تطرق كتاب الأعمدة في الصحف السعودية الصادرة الثلاثاء للعديد من القضايا الهامة على الشارع السعودي حيث تناول الكاتب بصحيفة عكاظ عبده خال ظاهرة انتحار الفتيات في المجتمع السعودي وقال : بين فترة وأخرى تظهر أخبار عن انتحار أشخاص بطرق مختلفة ويتبع ذلك الخبر تأكيد بأن المنتحر مريض نفسيا ولا أعرف لماذا هذا الاتباع.ولو أردنا الوقوف مع مثل هذا التعليل فإنه يقودنا أولا إلى التبرؤ من أن نكون نحن «كمجتمع» مسؤول مسؤولية مباشرة «أو غير مباشرة» عن ذلك الانتحار. يزيد بن محمد "كبار المشايخ".. القرضاوي يحرج أتباعه الخليجيين ليس من الحصافة مناقشة رأي اعترف صاحبه بخطئه، وليس من المروءة معاتبة المخطئ على اجتهاده، خاصة إذا كان شيخا طاعنا في السن أمضى سنين عمره في طلب العلم، حتى وإن كان بعض ما يقوله لا نقره.. اعترف القرضاوي بخطأ تقديره لنوايا حزب الله وإيران تجاه السنة والتقارب معهم، بعد أن قاد بنفسه لسنوات الإعجاب السني بنموذج نصر الله وحزبه، الذين حطموا بأنفسهم بطولاتهم الوهمية في أعين معجبيهم بمواقفهم في أزمة سورية.. وهذا ليس أهم ما قاله، ولكن الرجل ألقى قنبلة في وجوه من التفوا حوله منذ سنوات، وانضموا لرابطته وبحثوا فيه عن مرجعية دينية تشرع أحلامهم السياسية.. "حركيو الخليج" سمعوا جملة من القرضاوي نسفت كل عملهم الإعلامي والمكثف منذ سنوات للتشكيك في المرجعية الدينية في السعودية، ووصفها بالجامدة والمتعصبة، والتي لم تستوعب الصحوة وطموحات الإسلام السياسي، وترويج أنفسهم على أنهم أصحاب فكر إسلامي جديد.. إنها كلماته عن حكمة "كبار" مشايخ السعودية، وكلمة كبار لا شك أنها أوجعت من صوروا لأنفسهم عبر ملايين المتابعين في تويتر أو دقائق اليوتيوب ومقاطعه، أنهم أصبحوا مرجعية بديلة في وجه التقليديين. وإذ فجأة يأتيهم ما لا يرغبون سماعه من قائدهم ورئيس رابطتهم.. مربك لهم ما قاله شيخهم، فكبار علماء السعودية وقفوا أيضا ضد أفكار القرضاوي في الربيع وفتنته.. وبينما كان هو وأعضاء رابطته يهللون للثورات، ويستسهلون الدماء، ويشرعون الثورات، ثبت علماء السعودية الكبار، وحذروا من أن النتائج وخيمة.. مئات تغريدات الاستهزاء والاستخفاف بآراء كبار علماء السعودية، وعشرات الكتب والمقالات في قصور فهمهم للواقع، وانشغالهم في قضايا صغيرة، وسلفيتهم التقليدية سطرها حركيو الخليج؛ ليدمروا ثقة الناس فيهم، ولكن غير المتوقع حصل، فعلامتهم الذي جعلوه مرجع الأمة أقر أن علماء السعودية "أنضج وأبصر منه".. يا لهذه السنوات، كل يوم فيها بتجارب ألف يوم.. تقود الأهواء أهل الهوى، ويثبت أهل الصدق، وتثبت الأيام بصيرتهم.. وبينما نجد الذين مجدوا القرضاوي واتبعوه كل هذه السنوات سيتجاهلون اعترافه وصواب نظرة علماء السعودية، وربما يبدؤون البحث عن مرجعية أخرى.. حركيو السعودية والخليج، كفاكم عنادا