أكمل فيلكس باومجارتنر التجربة الأخيرة المتبقية قبل أن يوشك على تحقيق حلمه بأن يصبح أول شخص يتخطى سرعة الصوت في السقوط الحر، ووفقًا للبيانات الأولية فقد قام باومجارتنر بأداء هذه القفزة الاختبارية من ارتفاع يصل إلى 29455 متراً مستعينًا ببالون يبلغ حجمه 150079 متراً مكعباً أثناء صعوده، وقد قفز باومجارتنر قفزة سقوط حر في زمن قدره 3 دقائق و 48 ثانية ووصل إلى سرعات تقارب 862 كم في الساعة... روزويل (نيو مكسيكو). هبط باومجارتنر في صحراء ولاية نيو مكسيكوالأمريكية، على بعد حوالي 15 دقيقة بالمروحية من موقع إطلاقه في مركز الطيران الدولي في روزويل، وقد علّق مدير المشروع التقني أرت طومسون وسط احتشاد الفريق المبتهج في وحدة تحكم المهمة للترحيب بعودة باومجارتنر قائلاً: "من الصعب ألا تفيض مشاعرنا اليوم. فجميعنا نشعر بالسرور لهبوط فيلكس سالمًا بعد مرور أسبوع من التقلبات الجوية. لقد أبلي الفريق بلاءً حسنًا... لقد تأجلت عملية الإطلاق الاختبارية مرتين بسبب العواصف الرعدية والرياح والأمطار. إلا أن فريق الخبراء للطيران لم يصب أبدًا بالإحباط، وهو يدرك جيدًا أنه حتى عمليات إطلاق المكوك الفضائي تؤجل في بعض الأحيان لعدة أيام. وتأتي القفزة الاختبارية الناجحة لباومجارتنر كدليل على أن الصبر يؤتي ثماره.. أما البالون المخصص لصعود باومجارتنر في القفزة النهائية فهو يعادل في ارتفاعه ناطحة سحاب - تلزمه رياح سطحية لا تزيد على 6.5 كم في الساعة لتجنب تعريض غلافه البلاستيكي الرقيق للخطر. إن موعد القفزة التاريخية تخضع الآن للظروف المناخية المواتية ولعملية التقييم الحاسمة للكبسولة والمعدات بعد القفزة ... أما اختبار اليوم الناجح الذي أقيم من ارتفاع أكبر، وبواسطة منطاد أضخم أربع مرات من ذلك المُستخدَم في مارس/ آذار في أول قفزة اختبارية فقد قدم لنا رؤى جديدة لتقدم المشروع وكذلك بيانات بحثية جديدة للاستفادة من الأبحاث العلمية المتعلقة بالفضاء الجوي. وقد جاء على لسان باومجارتنر عقب هبوطه بنجاح: "لقد كانت أيام صعبة ومحاولة مضنية. فأنا الآن أشعر حقًا بالسعادة. لقد كان ذلك ما حلمت به دومًا. وقد تبقى الآن خطوة واحدة لتحقيقه." وحسب التقارير والمعلومات الرسمية المنتظرة فإن القفزة من ارتفاع يزيد على 29455 متراً تجعل باومجارتنر يتقدم على الروسي يفجيني أندرييف (25458 متراً) ليصبح ثاني شخص ينجح في القفز من هذا الارتفاع.إن هذا السقوط الحر من مسافة 36576 متراً سوف يكسر رقم 31333 متراً والذي سُجل منذ 52 عامًا بإسم الرجل الوحيد الذي قفز من هذا الارتفاع الشاهق وهو جوي كيتينجر المشرف على باومجارتنر.