تعد إذاعة جدة البرنامج الثاني من أقدم الإذاعات حيث بدأت بث برامجها في يوم 19 – رمضان من عام 1368ه بعد أن أصدر الملك عبد العزيز رحمه الله مرسوماً ملكياً بتأسيس الإذاعة السعودية، في 18 يوليو 1949 م وفوض نائبه في الحجاز آنذاك الأمير فيصل يرحمه الله مسؤولية الإشراف على الإذاعة. وكان أول يوم عرفت فيه المملكة العربية السعودية الإذاعة هو 9 ذو الحجة من عام 1368ه ، وذلك حينما افتتحت الإذاعة إرسالها في حج ذلك العام بكلمة من الملك عبد العزيز – يرحمه الله – لحجَّاج بيت الله الحرام، ألقاها نيابة عنه ابنه الأمير فيصل. في البداية كان مقر الإذاعة في جده وكان مسمى الإذاعة في ذلك الوقت الدار العربية السعودية للإذاعة والصحافة والنشر، وفي عام 1402ه تغير الشعار إلى إذاعة المملكة العربية السعودية البرنامج الثاني . وقد تحدث لصحيفة الوئام المذيع والفنان الشامل ناجي محمود طنطاوي وهو من عاش مرحلة طفولته بالإذاعة واستمر بها حتى الآن عاصر أحداثاً كثيرة مرت بها الإذاعة وشهد مرحلة تطورها بعد أن كانت تبث برامجها حتى وقت المغرب ثم بعد ذلك نداء الإسلام إلى صلاة العشاء .وقال أن الإذاعة قدمت برنامج الأطفال وكان من أفضل البرامج ويذاع الثلاثاء والخميس التاسعة صباحاً للوالد الراحل عباس فائق غزاوي رحمه الله ”بابا عباس”. وهي المرحلة الأولى للبرنامج و أن البداية الحقيقية مع الإذاعة كانت عند بلوغي سن الثامنة حيث قررت متابعة برنامج ” الحان من الجزيرة العربية ” والذي يقدمه مطلق الذيابي . ويضيف: (في تلك الفترة كان الملك سعود رحمه الله خارج المملكة للعلاج وعندما عاد للوطن قدمنا أنشودة ” عودة فرح كلمات الموسيقار ” جمال الكاف ” الذي أعجب بصوتي وطلب مني أن أغنيها وتم تدريبي في فترة الظهر بعد نهاية الدوام وذهبنا لمنزل الفنان “السيد المحضار “ وكانت تذاع يوميا ً في الصباح من خلال برنامج ” طلابنا في الميدان “ ليوسف خميس سويدان تقول كلماتها : مرحباً أهلاً وسهلاً بالمليك حائز الفضل دائماً نسأل المولى أن يطيل له العمرى كم له من مكرمات ومزايا واصفات ويواصل: (بعد ذلك جاءت المرحلة الثانية مع الأستاذ عبدالله راجح مدير التنفيذ في تلك الفترة وأطلق على البرنامج ” بابا وليد” بعد ذلك تحول البرنامج وبنفس الاسم إلى الأستاذ طلعت قطان . ثم جاءت الفترة الرابعة التي استلمت فيها السيدة أسماء ضياء البرنامج وتغير اسم البرنامج إلى ” ماما أسماء ” وهي حرم الأديب الراحل عزيز ضياء وكان له وجوده ببرنامج “بابا عباس ” وهي الفترة الأولى لبرنامج الأطفال) . كذلك كان هناك برنامج ” أبوخداش ” لعباس أبو شنب رحمه الله “وبيني وبينك ” عبدالله بوقس أيضاً قدمت برنامج “قطوف أدبيه ” بمشاركة مع المذيع بدر كريم وكان له مقدمه عبارة عن مجس تقول كلماته :قف بالخضوع وناجي ربك ياه إن الكريم يناجي من ناجاه بعد ذلك أسند إلي برنامج ” الجيل الشباب ” مع المذيع فؤاد سندي وهذا البرنامج هدفه تقديم النصائح للشباب وشاركت