وتعاميا عن كل هذه الدماء والفتن.. أتعرفون الطائف.. هناك عبدالعزيز آل الشيخ، وصالح الفوزان.. استزيدوا منهما.. وأطيعوا عالمكم ومرجعكم القرضاوي هذه المرة كما كنتم تطيعونه في كل شيء. محمد حدادي «الإسكان» وبناء منزل في «ساعتين» ! بالنظر إلى جسامة المهمة الملقاة على عاتق وزارة الإسكان، لا أملك سوى القول صادقاً: أعانها الله! مع ذلك فإنجاز مهمتها لن يكون مستحيلاً؛ إلا في حال استسلمت للمتَّبِع البيروقراطي؛ وتشكيل لجان تمشي الهوينى في تشخيص الواقع للوصول لرؤية مشتركة من شأنها القضاء على «غربة» المواطن بعدم سكنه في بيت «ملك» ليظل تنقله مستمراً من بيت مستأجر لآخر حتى الاستقرار بباطن الأرض وفي النفس «حاجاتٌ كما هيا»! وإن لم تغرق الوزارة في ذلك، فإنها بعون الله «ستفلح» بإدراك أنه «ابتدا المشوار»؛ وتطلعاً لئلا تخيب التطلعات ب «آخر المشوار»! ولذا على الوزارة الانطلاق من أساس متين لإنهاء معاناة «عباد الله المستأجرين» بعدم الركون لخبرتها التي بالكاد بدأت؛ أو العودة للاستعانة ببعض «التقليديين» الذين لم تسعفهم مداركهم في مجرد تسهيل وترتيب حصول المواطن على «بقعة أرض» فيما سلف من «غابر» مسؤولياتهم!، فالاستعانة بهم ستكون شبيهة بسباق الجري المسمى بال «تتابع»! حيث لن يستطيع أسرع عداء في العالم الوصول لنتيجة لصالح الفريق إن كان بقية «المتسابقين الثلاثة» «بطيئي السرعة»! عموماً على الوزارة «البحث عن الحكمة» وبشكل سريع من موطنها، واستلهام تجارب من «سكنوا قبلنا»! والبحث عن حلول عملية من خبراء فعليين لهم تجارب خلَّاقة ومتميزة يترجمها واقع مشاريعهم المقامة؛ من التخطيط ابتداءً، فالتهيئة لإقامة مجمعات سكنية ضخمة، فالبناء وليس انتهاءً بضمان ألا يرمم المستفيد منزله إلا بعد خمسين سنة!. لتكن معادلة نجاح الوزارة «سرعة، دقة، حرفية، إتقان وجودة»! عموماً هل تتخيل عزيزي «المستأجر» بناء فندق مكون من 30 طابقاً فئة «الخمسة نجوم»، يحوي 316 غرفة قياسية، و32 جناحاً في 360 ساعة فقط؟! حدث هذا عن طريق إحدى أكفأ شركات المقاولات في الصين! ويقال إن الشركة تسعى لتنفيذ مشاريع مماثلة في 200 ساعة فقط! مرحباً ( ؟؟ )! عبده خال من المنتحر القادم ؟ في حادثة يعتبرها البعض عابرة، أنقذ رجل من الدفاع المدني فتاة من الانتحار، حين عزمت على قذف نفسها من على مبنى جمعية الملك خالد الخيرية بتبوك بسبب زعمها سوء المعاملة التي تلقاها داخل الدار. وقد تعب الإعلام والكتاب من الكتابة حول أهمية التنبه لدور الرعاية والسجون والمستشفيات كون أي مكان مغلق تجري فيه جميع أنواع المعاملات غير المقبولة إنسانيا. والموضوع الذي أود الحديث عنه اليوم هو الإقدام على الانتحار، فبين فترة وأخرى تظهر أخبار عن انتحار أشخاص بطرق مختلفة ويتبع ذلك الخبر تأكيد بأن المنتحر مريض نفسيا ولا أعرف لماذا هذا