أوضح الكاتب شتوي الغيثي، أن الإصلاح الثقافي الحديث سيُخضع تيار الإسلامييّنَ لِ»التخلي» عن توجهاتهم الفكرية والثقافية، والخروج مِن المشهد الثقافي بالفشل أو مواكبة ذلك المشهد إجبارياً متى ما تولى الليبرالي السلطة ورسم خطوط مراحلها. وأشار الغيثي في المحاضرة التي استضافها نادي نجران الأدبي بعنوان «المُثقف.. وسؤال التغيير» وأدارها صالح القطامي، وسط حضور ضئيل جداً قُدِّر بِ 33 فرداً فقط، إلى أن أكبر عوائق إبداع وتطور المثقف العربي هو «الفكر»، وحصر أفكاره لنفسه، وعدم إطلاق عنانِها للمجتمع، مُشبِّهاً تلك الأفكار الحبيسة بالأصنام التي لابد أن تتهدّم وتصبح رماداً، فالمجتمع يجمع التيارات المختلفة «ليبرالي، إسلامي، اشتراكي» وهي اتجاهات وليست تيارات كما يطلقها العامة. مبينا أن المثقف يحتاج إلى التغيير ومواكبة الفكر الحديث في اتجاهاته وتطوره، ولكن عليه ألّا يستعجل النتائج في المدى القريب أسوةً بالثورات التي قد تُضفي فكرا رائداً في عقلية المثقف العربي، فهناك ثورات تجني ثمرات التغيير بعد سنوات عدة. وشددّ على أن وهج حراك الأندية الأدبية بدأ يخفت، ويتوارى عن الساحة الثقافية، فالمثقف ليس بالورقة والقلم، بل هو صوت المجتمع، ومشروعه الناطق الذي يحتاج إلى البرامج والفعاليات ليصبح قائداً للمجتمع الذي تحكمه الديمقراطية والتشاركية. وختم الغيثي محاضرته بأن إطلاق مصطلح الإسلامي على فئة معينة يعتبر غير صحيح، ويهمش أصحاب الفكر الثقافي الآخر. مضيفاً أن الإسلام هويّة جامعة، يدخل تحت مظلتها كثير من المذاهب، وهو الحال نفسه في الثقافة، التي تتفرع إلى تيارات عديدة، فالإشكالية في التضادية الثقافية لأن التصنيف منهجية تُبلور الفكرة لوضع الخطوط العريضه لبناء مجتمع متكامل، يجمع التيارات الفكرية المختلفة. بعد ذلك أجاب الكاتب شتيوي الغيثي ،على أسئلة الحضور التي خرجت عن موضوع المحاضرة، وقابلها الضيف بالإجابات المُقتضبة، وتم تكريم الضيف والاحتفاء به.