قال أحد ذوي التوحد خلال محاضرة له متزامنة مع اليوم العالمي للتوحد في الخُبر أمس الاثنين موجها كلامه للمسئولين ..”لا تنتظروا البلاء من الله بطفل توحدي حتى تبدؤوا تحركات مجدية في مواجهة اضطراب التوحد كما ينبغي” ، مستشهدا بما حصل في إحدى دول الخليج حينما تقاعس أحد كبار المسئولين في إحدى الوزارات عن وضع الحلول اللازمة لذوي التوحد ، إلى أن رزق بطفل توحدي وتغيرت توجهاته رأسا على عقب وأخذ زمام المبادرة في تبني قضية التوحد إلى أن تم بسبب ابن ذلك المسئول تقدم خدمات جيدة للتوحديين في تلك الدولة . وذكر الناشط في مجال التوحد ،ياسر الفهد وهو أب لشاب توحدي ،أن البرامج التي تقدم لذوي التوحد لا تفي بالغرض ولا ترتقي لما يجب أن يحظى به التوحدي في مجتمعه ، مبينا أن مراكز التوحد في السعودية تقدم خدماتها باستحياء وتحتاج إلى خبرات وكوادر وميزانيات الأمر الذي يعوق تقدمها. لاسيما وأن تكلفة الطفل التوحدي في أمريكا في حياته تبلغ 3 مليون دولار مضيفاً: “نحن لا نطلب ثلاثة ملايين دولارات للطفل التوحدي السعودي ، ولكن نطالب بما يفي بالغرض ويضمن كرامة التوحدي. وأضاف الفهد: “نحن بحاجة إلى صحوة لدى المسئولين والمسئول لا يتوانى بعد أن تطرق أبوابه بأن يقول بصراحة .. “ليس لدي ما أقدمه” ،مبينا أن كل مسئول يحيل ذوي الأطفال التوحديين إلى مسئولين آخرين ، وإحدى المشكلات الرئيسة هي هي أن التوحد من القضايا المشتتة بين عدة وزارات منها وزارة الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية. محذرا من تعامل بعض المعنيين في مجال التوحد الذين وصفهم ب”متدني المهنية” مشيرا إلى أن تشتت التوحد كقضية بين عدة قطاعات أنتج خدمات مبتورة في حين الحاجة تستدعي خدمات ذات شمولية ، مبينا أن وزارة التعليم تقدم خدمات تعليمية ، ووزارة الصحة تقدم خدمات تأهيل صحي ووزارة الشؤون الاجتماعية تقدم رعاية فقط . وجدد الفهد طرح مشكلة التوحديين في السعودية التي يعانونها حيث لا يوجد مراكز متخصصة ولو بدائية تقدم خدمات رعاية في هذا المجال لمن يتجاوزون سن 12 عام ، مطالبا بوقفة جادة من قبل المسئولين لتخفيف مرارة المعاناة عن ذوي التوحد، مشيراً إلى أن وجود طفل توحدي في الأسرة يجعلها تغير مجرى حياتها وليس فقط أن يخلق معاناة. ويضطرها لتغيير مواقفها الاجتماعية بسبب حالة الطفل التوحدي وأعراض الاضطراب. من جانبها قالت الناشطة في مجال العمل التطوعي الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي آل سعود :”إن التوحد من القضايا التي تتطلب تضافر الجهود بين كافة قطاعات الدولة والمجتمع ” مشيرة إلى أن ما قدم حتى الآن في مجال خدمة التوحد يعد في بداية الطريق ، وأن بلوغ المأمول أسوة بما يستحقه اضطراب التوحد يتطلب الكثير ، مثنية على الجهود التي يبذلها الناشطون في مجال التوحد ومن بينها جهود الأميرة سميرة الفيصل، ومن قبلها الأمير فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز رئيسة الجمعية الفيصلية النسوية الخيرية في جدة الذي أسست أول مركز توحد على مستوى المملكة وكان في مدينة جدة في بداية ظهور التوحد في السعودية عام 1994 تقريبا. ويقيم مركز التأهيل الشامل فعاليات اليوم العالمي للتوحد للعام الثاني تزامنا مع تأسيسه وحدة مختصة في خدمة ذوي اضطراب التوحد وفق ما أفادت به رئيسة القسم عبير الغامدي، مشيرة إلى أن الفعالية تلقى اهتمام الجهات الداعمة من القطاعين العام والخاص ، مشيرة إلى أن من بين المشاركين في الفعالية مركز أبحاث التوحد في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ومستشفى الأمل والجمعية السعودية للتوحد وبعض مراكز التوحد في المنطقة الشرقية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الأميرة غادة بن جلوي: التوحد “قضية” لم تُخدم بما تستحق