جميع الأنظمة الآن "مستعدة" لقفزة فيلكس باومجارتنر من حافة الفضاء. لقد اجتازت كبسولة الفضاء ريد بُل ستراتوس اختبار المحاكاة للمرتفعات الشاهقة بعدما أصيبت بأضرار في القفزة الاختبارية النهائية في يوليو/ تموز، وقد تم تحديد موعد الإطلاق في 8 أكتوبر/ تشرين الأول في روزويل، نيو مكسيكو فقد بدأ العد التنازلي النهائي لقفزة فيلكس باومجارتنر من حافة الفضاء بعدما أعلن أرت طومسون مدير المشروع التقني ريد بُل ستراتوس أن الكبسولة الفضائية التي تم إصلاحها أصبحت على ما يرام وجاهزة تمامًا للإطلاق. موعد الإطلاق المبدئي لمحاولة باومجارتنر للقفز من ارتفاع 36576 متر قد تم تحديدها الآن في 8 أكتوبر/ تشرين الأول، وهي نهاية فترة من القلق بالنسبة للفريق، وبالنسبة لباومجارتنر، إنها فترة معاناة من الانتظار. لقد تحمّل النمساوي بطل تلك الرياضة المثيرة والنجم الساطع في سمائها التأخير بسبب إصلاح الكبسولة ولكنه الآن صار سعيدًا لبدء العد التنازلي لمحاولته لكي يصبح أول شخص يكسر حاجز الصوت في السقوط الحر ويضع أربعة أرقام قياسية عالمية في هذه المهمة. وقد جاء على لسان باومجارتنر البالغ من العمر 43 عامًا والذي يعد من أهم أبطال رياضة القفز بالمظلات وأحد الرياضيين المحترفين، والذي حصل في عام 2003 على المركز الأول في السقوط الحر عبر القناة الانجليزية بمساعدة جناح كربوني: "أشعر أنني كالنمر المحبوس في القفص ينتظر الخروج". وقال أنه سيهبط أسرع من البرق إلى الأرض خلال رحلته الأسرع من الصوت. قام باومجارتنر وفريق ريد بل ستراتوس بالإعداد على مدار سنوات من أجل كسر الأرقام القياسية بالنسبة لأعلى قفزة متفوقًا على الرقم القياسي الذي تم تسجيله منذ ما يزيد على 52 عامًا. فالكبسولة التي تزن 1315 كيلو جرام يزيد وزنها بقليل عن سيارة فولكس فاجن من طراز البيتلز، وقد تعطلت أثناء الهبوط الشديد بعد القفزة الاختبارية الأخيرة لباومجارتنر من ارتفاع 29610 متر في يوليو/ تموز، وهو ارتفاع مقارب للرقم القياسي، فأثناء قفزة باومجارتنر كانت سرعة السقوط الحر أعلى من 864 كيلو متر/ساعة وذلك مساوٍ لسرعة الطائرة التجارية. وقد هبط البطل النمساوي بأمان في مكان آخر من صحراء نيو مكسيكو. في الرابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول خضعت الكبسولة التي تم إصلاحها للاختبار في غرفة الارتفاعات الشاهقة في قاعدة مدينة بروكس في سان أنطونيو بولاية تكساس. وتم تعريض الكبسولة إلى الظروف الصعبة التي ستواجهها في البيئات القاسية في طبقة ستراتوسفير. وبعد اجتياز جميع الاختبارات أعيدت الكبسولة مرة أخرى إلى روزويل. هذا ويشعر طومسون بالتفاؤل الذي يشوبه الحذر بشأن موعد الإطلاق في 8 أكتوبر/ تشرين الأول، مع الاعتراف بأن منطاد الهيليوم الرقيق الذي تبلغ سعته 850000 متر مكعب يحتاج إلى أحوال جوية مثالية، وجدير بالذكر أن هذا المنطاد مصنوع من بلاستيك له عُشر سمك حقيبة زيبلوك. وقد صرّح دون داي عالم الأرصاد الجوية بالبعثة مؤكدًا: "يعد بداية فصل الخريف في نيو مكسيكو من أفضل أوقات السنة لإطلاق المناطيد في الغلاف الجوي العلوي". إن الهدف الأساسي من مشروع ريد بُل ستراتوس هو جمع البيانات العلمية القيمة والتي قد تساعد أخيرًا في تطوير وسائل الأمان في رحلات الفضاء وتساعد على الانطلاق من ارتفاعات عالية من المركبة الفضائية. وتسعى رياضة القفز إلى كسر الأرقام القياسية مثل تسجيل أعلى سرعة في السقوط الحر وأعلى قفزة وأعلى رحلة بالون موجهة وأطول سقوط حر.