يعمل صالح الجندل بمنجم الملح في قرية الشقة بمنطقة القصيم في السعودية منذ 20 عاما. بلغ الجندل العقد السادس من عمره ويقضي يومه في الوقت الراهان في جمع الملح يدويا بالطريقة التقليدية مستعينا بمجرفة. ويتوجه الرجل إلى منجم الملح كل صباه إلا في الأيام الممطرة حيث يجمع ملء نحو 50 كيسا لزبائنه الذين يستخدمون الملح في الاستهلاك الآدمي أو لعلف الحيوانات. يبيع الجندل الكيس مقابل 15 ريال ويصل إيراده اليومي إلى ما يوازي 700 ريال من بيع الملح الذي يقول كثيرون إنه الأفضل من نوعه في السعودية. وقال صالح الجندل "لا جا المطر قعدت بالدار وإذا جفت الأرض جئنا نشتغل ونكنس ملح ونكوم وإذا جاء أحد نبيع عليه ولا نشفت الأرض درينا (عرفنا) أن الشغل بالجفيرات (مستنقعات الملح)." العمل شاق ومرهق ويحتاج قدرا كبيرا من القوة العضلية ولذلك يتوقف عدد الأكياس التي يملأها الجندل بالملح على حالته الصحية. وقال الرجل "نحط كويمات ونبدأ نعبيء منهم على حسب طاقتنا. 20 كيس أو 30 أو 40 أو 50 كيس." وحاول صالح لجندل الاستعانة بأبنائه ليساعدوه في عمله لكنهم لا يقبلون على حرفة جمع الملح شأنهم في ذلك شأن كثير من شبان القرية. وتمتد برك الملح في أنحاء المنطقة الواقعة شمالي منجم الملح في الشقة وبسطت الحكومة السعودية حمايتها عليها لإتاحة الفرصة للأهالي للعمل في جمع الملح. وتتوقف جودة لملح على أحوال الطقس بالمطر على سبيل المثال يزيد نقاء الملح. ولا يقتصر عمل الجندل على جمع الملح وبيعه بل يتولى أيضا رعاية المنجم ولحفاظ على نظافته. ويبيع صالح الجندل الملح في مكان جمعه أو يتوجه به إلى السوق. وقال زبون جاء لشراء الملح من صالح الجندل عند منجم الملح يدعى مسلم الحربي "نحن نشتري الملح من الشقة ونحطه للحلال (الماشية) عشان يزين (يأكل) منه مع الشعير. الحلال الذي لا يطلق مع الحمل (لا يخرج للمرعى) يزين عليه الحلال ولا يأكل صوف بعضه. وسعر الكيس 15 ريال." ويقع منجم الملح في الشقة شرقي بلدة بريدة الصحراوية على بعد 369 كيلومترا شمالي العاصمة السعودية الرياض. رابط الخبر بصحيفة الوئام: اهالي بريدة ما زالو يستخرجون الملح يدويا