ببرنامج مجلة الطالب من اعداد احمد زكي عوض وتقديم سليمان عبيد كذلك قدمت برنامج ” فلسطين عبر التاريخ ” من إخراج صالح جلال . كما تحدث مذيعنا القدير ناجي طنطاوي عن مسيرته بالعمل التمثيلي وعن الدراما في تلك الفترة بالإذاعة يقول :أول عمل هو مسلسل رمضاني ” ذكريات رمضانية ” تولى الإشراف عليها وإخراجها الأستاذ بدر كريم وكان من ثلاثين حلقة . بعد ذلك دعيت لعمل مسلسل ” أمجاد الجزيرة ” يتحدث عن حروب الملك عبدالعزيز رحمه الله من إخراج أديب ناصر وهو أردني . وقال:(افتخر كثيراً بمسلسل ” طيور بلا أجنحة ” فلقد كرمت من قبل وزير الإعلام آنذاك عبده يماني رحمه الله وهو من إخراج عادل جلال ومن تأليف امين الصاوي . ومسلسل ” سراب يخدع القلوب ” وحصلت على بطولة هذا المسلسل . وعملت مسلسل ابن القيم الجوزية ومن الأعمال الهادفة والتي أفتخر بها مسلسل ” الحلوة والمرة وكلنا فيها سوا ” . والآن والحمدلله لازلت أقدم عدد من الأعمال الدرامية يأتي في مقدمتها ” المسرح العالمي ” المسرح العالمي – هذه اخلاقنا – الإسلام في حياتنا – للشباب مع التحية – مقامات الحريري – تمثيلية الأسبوع – الصراحه راحه – نداء الإسلام . كما تحدث عن الأعمال الدرامية التلفزيونية المحلية والخارجية فقال : كانت لي مشاركات عديدة محليا وخارجيا مسلسل (ركب النبوة) من إخراج عبدالعزيز الفارس وبرنامج تمثيلي أسبوعي تلفزيوني (نافذة على الحياة) ومسلسل (الصمت) وسباعية (أمل) من تأليف أحمد شريف الرفاعي أما بالنسبة للأعمال الخارجية فمنها (آل ياسر) من إخراج فايز حجاب (رحمه الله) و(حلم القيصر) ومسلسل (غريب الدار) و(الخمار الوردي ) وعن المواقف التي لاتزال بذاكرته). يقول : نعم لحسن حظي قرأت نشرة الأخبار لأول مرة أعلنت من خلالها شفاء الملك خالد رحمه الله ونجاح عمليته كان الوقت الساعة التاسعة صباحاً وبجواري وزير الإعلام وجميع المسؤولين وقتها بالإذاعة ولن انسى تلك النشرة مدى الحياة ولاتزال بذاكرتي حيث لحظتها كان جميع المواطنين ينتظرون سماع خبر يسعدهم ويبشرهم عن مليكهم . كما أحب أن أشيد بجميع المذيعين الذين عايشتهم بالزمن الماضي فهم يلتزمون بمهنية العمل ويعشقون العمل الإذاعي للأسف الشديد تغير الحال الآن فلم تعد المهنية تذكر . وقال في ختام حديثه لصحيفة الوئام :احب أن أوجه خالص شكري وتقديري لصحيفة الوئام التي احرص دائما على متابعتها كما يسرني أن أوجه رسالة ومن على منبر صحيفتكم ” الوئام ” لمدير عام إذاعة جدة الدكتور عبدالله عثمان الشايع ضرورة الاهتمام بالدراما والاهتمام بتدريب الممثلين والممثلات الجدد مع فرض شعار البقاء للأفضل والأصلح للجميع وأتمنى وضع اللغة العربية نقطة اساسية لتفادي الإحراج مع برامج اللغة العربية الصعبة . كذلك رسالة إلى مدير التنفيذ الأخ الأستاذ عبدالرحمن القبيسي أقول له بما أن قراءة الموجز فن بحد ذاته لأنه جزء من الأخبار اتمنى لو أطلت فترة التدريب لأن قلة التدريب تؤدي إلى كثرة الأخطاء .