"هذا العمل حلال" هذا ما كانت تردده إحدى الإفريقيات خوفًا من معاقبتها على بيع "العيش الناشف" لتجار المواشي، بعد أن تحصل عليه من حاويات النفايات، وأصحاب المطاعم. وفي أحد الشوارع الجانبية من باب مكة يلتئم يوميًّا جمع من الوافدات بجانب أكوام من أكياس العيش "البايت"، وأوضحت إحداهن أنها لا تفعل شيئًا خاطئًا، بل تبحث عن لقمة العيش بالحلال، وتجوب الشوارع والأزقة منذ الساعات الأولى من الصباح من أجل الحصول على ما تبقى من الخبز. وتستمر في ذلك إلى الظهر لتفترشه أرضًا تحت أشعة الشمس كي ينشف إلى العصر وتقوم بعد ذلك لبيعه على أحد تجار الماشية بسعر 10 - 15 ريالاً للكيس. وقد نشطت هذه التجارة في الفترة الحالية نظرًا لأزمة الشعير. في المقابل يقول حميد الزهراني صاحب حظيرة مواشٍ: إن غلاء غذاء الأغنام والمواشي كالشعير والبرسيم دفع بعض أصحاب المواشي للبحث عن مواد غذائية بسعر أرخص "كالعيش الناشف، والعلف" مضيفًا أن قيمة كيس العيش 10 ريالات، والعلف من 5 إلى 10 ريالات، وأضاف إن أكل الأغنام للعيش الناشف والعلف لا يضر بالمواشي إذا تم ذلك بصورة معتدلة.