استضاف نادي نجران الأدبي الثقافي ليلة الثلاثاء الماضي محاضرة ثقافيه بعنوان (المثقف وسؤال التغيير » ألقاها المفكر السعودي شتيوي الغيثي بقاعة قس بن ساعده بالنادي وذلك ضمن الأنشطة الثقافية التي يقدمها النادي ،والتي أتسمت بحضور عدد كبير من المهتمين بالمجال الثقافي بمنطقة نجران . أدار الأمسية الأستاذ صالح القطامي والذي بدوره رحب بالحضور بعدها بدأ الغيثي بالحديث عن التحولات العربية وتفاجأ المثقف بهذه الأحداث وتعرضه للنقد لأنه اعتبر في صف الاستبداد في المتغيرات الحديثة ضد الجماهير، حتى ظهرت قوائم أسماء بارزة إعلامياً وفنياً وثقافياً دعموا الأنظمة ضد الثورات الشعبية . وأشار إلى ضبابية المفاهيم وإشكالية تحديدها ( المثقف –الواقع – التغيير ) وأن التغيير هو الإطار المفاهيمي الفضفاض الذي عمل عليه المثقف، وعملت الأيديولوجيا الفكرية عملها، ومازالت، في محاولة صياغة الرؤى الفكرية، وربما السياسية لدى المثقفين، لكي يمكن تمريرها من خلال المجتمع، أو من خلال سلطة الدولة، ولذلك، فكثيراً ما اختصمت التيارات الفكرية على السلطة، فكانت هي منطقة الصراع والعمل، نظراً إلى قدرة السلطة على فرض الرؤى بغض النظر هل كانت تلك الرؤى صحيحة أم لا!. وأوضح أن التيارات الفكرية توحدت في ضرورة التغيير لكن علينا أن نرمّم بعض إشكاليات المثقف مع عصره، ومع مجتمعه، كنوع من محاولة استعادة الدور الثقافي للمثقف. مؤكدا على إعادة النظر في انتقال المثقف من ذهنية “مثقف الحقيقة” إلى “مثقف النقد”، أي ذلك المثقف الذي لا يمارس فرض الحقيقة بوصفه مالكاً لها بقدر ما أنه يُخضع تلك الحقائق الاجتماعية والثقافية لإطار الشك المنهجي. وإعادة “مفهمة المفاهيم” ونتاج فلسفة الاختلاف تأتي فلسفة التواصل للمثقف في المجتمع بدمج نظرية الاختلاف بنظرية التواصل في إعادة ترميم الذات الثقافية، فإنه يمكن لنا القول: إن نظرية الاختلاف نحاول من خلالها أن نحل إشكالية المثقف من جانبه الفكري، في حين نحاول من خلال نظرية التواصل أن نحل جانب تموضعه في البنية الاجتماعية، بمعنى أن دور المثقف أصبح يسير بخطين: رأسي يخص الاشتغال على نقد الأفكار وإعادة النظر في مفهومها وما تحمله من تناقضات، وأفقي يخص الاشتغال على المسألة الحوارية التواصلية مع المجتمع بكل أطيافه. يمكن للمثقف إعادة النظر في ذاته الثقافية الخاصة به أولا، والذات الثقافية الأعم ثانياً، في شكل “المثقف الوسيط” أو المثقف التفاعلي الذي يتفاعل مع ما يحيط به من متغيرات ثقافية، واجتماعية برؤية نقدية بوصفه مشاركاً في تأويل نسبية الحقيقة على أرض الواقع. حيث ينتقل دور المثقف من التغيير المباشر إلى التغيير التفاعلي، كما هو تصورنا لدور المثقف الجديد. ثم في نهاية الأمسية داخل الحضور بأسئلة تهتم بالثقافة والمثقفين .وبعد ذلك سلم نائب رئيس نادي نجران الأدبي محمد آل هتيلة درع تكريم للمفكر السعودي شتيوي الغيثي ولمدير الأمسية الأستاذ صالح القطامي على جهودهما التي قاما بها خلال الأمسية .. حيث وجه شكره وتقديره لكل من حضر وشارك في هذه الأمسية .