لم تهدأ الأحواز و شعبها المقاوم يوما واحدا على الإحتلال الفارسي و لم يهدأ الإحتلال يوما واحدا من جرائمه الوحشية بحق الانسان و الأرض الأحوازيين. و تشتد المعركة و الصراع كل عام في شهر نيسان, شهر النكبة الكبرى و الإحتلال العنصري الذي لم يرحم حتى الأطفال حيث قتل الشبل الأحوازي مرتضى السويدي في يوم الثاني عشر من شهر نيسان لهذا العام برصاصتين و بشكل متعمد فهو دليلا صارخا لوحشية هذا الاحتلال. هذا الشبل الذي صرخ بوجه قوات الاحتلال حين كانوا يقومون بهدم بيوتهم تلقى ردهم الذي يكشف حقيقة واحدة ذات وجوه متعددة أهمها العنصرية و الإجرامية التي لا تعرف حدود و لم تسطع الدولة الفارسية من اخفاهءها لطالما تتجلى بشكل يومي بوحشية في الأحواز الثائرة و المؤمنة بمصيرها الحتمي الا و هو النصر المبين. انتفض الشعب الأحوازي 15 إنتفاضة حتى عام 2005 و التي توجت تلك الانتفاضات و الثورات بإنتفاضة 15 نيسان حين إنتفض الشعب الأحوازي بإنتفاضة عارمة وشاملة إستمرت لعدة إشهر و لم تستطع الدولة الفارسية من ايقافها رغم إستخدامها للقوة المفرطة في القتل و التعذيب و الاعتقالات و الاعدامات الجماعية العلنية. ينتفض الشعب الاحوازي كل عام بذكرى الإحتلال المشؤون منذ عام 2005 بشكل متوالي. و مازلت تعكس إنتفاضة 15 نيسان بظلالها و تتجلى مستجداتها على ارض الواقع بشكل يومي. أثبت الشعب الاحوازي من خلال الانتفاضات المتتالية و التضحيات الجسام, بانه اهلا للحرية و يتستحق الحياة الحرة الكريمة برفضه لحياة الذل و الهوان من خلال إختيار و تفضيله التضحيات الجسام و الشهادة و التعذيب في زنزانات الاحتلال على الواقع المر الذي تريد سلطة الاحتلال فرضه عليه. الإنتفاضات المتتالية و الإحتجاجات المستمرة في الأحواز منذ عام 1925 فهي ردود فعل طبيعية على الفعل ذاته و هو جريمة الإحتلال. و ستستمر تلك الردود مثل الرفض الجسم البشري او حتى الحيواني لاي جرثومه تدخله فهو صراع الحياة و الموت. و إستمرار الإنتفاضات في السنين الاخيرة يثبت إن هنالك وعي وطني متصاعد و إرادة صلبة يتسلح و يتحلى بها الشعب الاحوازي في مواجهة القمع و البطش و التعتيم الإعلامي و السياسي. إستطاع الشعب العربي في الأحواز أن يخرج من عنق زجاجة التفريس و التجهيل و الخوف التي ارادت الدولة الفارسية ان تضعه فيها الى الابد في اطار سياسة التفريس و التجهيل و البطش الذي اطال كل شيئ في الاحواز. و إستطاع من حل طلسم التعتيم المفروض علي قضيتهم من قبل ايران و العالم أجمع و ذلك من خلال التضحيات و الانتفاضات المستمرة. إذا كان نجح الأحوازي في إفشال المخططات الايرانية الجهنمية و بالتالي خرج كالمارد الغاضب و هو يشق طريقه بقوة و ايمان ثابت بمصيره المحتوم, لكن لم يستطع حتى الان من كسر التعتيم الاعلامي و السياسي المفروض على القضية الاحوازية في الدوائر الرسمية و ذلك بسبب المواقف الرسمية للحكومات و الانظمة العربية التي هي الاخرى دفعت ثمنا باهظا و مازلت نتيجة للسياسات الايرانية التوسعية العدوانية. متى ستصحى الانظمة العربية الرسمية و تقوم بواجبها تجاه القضية الاحوازية في اطار مواجهة إيران بمنطق العين بالعين و السن بالسن و البادئ أظلم. حيث الأحواز تعتبر جزء أصيل من الجسم الجغرافي و التاريخي و الحضاري و حتى الامني للأمة العربية و الإسلامية. و لن تتشافى الامة العربية من جروحها النازفة حيث بقاء الأحواز تحت نير الاحتلال الفارسي هذا يعني ان خناجر الغدر و التجاوزات الفارسية مطعنة في الجسد العربي. حسن راضي رابط الخبر بصحيفة الوئام: الأحواز تجدد إنتفاضاتها بذكرى إحتلالها