ينتظر المعلم كل عام إجراءً أو قرارا مفرحا من وزارته ولكنه يتفاجأ بقرارات بعيدة كل البعد عن تحقيق تطلعاته آماله،وذلك بعد قرار وزارة التربية والتعليم والذي حدّد فيه التقويم الدراسي للعام المقبل للطلاب والمعلمين، والذي قلّصت فيه إجازة المعلمين، فالمعلم الذي بدأ عامه الدراسي قبل طلابه بأسبوع وعمل أكثر من عشرة أشهر بجد وتفاني وإخلاص – تخللها إجازات قصيرة كالحج وإجازة الفصل الأول وغيرها- مما لا تتجاوز الشهر في مجموعها. يتفاجأ بقرار غريب دون مبررات مقنعة يقدمها صانع القرار ومتخذه ، فالقرار الأخير بتقديم عودة المعلمين أسبوع عمّا كان مقررا مسبقا قرار يقف ضد المعلم ويزيد من الضغوط المتوالية عليه، مما ينعكس سلبا على الأداء والإنجاز،علما أن الوزارة ذاتها قد عدّلت في وقت سابق بعض الإجراءات المتعلقة ببدء إجازة المعلمين بتأخير ذلك ثلاثة أسابيع بعد انتهاء اختبارات الطلاب بغرض اختبارات الدور الثاني والإعداد للعام الدراسي المقبل، وأصبح المعلم يباشر عمله قبل بدء العام الدراسي بأسبوع للاستعداد والتهيئة لاستقبال الطلاب في الأسبوع الأول من الدراسة ، ويعد هذا الأسبوع كافيا لإنجاز إجراءات بدء العام من توزيع المهام والصيانة وغيرها، وقد تضمن القرار الصادر مؤخرا – والذي تباينت فيه ردود الأفعال بين الاستياء والاستغراب- تقديم مباشرة المعلمين لبدء العام الدراسي يوم السبت 10/10/1434ه والذي كان مقررا وفق الخطة السابقة يوم السبت 17/10/1434ه علما بأن نهاية دوام المعلمين يوم الأربعاء 17/8/1434ه ويكون مجموع الإجازة التي يتمتع بها المعلم بعد عام حافل بالإنجازات فقط (53) يوما، لسابقة لم تحدث في تاريخ الوزارة على حد علمي فهي أقل إجازة يتمتع بها المعلمون، وكان لدى المعلمين توقعات وأماني وأحلام بقرارات جديدة تعطي المعلم بعض حقوقه إلا أن هذا القرار أثبت أن الوزارة لا تبحث إلا عما يعكر صفو المعلم ويزيد من آلامه ويحبط تطلعاته وأحلامه. التغيير عندما يكون إيجابيا فإن أحد أهدافه التطوير والتقدّم والتميز في مجال الخدمات المقدمة لمن يحمل رسالة التعليم من تهيئة المناخ المناسب لأداء الرسالة على أكمل وجه، وترسيخ ثقافة الإنجاز، وتفعيل العلاقات الإنسانية بين المعلمين ورؤساهم من الإدارة الوسطى أو العليا، وتقديم الحوافز المختلفة، والحرص على القرارات التي تقف في صالح العملية التعليمية مثل تطوير أداء المعلمين بعقد الدورات التدريبية التي تعزز مهارات المعلم. إلا أننا وبكل أسف نرى القرارات الوزارية تتعمد إحباط المعلم وتبحث عما يعكر صفوه وتجعله يؤدي عمله كيفما أتفق دون انتماء أو التزام. علما بإن الدراسات الحديثة اثبتت أن ترسيخ الانتماء والإلتزام التنظيمي لدى الموظف من سمات الإدارة الناجحة التي تسعى للتميز والنجاح. سعد بن سعيد الديحاني – الجبيل الصناعية