كشفت رئيسة مركز جدة للتوحد أميمة محمد على مغربي ل"المدينة" عن قيام المركز بعمل دراسة إحصائية لعدد التوحديين بالمملكة في مناطق مكةالمكرمة والوسطى والشرقية وعسير من خلال مراسلة 25 مركزًا متخصصًا في مجال رعاية ذوي التوحد. وأوضحت الدراسة أن عدد المصابين بالتوحد الملتحقين بهذه المراكز، والذين تقدم لهم الخدمات التأهيلية والتدريبية بلغ 680 طالبًا فقط. وأوضحت مغربي أنه وفقًا لنتائج مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات للتعداد العام لسكان المملكة لعام 2010 بلغ عدد سكان المملكة العربية السعودية 27,163,977 نسمة منهم 18,707.576 سعودي، بنسبة 70%، و8,429,401 مقيم، بنسبة 30%.. ووفقًا لإحصائية الإصابة الجديدة حسب التقديرات العالمية باحتمالية وجود حالة توحد في كل 90 - 100 مولود، فإن العدد المقدر لحالات التوحد وفقًا لإجمالي عدد السكان يبلغ 271,639 نسمة، بنسبة 1%، منهم 187,075 مصاب سعودي بنسبة 0,7%. وقالت مغربي: إن التوحديين لهم حقوق إنسانية كثيرة، وأتمنى من الدولة أن توفر لهم دورًا لرعايتهم لأنهم في حاجة لرعاية تامة مدى حياتهم، كما أتمنى تبني الموهوبين لان هناك منهم من يمتلك مواهب رائعة سواء في الرياضة أو الرسم أو حفظ القرآن الكريم كاملًا، وغيرها من القدرات المميزة. وأضافت: يجب تغيير النظرة العامة للتوحدين، والعمل على إيجاد فرص عمل لهم تناسب قدراتهم، فالشخص التوحدي يمكنه أن يكون فردًا نافعًا وعاملًا لمجتمعه، كذلك إيجاد نوادي خاصة لهم سواء من الدولة والمؤسسات الخاصة. وطالبت مغربي بالاهتمام بكفالة الطفل التوحدي خاصة بجانب التعليم؛ لأن دراسة طفل التوحد مكلفة للغاية، وأتمنى أن نجد من يقدم مساعدات لكفالة طالب التوحد، فكفاله الطفل التوحدي ككفالة اليتيم. وعن برامج الدمج في المدارس قالت مغربي: بعض التوحديين لا يمكن دمجهم بسبب إصابتهم بتوحد شديد ولكن هناك بعض المصابين بعد مرور فترة معينة يصبح لديهم توحد خفيف، ويمكن دمجهم واستكمال دراستهم بشكل عادي، لكن عدد المدارس التي تسمح بالإدماج قليلة؛ لذا ادعو إلى زيادة عدد مدراس الدمج. أما عن توفير الاحتياجات الأساسية لطفل التوحد ذكرت أن الأغذية تعتبر من الاحتياجات المكلفة مشيرة إلي أن بعض الدراسات تفيد بأن على التوحديين وذوى الاحتياجات الخاصة تفادي مستخرجات الألبان والأطعمة الحمية الخالية من الجلوتن والكازين، وهناك القليل ممن يوفر هذه الأطعمة بالأسواق ولكن بأسعار مرتفعة جدًا؛ لذا اتمنى توفرها بها. وأكدت مغربي على أن عدد الأماكن المخصصة لتشخيص التوحد قليلة، مشيرة إلي قيام المركز بتقديم دورة إلى ما يقارب 500 طبيب في جدة لتشخيص التوحد، معتبرة في الوقت نفسه أن هناك خطوات جيدة وإيجابية تتمثل في تخصص التوحد في الجامعات لأن المجتمع بجاحة لمتخرجات متخصصات لتعليم هذه الفئة. ودعت مغربي الإعلام لتسليط الضوء على هذه الفئة وعلى معاناتهم ومعاناة ذويهم؛ لأنهم في أشد الحاجة بتوجيه الرأي نحو توعية ورعاية المصابين بالتوحد بشكل يمكنهم من المشاركة الفعالة ودمجهم في المجتمع بما يحقق لهم فرصة لتحقيق الذات.