أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت حظر التجول في العاصمة جوبا اثر اندلاع اشتباكات عنيفة اعلان السلطات احباط الجيش محاولة للانقلاب من جانب نائب الرئيس المقال وكان قتال عنيف اندلع حول مطار عاصمة جنوب السودان جوبا، وذلك بعد ليلة من الاشتباكات التي شهدتها المدينة. وأفادت الأنباء الواردة من العاصمة بأن المستشفى الرئيسي في عاصمة جنوب السودان شهدت تدفقا كبيرا للمصابين جراء الاشتباكات الدائرة. ونقلت محطة تامزوج الاذاعية عن طبيب بالمستشفى أن مشرحة المستشفى ممتلئة بالقتلى بينما قال مصدر آخر إن أعداد المصابين تخطت 100 شخص. وقال جو كونتريراس المتحدث باسم الأممالمتحدة إن آلاف المدنيين لجئوا إلى مجمع تابع للأمم المتحدة قرب مطار جوبا. وقال ميارديت الذي كان يرتدي الزي العسكري حظر التجوال في العاصمة جوبا بدءا من مساء الإثنين ويستمر خلال ساعات الليل من السادسة مساءا ولمدة 12 ساعة. وأنحى الرئيس الجنوب سوداني، الذي ينتمي لقبيلة الدينكا، باللائمة في أعمال العنف على الموالين لنائبه السابق رياك ماشار المنتمي لقبيلة نوير الأصغر حجما. في تلك الأثناء، ذكرت السفارة الأمريكية في جوبا على حسابها على موقع تويتر إن شبكة الهواتف النقالة في المدينة توقفت بالكامل عن العمل. كما تفيد الأنباء باعتقال أربعة من الوزراء السابقين في حكومة جنوب السودان. وكان أحد هؤلاء الوزراء قد قال في وقت سابق لبي بي سي إنه وزملاؤه لم يتورطوا في أي محاولة انقلابية. وقال كير "كانت هناك محاولة للانقلاب" مضيفا أن القوات الحكومية تسيطر على الأوضاع الأمنية في العاصمة جوبا بشكل كامل وتطارد العناصر التي حاولت القيام بالانقلاب بعدما لاذوا بالفرار، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس. وأضاف أن شخصا أطلق الرصاص في الهواء قرب مقر الحزب الحاكم مضيفا أنه "أعقب ذلك هجوم على مقر قيادة الجيش قرب جامعة جوبا من قبل مجموعة من الجنود الموالين لنائب الرئيس السابق ريك ماشار وتواصلت الاشتباكات حتى ساعات الصباح الأولى". وقال ميارديت "وأود أن أحيطكم علما بأن قوات الحكومة تسيطر بشكل كامل على الأوضاع الأمنية في جوبا". وتصاعد التوتر السياسي في البلاد منذ أقال ميارديت نائبه ريك ماشار في يوليو/تموز الماضي. واندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر من قوات الجيش في جنوب السودان قرب العاصمة جوبا مع الساعات الأولى من مساء الأحد. وأفاد شهود عيان من جوبا أن أصوات إطلاق الرصاص وبعض الانفجارات كانت تسمع حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين. بدأ إطلاق الرصاص حسب شهود العيان بشكل متقطع خلال الليل ثم اشتدت حدته بشكل كبير مع ساعات الصباح الأولى في موقعين للجيش الأول، وهو أكبر معسكر، ويقع في منطقة بيلبام شمالي مطار جوبا الدولي والثاني هو معسكر الجبل جنوب العاصمة. ويقول سكان جوبا إن المعسكرين الذين شهدا الاشتباكات هما مقران لقوات الحرس الرئاسي. ويعد الجنود الموالون لماشار من قبائل النوير التى ينحدر منها بينما ينحدر ميارديت من قبائل الدنغا وهما قبيلتان بينهما تاريخ من المعارك حيث تتهم قبائل النوير قبائل الدنغا بالسيطرة على المنطقة. وكان قرار ميارديت إقالة ماشار قد أعقب انتقادات شعبية لأداء الحكومة وفشلها في تحسين الظروف المعيشية في البلاد التى تقوم بإنتاج النفط لكنها لاتمتلك طرقا ممهدة إلا بالكاد. وكان ماشار قد أعلن عزمه على خوض الانتخابات الرئاسية في المستقبل. وبعد قبوله الفوري بإقالته اتهم ماشار الرئيس ميارديت بممارسة السلطة بأسلوب ديكتاتوري. من جانبه قال كير قبل أسبوع إن بعض الرفاق يحاولون جر البلاد إلى ما كان عليه الوضع من انقسام بين فصائل جنوب السودان عام 1991 وكانت حقبة التسعينيات قد شهدت انقسامات حادة بين الفصائل المختلفة التى كانت منضوية تحت مظلة الحركة الشعبية لتحرير السودان والتى قاتلت الجيش السوداني من أجل الانفصال لنحو عقدين من الزمن. وتعد جمهورية جنوب السودان أحدث دول القارة الأفريقية حيث أعلنت استقلالها عن السودان بعد استفتاء شعبي عام 2011. من جانبه دعا ممثل الامين العام للأمم المتحدة جميع الاطراف في جنوب السودان إلى التهدئة. وقال هيلد جونسون "أطالب جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والتهدئة الفورية وقد كنت على اتصال فوري بجميع الاطراف لحضهم على ذلك". في الوقت نفسه أكد متحدث باسم الاممالمتحدة أن نحو 800 مدنيا لجأوا إلى أحد المباني التابعة للأمم المتحدة قرب المطار في جوبا للاحتماء هناك. وأضاف أن 7 مدنيين تلقوا علاجا من إصابات نتجت عن إطلاقات نارية بينهم طفل يبلغ من العمر عامين. من جانبها نفت السفارة الأمريكية في جوبا على حسابها على تويتر لجوء ريك ماشار إليها وأضافت أن البعثة الدبلوماسية تتابع الأوضاع الأمنية في البلاد عن قرب. ويقول المراقبون إن جمهورية جنوب السودان تعاني المشكلات نفسها التى تعانيها السودان حتى بعد الانفصال حيث ينتشر الفقر والفساد واضطهاد الحكومة لمعارضيها. رابط الخبر بصحيفة الوئام: جنوب السودان يفرض حظر التجول بعد احباط محاولة «انقلاب»