الاتباع. ولو أردنا الوقوف مع مثل هذا التعليل فإنه يقودنا أولا إلى التبرؤ من أن نكون نحن «كمجتمع» مسؤول مسؤولية مباشرة «أو غير مباشرة» عن ذلك الانتحار، وأن السبب مرض أدى بذلك الفرد إلى الإقدام بإنهاء حياته، وأرى أن هذا التبرؤ المبطن إدانة مبطنة أيضا لكل المجتمع، فإيراد كلمة مريض نفسيا هي الطوق الذي نقفز إليه متخفين من ذنب المنتحر ومحاولة للهروب من تبعات ما أحدثه ذلك الفرد، فحين نصم أي فعل لا نرتضيه يقوم به شخص ما ونصمه بأنه مريض نفسانيا هو عذر واه، إذا علمنا أننا جميعا مرضى نفسانيون بدرجات متفاوتة لا تظهر عند بعضنا وتصل عند البعض إلى مرحلة التهور بإزهاق الروح وليس هناك مريض نفسانيا يقدم على الانتحار فجأة، بل يسبق ذلك الفعل سمات مرضية تظهر من خلال تصرفات تشير إلى تقدم الحالة المرضية لدى الفرد.. إذن ثمة أجراس تقرع قبل حدوث فعل الانتحار، هذه الأجراس لا ننتبه لها وإن ظلت تقرع لسنوات، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها غياب المسؤولية الاجتماعية والوعي بأهمية استقبال رسائل المرضى وغياب المسؤولية الاجتماعية ستؤدي إلى مضاعفة الأعداد المقبلة على الانتحار البدني، وأقول البدني للتفريق بين كثير من أنواع الانتحار، فهناك منتحرون بصور مختلفة في حياتهم وافتراقهم عن واقعهم بما يعد انتحارا ذا طابع متشكل وفق حالة كل منا. ولو عدنا إلى الأرقام فإنها تقول إن نصف مليون يرتادون العيادات النفسية كما أن الأرقام تؤكد تنامي وانتشار الأمراض والأعراض النفسية، والنصف المليون المذكور هم من اقتنعوا بضرورة العلاج بينما هناك أعداد غفيرة بعيدة عن هذا الاقتناع، وفي حالة البحث عن السبب تجد أن الجميع يركز على جملة ضعف الوازع الديني، وهي جملة مخاتلة كوننا منذ نعومة أظافرنا ونحن نتلقى الدروس الدينية داخل البيت والمدرسة وفي المسجد والشارع، وكلنا يعرف تماما أن من ينهي حياته فقد ارتكب جرما لا يغفر، فالمنتحر يعرف هذه المعلومة ولم يصل إلى فكرة الانتحار إلا تحت وطأة مرض مغيب للمعلومة ومغيب لخطورة ما يقدم عليه الفرد.. الذي أود قوله إن المنتحر يبث رسائل متعددة لمن هم حوله لكن لا أحد يصغي جيدا لتلك الرسائل، وسبب عدم الإصغاء غياب التعاطف مع الحالات التي تمر بظروف قاهرة، ولا نجد جهة تتبنى قضاياهم الحياتية وما يمرون به من ضوائق مختلفة.. فلو أن منتحرا انتحر بسبب عدم وجود عمل يكون انتحاره مدعاة إلى التفات لكل من لا يعمل، ومن ينتحر بسبب دين يكون انتحاره مدعاة للتنبه لكل مديون وهكذا، فالرقابة الاجتماعية لا تعني فقط الضرب بيد من حديد على العابث بل من مهامها أيضا التنبه للمتعثر، وإلا فإن لفظة مريض نفسانيا الملحقة بأي فعل يحدث ما هي إلا تنصل من المسؤولية الاجتماعية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أعمدة الرأي:من المنتحر القادم ؟