قال الكاتب محمد الساعد في تعليقه على الوضع القطري بعد سحب السفراء من الدوحة أن التاريخ لا يأتي إلا مرة واحدة، والتجارب العظمى لا يمكن تكرارها مهما حاول الحمقى وقليلو الحيلة ومعدومو الموهبة أن يعيدوها إلى زمن غير الزمن، ومكان غير المكان، وإلا لبدت ممسوخةً، تموت قبل الولادة، وإن وُلدت جاءت مشوهةً سرعان ما تفنى. إن البلداء فقط – وعلى رغم تلك النواميس – هم من يحاولون استنساخ التجارب، حتى لو أدى ذلك في النهاية إلى تدميرهم. وأكد في مقاله المنشور اليوم بصحيفة الحياة أن من وجهة نظره كانت تلك التجربة هي الملهمة لقيادة قطر الجديدة في حلمها لحكم الخليج بداية، ومن ثم حكم العالم العربي كما تتخيل، وحاولت استنساخها وإعادة تكرارها بأسلوبها وطريقتها الخاصة، فهي ترى أن الدوحة يمكن أن تكون درعية هذا الزمان، والحاضن السياسي والمالي، والقرضاوي ومن بعده جماعة الإخوان هم الحاضن الديني. لمطالعة المقال: الدوحة لن تكون «درعية» هذا الزمان من المؤكد أن التاريخ لا يأتي إلا مرة واحدة، والتجارب العظمى لا يمكن تكرارها مهما حاول الحمقى وقليلو الحيلة ومعدومو الموهبة أن يعيدوها إلى زمن غير الزمن، ومكان غير المكان، وإلا لبدت ممسوخةً، تموت قبل الولادة، وإن وُلدت جاءت مشوهةً سرعان ما تفنى. إن البلداء فقط – وعلى رغم تلك النواميس – هم من يحاولون استنساخ التجارب، حتى لو أدى ذلك في النهاية إلى تدميرهم. في عام 1744 اجتمع الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب في لحظة ومكان مناسبين، وعلى ضوء هذا الاجتماع السياسي الديني أُسست الدولة السعودية الأولى. وبعيداً عن رواية تلك التجربة فهو شأن المتخصصين، إلا أن ما حدث كان أحد تقاطعات التاريخ النادرة وتجربةً لا يمكن اجترارها، أثمرت بناء ثلاث دول على مدى أكثر من 270 عاماً. من وجهة نظري كانت تلك التجربة هي الملهمة لقيادة قطر الجديدة في حلمها لحكم الخليج بداية، ومن ثم حكم العالم العربي كما تتخيل، وحاولت استنساخها وإعادة تكرارها بأسلوبها وطريقتها الخاصة، فهي ترى أن الدوحة يمكن أن تكون درعية هذا الزمان، والحاضن السياسي والمالي، والقرضاوي ومن بعده جماعة الإخوان هم الحاضن الديني. أو بمعنى أدق يكون «حمد» هو محمد بن سعود الجديد، و«القرضاوي» هو محمد بن عبدالوهاب، وجماعة الإخوان هي «الوهابية» بحسب توصيف المؤرخين. يا لها من فكرة عجيبة وحمقاء! كيف يستطيع أي إنسان مهما بلغ من الغرور السياسي أقصى مراحله أن يعيد تدوير التاريخ هكذا بكبسة زر متى أراد؟ وكيف للإنسان أن يتصور أنه إله قادر على تغيير مجرى التاريخ، لأن طموحاته دفعته إلى ذلك، من دون أن يلتفت إلى سنن الحياة، التي عادة لا تقبل عودة الزمان مهما دفعت من مال، وحُكْتَ من مؤامرات؟ كانت تلك هي الخلطة العجيبة الجديدة التي ابتكرها المنظِّر «المسيحي» عزمي بشارة (إسرائيلي مقيم في قطر «الإسلامية»، منذ أكثر من عقد) لقادة قطر الجدد، لبناء ما يمكن أن يُصطلَح عليه مجازاً إمبراطورية «قطر العظمى». لم يكن ذلك الحلم وليد المصادفة، ولا تكتيكاً سياسياً، سرعان ما يتبدل، ويتم تغييره في أول منعطف، بل كان – ولا يزال – استراتيجية دائمة مبدأها تهيئة المناخ العام في الشوارع المحيطة ب«حارة قطر»، وسرعة تبديل الحلفاء والتمهيد المالي والإعلامي، ومن ثم انتظار لحظة السيولة السياسية للانقضاض والانغماس في الحكم الجديد، والسقوط مكانها من الأعلى في الدول المستهدفة، من خلال جماعة الإخوان المسلمين المحلية والدولية التي تحولت إلى مقاول من الباطن. يتم ذلك كله من خلال محاولات مستميتة لهدم الدول المركزية الكبرى في العالم العربي – ولاسيما مصر والسعودية – وتحويلها إلى دول هامشية مفككة، وتسويق الإمبراطورية الإسلامية في مفهومها التاريخي الرومانسي، على الشعوب البسيطة. إنه الحلم الذي سيقتل صاحبه، والسم الذي سينسكب على أطراف أصابعه. رابط الخبر بصحيفة الوئام: كاتب سعودي: قيادة قطر الجديدة تحلم بحكم الخليج ومن ثم حكم العالم