أعلنت توقعات حالة الطقس استعدادًا للمحاولة التي سيقوم بها فيلكس باومجارتنر ليصنع تاريخه ويصبح أول لاعب يكسر حاجز الصوت في سقوط حر. وتعتبر الأحوال الجوية المثالية أمرًا حيويًا بالنسبة للطاقم الأرضي فيما يتعلق بالعملية الدقيقة التي تستغرق ثماني ساعات لتعبئة المنطاد بالهيليوم والذي يبلغ حجمه 30 مليون قدم مكعب. روزويل (نيو مكسيكو) – تشير أحدث تقارير الطقس إلى أنه في يوم الاثنين، الموافق 8 أكتوبر ستتواصل التوقعات بشأن الأحوال الجوية استعدادًا لانطلاق مهمة ريد بُل ستراتوس لفيلكس باومجارتنر. وفي 1 أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد خبير الأرصاد الجوية دون داي أنه من المتوقع تحرك الجبهات الهوائية الباردة قادمة من الشرق والجنوب الشرقي من جبال روكي لتنخفض درجات الحرارة ويسود طقس أكثر برودة في منطقة روزويل، وثمة احتمال أيضًا لظهور سحب منخفضة. وقد أبدى داي رأيه عن يوم الاثنين في تقييم أثر الطقس في محاولة صنع تاريخ باومجارتنر في السقوط الحر الأسرع من الصوت من ارتفاع يبلغ 120000 قدم (36576 متر) قائلاً: “سيكون توقيت هذه الجبهات الهوائية الباردة أمرًا حاسمًا، لأن السحب المنخفضة والرطوبة وزيادة سرعة الرياح سوف تكون ضمن كل جبهة،”. ثم أضاف قائلاً: “يمكن أن يتغير توقيت الجبهات الهوائية في غضون 24 ساعة، ولكننا نتوقع المزيد من تحسّن الطقس بحلول يوم الجمعة.” أما باومجارتنر، المغامر النمساوي البالغ من العمر 43 عامًا والذي تدرّب مع فريق ريد بُل ستراتوس للقفز من حافة الفضاء لأكثر من خمس سنوات، فقد قال بحماس: “أنا مستعد لهذه المهمة”. ويجب أن تكون الرياح هادئة، بمعدل أقل من 2 ميل/ 3 كم في الساعة عند الإقلاع، نظرًا لأن المنطاد يبلغ سُمكه 0.0008 بوصة فقط – أو أقل في السُمك 10 مرات من كيس ساندويتش بلاستيكي. تعتبر الأحوال الجوية المثالية أمرًا ضروريًا لعملية الإطلاق نظرًا لدقة وحساسية عملية تعبئة وضخ الهليوم في المنطاد على مدار ثماني ساعات، وجدير بالذكر أن هذا المنطاد يصل ارتفاعه إلى 55 طابق وهو المسؤول عن حمل باومجارتنر وكبسولته الفضائية التي تزيد على 1300 كجم إلى طبقة ستراتوسفير. وقد تم صنع المنطاد، أكبر منطاد على الإطلاق للرحلات المأهولة، من شرائط البولي إيثيلين عالية الأداء، وهي شرائط بلاستيكية. وهذه الشرائط إذا ما تم فردها بشكل مستو على الأرض فسوف تغطي مساحة 40 فدانًا. وسوف يبلغ ارتفاع المنطاد عندما يصل إلى ارتفاع القفز 334 قدم (102 متر)، بقطر يبلغ 424 قدم (129 متر). ومن المقرر أن يكون موعد الإطلاق في 8 أكتوبر/ تشرين الأول فجرًا، وهو الوقت الأفضل حيث تتوافر ظروف الرياح المثالية وذلك تجنبًا لتمزق غلاف المنطاد الهائل. وقبل ثماني ساعات من الإطلاق، سوف يبدء طاقم مكون من 15 رجلًا مدربين تدريبًا خاصًا في إعداد الرحلة الواحدة ذات المنطاد الواحد. وسوف يقوم أفراد الطاقم بإزالة أي أوساخ أو حطام ناعم بعناية من مدرج الإقلاع والتي قد تُلحق الضرر بالمنطاد وذلك قبل أن يرتدي الفريق المكوّن من حوالي 10 أفراد القفازات القطنية والملابس الواقية لتجنّب التعرّض للانحصار، كما سيقومون بنقل المنطاد المعبأ من الحظيرة ويشرعون في وضعه على طبقة واقية من الهيركوليت، وهو نسيج متين. وقبل ساعة واحدة من الإطلاق، سيحصل إد كوكا رئيس الطاقم على موافقة من دون داي ومن وحدة مراقبة المهمة ببدء العد التنازلي النهائي وإعطاء الأمر للبدء في نفخ المنطاد الذي يبلغ وزنه وهو فارغ 3708 رطل / 1682 كيلوجرام. وسوف يستغرق الأمر من 45 إلى 60 دقيقة تقريبًا لضخ الهيليوم، وهو غاز غير قابل للاشتعال وأخف وزنًا من الهواء، من شاحنتين إلى داخل المنطاد، بينما هناك شاحنة ثالثة مزوّدة بمعدات مُصمَّمة خصيصًا للإمساك بالمنطاد. وسوف يكون المنطاد طويلاً ونحيفًا عند بدء الإطلاق، حيث يعد أكبر في الحجم 10 مرات من المنطاد الذي استخدمه جو كيتينجر في قفزته ذات الرقم القياسي العالمي من ارتفاع 102800 قدم (31333 متر)، إلا أن باومجارتنر سيحاول التغلب على كيتينجر البالغ من العمر 52 عامًا.