نظراً لأن صداقتي مع الشاعر اللذيذ طلال حمزة تمتد لسنوات بعيدة، فقد سمعت منه قصيدته المشرقة «جدة غير» قبل أن تتحول إلى جملة تردّد وشعار يعلّق! ومنذ ذلك الحين وأنا أحاول أن أجد شيئاً يشبه «جُدة»، هذه المدينة المضطجعة على «البحر الأحمر»! بحثت ثم فكّرت، فوجدت أن جدة لا تشبه إلا الفنانة اللبنانية «نانسي عجرم»، وإليكم أوجه الشبه: أولاً: جدة كما يقول صاحبنا المتألق طلال حمزة «غير»، والفنانة نانسي تردّد دائماً أنها «فنانة مختلفة»، فكلاهما يشتركان في الغيرية والاختلاف! ثانياً: نانسي مثيرة للجدل، فما إن تفكر في الاتجاه لأي بلد لإقامة حفلة لها، حتى يهبّ الغيورون لإيقاف هذه الحفلة ومنع فنانتها من القدوم كما حدث في البحرين والكويت، وجدة من ناحية أخرى كانت من خلال اسمها مثيرة للجدل بين الباحثين، ولعل أشهر هذه الخلافات بين عبد القدوس الأنصاري وحمد الجاسر –رحمهما الله-، حيث تمخّض عن ذلك كتاب لشيخنا الأنصاري بعنوان (الأقوال المعدّة بحتمية ضمّ جيم جُدّة)! من هنا فإن إثارة الجدل من القواسم المشتركة بين نانسي وجدة! ثالثاً: جدة تعتبر ثغر البحر الأحمر وثغر الحجاز، كما أن نانسي ثغر الغناء الشبابي الجديد، ولا عجب أن تتمتّعا بحبّ مجنون، لأن الثغر للتبسم! وها هي جدة تبتسم في وجه القادمين، كما أن نانسي دائما لا تُرى إلا مبتسمة! رابعاً: الجيم في جدة تُعانق الجيم في عجرم! خامساً: جُدة رغم حرارتها وسوء طقسها يحبها الناس، وكذلك نانسي رغم سوء بعض أغانيها إلا أنها أصبحت مدرسة فنية في الدلع التبعل ، مثلما أصبحت جدة مدرسة !إدارية تحرق الأمناء وتعزلهم، حيث تناوب على أمانتها 6 أشخاص خلال عشرين سنة! سادساً: جُدة يسميها المحبّون «عروس البحر الأحمر»، في حين يحلو لمحبي نانسي وصفها ب»عروس لبنان»! سابعاً: المياه في جدة نادرة رغم موقعها على البحر، وكذلك نانسي من النادر أن تغني بجوار بحر أو نهر رغم أنهما على مرمى لحن منها! ثامناً: جدة تغرق في شبر ماء من الأمطار، ولا تجيد الشكوى ولا التضجّر من هذا الخطر، وكذلك نانسي تظهر في المقابلات تظهر وكأنها تغرق في شبر سؤال، ولا تجيد الكلام عن نفسها! تاسعاً: مشكلة نقص المياه في جدة يُقال بأنها نفسية، والأمر نفسه قيل عن الدّلع المصاحب لنانسي! عاشراً: إن كلتيهما أنثى، وفي جدة من إغراء الأنثى وإغوائها، كما أن نانسي فيها من صخب جدة وضجتها الشيء الكثير! الحادي عشر: إن جدة يحبها الناس من كافة الأعمار ذكوراً وإناثاً، وكذلك نانسي تخطف ألباب كبار السن بقدر ما تشرئب لها أعناق الشباب! الثاني عشر: نانسي ساهمت في صنعها خبرات مختلفة واستثمارات عابرة للقارات، وكذلك جدة تظهر عليها لمسات من ثقافات مختلفة، وخبرات متنوعة! حسنا ، ماذا بقي ؟ بقي القول هذه جدة- بضم الجيم – وهذه عجرم بسكون الجيم .. فاختاروا أي الجمين و الأقرب لكما ..! رابط الخبر بصحيفة الوئام: القول الأجزم في تشابه جدة مع نانسي عجرم !