تنقلت «الحياة» بين أنين ودموع المعلمات الثلاث المصابات في الحادثة الأولى، وزوجة السائق التي كانت ترافقهن، حيث يرقدن في مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة، فكانت صور الألم والرعب والموت تواصل مطاردتهن عند كل التفاتة أو كلمة أو حتى لحظة صمت. وقالت إحدى المعلمات المصابات (فضلت عدم ذكر اسمها) ل «الحياة»: «إنني قررت الاستقالة من سلك التعليم بعد خدمة استمرت خمس سنوات في منطقة خيبر، لأنهي مأساتي من مشوار ال 250 كيلو متراً الذي أقطعه يومياً، معرضة حياتي في كل لحظة للهلاك». وأوضحت أن وجود الشاحنات بكثافة في الطريق من أبرز الأسباب التي كانت وراء الحادثة وغيرها من الحوادث، إضافة إلى ضعف الرقابة على الطريق والسائقين والسيارات التي تعبره. وطالبت من وزارة التربية والتعليم مراعاة ظروف المعلمات اللائي يعملن في مدارس نائية وبعيدة من منازلهن، وعدم معاملتهن كالمعلمات اللائي يدرسن في مدارس قريبة، من جهة إعفائهن من بعض الأمور الإدارية أو قطع مسافات طويلة من أجل التوقيع فقط أحياناً، وكذلك إعفائهن من الحصة السابعة. ومن خلف صوت الأنين والهمس الخافت الذي لا يكاد يسمع، خرجت كلمات المصابة بكسور مضاعفة وخطرة في الحوض والصدر، وجروح متفرقة في بقية جسدها المعلمة «أمل» التي عينت حديثاً في المدرسة: «لن أعود، وربما سأطبق ما درسته خلال سنوات عمري على السرير الأبيض». وطالبت شقيقات «أمل» بتعويض أختهن إذا استردت عافيتها، بنقلها إلى المدينةالمنورة وتعيينها على وظيفة رسمية إذ إنها متعاقدة، في حين قالت أمل: «زارتني مديرة المدرسة، وقالت لي سننتظرك حتى تعودين، فأجبتها بأنني لن أعود». وأبدت شقيقاتها استياءهن من الخدمة الصحية المقدمة في المستشفى، وعدم مراعاة حال شقيقتها الصحية، وتحريكها أكثر من مرة من السرير بطريقة خاطئة قد تؤثر في شفائها، على رغم تحذيرات الطبيب المعالج من تحريكها. أما المعلمة «غزيل» التي ترقد في غيبوبة في العناية المركزة وتعاني كسوراً وجروحاً خطرة وفقدت جزءاً من «الطحال»، وصف الطبيب المعالج حالها بالمستقرة، مشيراً إلى أنها ستخرج غداً من العناية المركزة لاستكمال العلاج. وفيما تواصل زوجة السائق التي أصيبت في الحادثة أيضاً، السؤال عن زوجها كلما فاقت من تأثير المخدر الذي تتناوله باستمرار، لم يجرؤ أحد من الأطباء أو أسرتها على إبلاغها بأنه لقي حتفه.