سلطان السعد القحطاني ، مدير تحرير إيلاف الإلكترونية صحافي سعودي عاد من لندن في غفلة من أصدقاءه ، يعكف حالياً على تدريبات لاستعادة توازن الشماغ فوق رأسه الأصلع تمهيداً لالتقاط الصور التذكارية مع المعجبين في معرض الرياض الدولي للكتاب ، يغدو صباحاً متأبطاً كتابه ” هكذا سقط الزعيم ” في الطريق لوزارة الثقافة والإعلام بأمل أن ينال ورقة الفسح ، في حين يعود مساء لعزلته لتلقي اتصالات صحيفة خليجية تريد أن تحسم صفقة انتقاله إليها . الوئام استطاعت اقتحام عزلته ، ووضعت الورقة والقلم أمامه ليجيب على أسئلتها فقال : حاوره : تركي الروقي إيلاف : مع ترخيص المملكة للصحافة الإلكترونية تحتجب إيلاف .. لماذا ، وكيف ، ومتى تعود للقارئ السعودي ؟ - الحديث عن الحجب في عالم الإلكترون وسماواتها المفتوحة هو مضيعة للوقت. الآن يمكنك أن تقرأ أي شيء من خلال “أبل ستور” و”الاندرويد”. أيهما تسبب في حجب إيلاف .. دخولها المياه الأقليمية أم تبرج وسفور نساءها ؟ - الحديث عن موضوع الحجب ليس من صلاحياتي، يمكن سؤال رئيس التحرير، فأنا مجرد صحافي في كتيبة كبيرة. - ناصر الصرامي كتب قائلاً ” إيلاف جنازة .. ” .. هل صدق في ذلك ؟ ناصر زميل سابق، وأعرف أن لديه حرصا كبيرا، ومحبة للكتابة، لدرجة أنه يكتب في صحيفة “الجزيرة” بالمجان، لكن لا يعني أن مقاله مجرد مقال مجاني، بل ملاحظات مهمة لابد أن نأخذها بعين الإعتبار، خصوصا وأنه قلم يطربني شخصياً، وأكن له كل الإحترام على الصعيد الشخصي، وأنا لست من النوع الذي أدخل في عداء مع شخص بسبب آراءه، لكن من يحاول إيذائي أفرمه فرماً فرما. منافسة صحف الورق مع صحف الانترنت .. كيف تراها ؟ الصحافة صحافة، لكن تخلفنا العربي جعلنا نتعامل مع كل شيء على طريقة الطوائف والقبائل… الصحافة تتطور، والإنترنت واحد من وجوهها، ليس في الأمر معركة أو مؤامرة. في الغرب ينتقل صحافي الورق إلى الإنترنت، ليس كمن يرتكب خيانة أو جريمة، بل بإيمان بتطور الحياة وتغيرها، وإلا لكنا إلى الآن نكتب على الحجر. الشبكات الاجتماعية .. هل تهدد مقروئية الصحافة الإلكترونية ؟ - لا أعتقد ذلك، ما زال للصحافة دور مهم، خصوصا وأن الشبكات الاجتماعية ليست سوى نواقل لما ينشر هنا وهناك في الغالب. الشرهات : في تويتر يلاحقك المغردون بتهمة ” الشرهات ” حتى يخالك المتابع مليونيراً ، هل من الممكن أن نراك رئيساً لنادٍ رياضي أو مشاركاً في أم رقيبة ؟ أنا مليونير قبل الصحافة ولله الحمد، وموضوع الشرهات غير صحيح، بل جزء من مؤامرة أطلقها ثلاثة صحافيين أعرفهم جيدا، وسيتم التعامل معهم قريبا، بمايقتضيه الموقف. لا تنسى أن الشرهات جزء من ثقافتنا الإسلامية، وتاريخنا، فلولاها لما وجد المتنبي، ولا جرير، ولا الموسيقى، ولا الأدب، ولا الثقافة، بل بدون الشرهات التي كان يدفعها أمراء أوروبا، وقد كان فيها أكثر من ألف إمارة ومملكة، لما وجدنا بيتهوفن وموزارت، وهايدن. بالنسبة للرياضة كنت أتمنى أن أكون عضو شرف في نادي الهلال، وكنت في طريقي إلى ذلك، لكن خلافي مع إدارة الأمير المبدع عبد الرحمن بن مساعد تسبب في عزوفي عن هذا الأمر، ولن أعود إلى الهلال حتى يعود سعود بن تركي، الذي أعتبره الرئيس الذهبي لنادي الهلال، وربما الأخير. - متى يتوقف سلطان المفتون بالديمقراطية والحريات الأوروبية عن كيل المدائح لمشيخات الخليج ؟ لا أعتقد أن هنالك تعارضا، لكن الأمر ليس مديحا. إنه مديح للظواهر الإيجابية لمشيخات الخليج، لكن عليهم أن يتغيروا، ويتطوروا، وخصوصا في مجال التنمية، والحريات. فلا يمكن أن نقبل بتخلف علمي وإجتماعي، في ظل وجود أرباح تقدر بالمليارات. هكذا سقط الزعيم : - تعوذت من الكسل أخيراً ، وأصدرت كتاباً .. حدثنا عنه …؟ - مجموعة كتب في الطريق للصدور، وهو ليس كسلا لكن زحام العمل منعني من الإلتفات إلى الكتاب. الآن هنالك 5 كتب سوف يصدرها مركز “سين للنشر والترجمة”. وسيتم ترجمة كتاب “هكذا سقط الزعيم” إلى الإنجليزية. - تدير صحيفة إلكترونية ، وتصدر كتاباً مطبوعاً ماهذا التناقض ؟ هنالك طبعات إلكترونية قريبا. - من شقة في لندن تكتب عن الربيع العربي الذي لم تعايشه .. كيف تقول ” هكذا سقط الزعيم ” إذن ؟ - ليس صحيحا، بل زرت أغلب الأماكن التي حدثت فيها الأحداث، وثورات الربيع، وألتقيت بعدد لا يستهان من المؤثرين في هذه الأحداث. جدير بالذكر أن الكتاب ليس سياسيا فقط، بل به لمسات إنسانية كثيرة، وهو منوع بين الحرب والحب والحرية. أوراق صحافي مفتوحة لكافة الإتجاهات. - هل صحيح أن الكتاب لم يفسح أم هي دعاية كما يفعل بعض المؤلفين السعوديين لترويج بضاعتهم الكاسدة ؟ للأسف رفضت وزارة الإعلام فسح الكتاب لأكثر من ثمانين سبباً على حد تعبيرهم ، ولكني سوف أحاول مرة أخرى فربما التبست عليهم بعض الأمور ، وأنا احترم قرارهم كاملاً . - أين اختفى كتابك عن الأمير بندر بن سلطان ؟ ظروف أدت إلى تأجيلها حتى تكتمل كامل الصورة، والمعلومات. المنتخب بحاجة لشحن وطني والتفات للمحششين ! رياضة : - منتخبنا من فشل إلى فشل .. برأيك لماذا يحدث هذا ؟ السعوديون بحاجة إلى إعادة شحن وطني، والرياضة جزء منها. ألاحظ خفوت فخر المواطن السعودي بوطنه، ولابد من تحرك سياسي، لإعادة فورة حب الوطن كما كانت في التسعينات، حيث أجمل أغنيات الوطن، وأنشطته، وثقافته، ورياضته. لا أتخيل السعودية بدون الهلال والبترول ومحمد عبده. - ألا توافقني بأن منتخب عموده الهلال لايبيض الوجة ؟ - لا أتخيل السعودية بدون الهلال والبترول ومحمد عبده. - الأمير عبدالله بن مساعد يقول لبرنامج في المرمى أن الأموال الطائلة قادت لاعبينا إلى ” الحشيش ، والشراب ” .. كيف تعلق على هذا التصريح ؟ - عبد الله بن مساعد أمير رائع يبحث بصدق ولا يتحدث من فراغ. لابد الإلتفات إلى ظاهرة اللاعب المحشش، وتأثير ذلك على رياضة الوطن. - النصراوي فهد الهريفي تمكن لوحده من كسب الجولة مع إعلام الهلال .. ألايكفي لإقناعك بذكاء النصراويين ؟ فهد الهريفي كاد أن يغمى عليه وهو يحاول أن يتذكر بيت للمتنبي، وتقول أنه ينتصر على الهلاليين؟.. قليل من المنطق يا صديقي. الربيع العربي: - سقط أربعة زعماء عرب ، والخامس يترنح .. تتوقع أن يتبعهم أحداً ، ومن تتمنى ؟ أتمنى سقوط أي حاكم لا يلتفت إلى شعبه، ولا يهتم بحقوقهم. خصوصا أولئك المتعالين على الحق والحقيقة، أتمنى أن يتعلموا من عبد الله بن عبد العزيز، كيف يحب حاكم شعبه. - الإخوان حكموا مصر .. وربما يحكموا العالم العربي ، هل ترحب بحكم الإخوان ؟ لا أثق فيهم، وأعتقد أنهم خطيرون على السعودية، ويحضرون لشيء ما بعد سنوات، يستهدف أمن المملكة، بتنسيق قطري. - القمم العربية افتقدت خفة دم القذافي ومسرحياته.. من ترشح لخلافته كي يسعد زعماء الأمة في اجتماعاتهم ؟ أمتنا زاخرة بالرؤساء المجانين، سيظهر واحد منهم قريبا، وإلى ذلك الوقت، لدينا عمر البشير النذير ! السعودية : - ثلاثون امرأة في مجلس الشورى .. هل تنجح المرأة في تحقيق ماعجز الرجل عنه في المجلس ؟ - مجلس الشورى بحاجة إلى تطوير نفسه قبل زيادة أعضاءه، خصوصا في ما يتعلق بمحاسبة الوزراء، وعقود مشاريع التنمية. لكن القرار لدخول النساء قرار تاريخي. وقديكون لحظة فارقة تنهي إبعاد المرأة عن المؤسسات الحكومية. - محتسبون يطالبون بمنع الطفلة ” حلا ترك ” من مهرجان الجوف لأنها فاتنة .. تعليقك ؟ - هذا جنون ومحاولة قتل للفرح. هنالك بعض المحتسبين لن يرتاحوا حتى لا يبقى في السعودية سعوديين. - مطالبات بمنع ” أبوسروال وفنيلة ” من الخروج للشارع .. هل تؤيد ؟ لابد من سجن أبو سروال وفانيلة. مع عثمان: ماعثمان العمير في نظر سلطان القحطاني ؟ - عثمان أستاذ قدم لي الكثير ولا يزال. رغم إنشغالاته الكثيرة، إلا إنه لا يزال يعلمني الكثير كل يوم، ومنه أتعلم الوفاء، ومحبة الناس، والإبداع. - علاقتك بعثمان العمير .. علاقة رئيس ومرؤوس أو أب وأبن ، أم خوي ومعزبه ؟ تلميذ وأبن وصديق، أحظى بعطفه، وتقديره، رغم تباعد الخبرات، والسنوات، والمسافات. - هل صحيح خروجك من إيلاف بعد 10 سنوات من العمل إلى إحدى الصحف الإماراتية؟ التغيير سنة الحياة، وخروجي من إيلاف مرهون بموافقة أستاذي عثمان العمير، وتوفر عرض مناسب. تويتر .. - تويتر .. هل تراه بلوى أم سلوى ؟ سلوى للباحثين عن الحرية، وبلوى للباحثين عن المصداقية، وأحيانا سلوى المطيري ! - تغريداتك .. أشعار وخواطر .. متى تطلق الشاعر الذي بداخلك ؟ قريبا يصدر كتابي الشعري “مانسيه الكمان وتذكره الناي”. - تعمدت الاحتكاك بالمغرد ” مجتهد ” بحثاً عن الشهرة أم هو اخطأ بحقك ؟ لا أثق بأصحاب الأسماء المستعارة في تويتر، وهم جزء من خطة كبيرة تستهدف المملكة، على مدار خمس سنوات حتى عام 2018. وهناك خلايا داخلية لهم، في كل مكان. - تغرد أحياناً بأخبار من أروقة القصور الملكية .. هل تريد القول بأنك ” واصل ” ؟ أعرف القصور قبل أن أعرف التغريدات. أنا واصل وسوف نواصل، بالقصور، وبدونها. - ثامر الصيخان يحذر بأن ” خط يدك سبب رئيسي لأمراض العيون ” ؟ - عرضت عليه العلاج على حسابي في مستشفى المغربي بسبب تعرضه لضعف نظر بسبب خطي. وأنا أعترف أن خطي تافه بسبب أني لا أستخدم القلم إلا لتوقيع الشيكات. لندنيات : - لندن أخذتك من الإعلام .. أليس كذلك ؟ لندن تسرق الإنسان من نفسه . - هل ضيعت لندن معالم سلطان ابن تهامة قحطان فبدأت مرازيم شماغه عشرة خلاف المتعارف عليه ؟ مرازيم الشماغ مثل الفساد في بلادنا ، نعرف الخلل ولانعرف كيف نعالجه . لكن أعدك بأنني ساتدرب على لبس الشماغ مستقبلا . - تغرد باستمرار عن فتيات شقر يعبرن الشارع أمامك .. هل تعمل محتسباً لهيئة لندن أم أنك تمارس ” هبال ” المثقف القادم من مجتمع محافظ ؟ لايوجد أجمل من الشقر في كل مكان ، ولندن ليست بحاجة لهيئة لأن لديها قوانين متحضرة وصارمة . - صديقك اللندني سابقاً أحمد العرفج .. يقول إنه تقاعد لمنح الفرصة للشباب العاطل .. هل نصدقه ؟ العرفج أراح واستراح ! رابط الخبر بصحيفة الوئام: سلطان القحطاني : الشرهات جزء من ثقافتنا ولولاها لما وجد المتنبي وجرير