار ارتفاعاً كبيراً بلغ 50 % من المعدل السنوي خلال ساعتين فقط، في حين أن المعدل السنوي الطبيعي للأمطار التي تهطل على مكةالمكرمة يتراوح من 80 إلى 100 مل؛ الأمر الذي أسهم في تأخر تصريفها عبر الشبكة. قد ازدادت كثافة الأمطار في عدد من المواقع أكثر من غيرها، ففي شارع الفيحاء الذي يشهد أعمالاً إنشائية في أحد مشاريع وزارة النقل المتعلّقة بالطريق الدائري في حي العمرة، الذي شهد أعمال قص في الجبل؛ مما سرّع من اندفاع المياه وأسهم في ارتفاع منسوب المياه بجوار كوبري البحيرات، بالإضافة إلى المياه القادمة من الشعاب المجاورة. كان من أكثر المواقع تضرراً طريق المدينة عند جسر البحيرات الذي يتبع وزارة النقل، ومن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه هو أن الموقع تحيط به عده شعاب، إضافةً لانجراف اتجاه المياه من موقع مشروع استكمال الدائري الثالث جنوب مسجد العمرة الذي يتبع وزارة النقل أيضاً، ونتيجة أعمال القطع الصخري بالمشروع أدت إلى تدفق المياه من الموقع عبر طريق الخدمة وصولاً إلى موقع الجسر، وقد صاحب ذلك تراكم بعض المخلفات والأتربة؛ مما أدى إلى تعطل المركبات والتأثير على الحركة المرورية. من المواقع التي حدثت بها بعض الأضرار وتجمع للمياه منطقة النوارية، جوار محطة الكهرباء، حيث إنها تقع في منطقة منخفضة وأسفل منسوب طريق المدينة المجاور لها، وقد بادرت الأمانة بمباشرة الموقع باليات ومعدات الشفط حتى داخل محطة الكهرباء. قامت الأمانة بطرح مشروع بالمنطقة موازي لطريق المدينة، ولا يزال تحت التنفيذ وبمجرد الانتهاء منه سيكون له الأثر الفعال في حل المشكلة بشكل دائم بمشيئة الله تعالى. من المواقع أيضاً التي شهدت كثافة في مياه الأمطار طريق أم القرى بمنطقة شارع المنصور، حيث تم رصد توقف السير وشهدت المنطقة ارتفاعاً لمنسوب المياه؛ وذلك نتيجة الردميات الموجودة بكميات كبيرة الناتجة عن أعمال الإزالة والهدم بالمنطقة ضمن أعمال مشروع تنفيذ طريق الضلع الغربي من البيبان وحتى الكعكية التابع لوزارة النقل، حيث أدى وجود الردميات لانجراف مجرى السيل إلى طريق أم القرى، وتعطل حركة المشاة والمركبات وبمجرد إزالة الردميات عادت الانسيابية بالطريق للوضع الطبيعي. في نهاية منطقة شارع الحج جوار متجر المستهلك لوحظ ارتفاع لمنسوب المياه، وهذا الموقع قد تم رصده سابقاً، وقد بادرت الأمانة بطرح مشروع بمسمى تنفيذ قناة صندوقية خرسانية من مخطط السفياني حتى سد الشهداء، وتم تسليم المقاول موقع العمل بتاريخ 1435/6/10، ويستمر العقد لمدة عامين بكلفة 27 مليوناً وبطول 2 كيلو متر، وسيكون له الأثر الفعال بمشيئة الله تعالى. بلغت نسبة تغطية شبكات تصريف السيول بمكةالمكرمة ما يقارب 60% من إجمالي الشبكة المراد تنفيذها، وللأمانة عدة مشاريع قامت بطرحها لحماية وتصريف مياه الأمطار بالمخططات السكنية بشمال وجنوب وشرق وغرب مكةالمكرمة بإجمالي تكلفة حوالي (160) مليون ريال، بميزانية العام الحالي 1435، وهي تندرج ضمن خطة الأمانة لاستكمال شبكات السيول بمكةالمكرمة. على وجه العموم، فإن الأضرار التي خلفتها الأمطار والسيول التي شهدها مكةالمكرمة تظل محدودة ولله الحمد، وهي لم تتجاوز موقعين فقط، فيما لم تؤثر كميات الأمطار على أي من الأحياء والطرق داخل العاصمة المقدسة التي كانت الحركة فيها تشهد انسيابية كبرى. هذا، ولا تزال الأمانة تعمل على استكمال بقية المشاريع في الطرق الرئيسية، على أربعة أقسام (شمالية، وجنوبية، وشرقية، وغربية)؛ مما سيسهم – بإذن الله – في الحد من انجراف التربة، والمخلفات إلى الطرق الرئيسية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: 3920 عاملاً و140 معدة لإزالة آثار سيول مكة