كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أن الحكومة الأميركية في عهد الرئيس السابق جورج بوش عذبت خصوما لمعمر القذافي ثم سلمتهم قسرا إلى النظام الليبي حيث تعرضوا للمعاملة السيئة. كشف تقرير يحمل التقرير اسم “التسليم للعدو” لمنظمة هيومان رايتس ووتش المختصة بمتابعة حقوق الانسان على مستوى العالم عن انتهاكات قامت بها الحكومة الامريكية فى عهد الرئيس بوش الابن بالاضافة الى عمليات تعذيب مورست بحق معارضين ليبيين وتم تسليمهم قسرا إلى ليبيا في عهد القذافي تحت إشراف أمريكي كامل . وقال التقرير أن هذه المعلومات جاءت بناءا على وثائق تم الإعلان عنها للمرة الأولى، عثرت عليها المنظمة مهجورة في 3 سبتمبر 2011 بمكتب رئيس المخابرات الليبي السابق موسى كوسة بعد سقوط طرابلس في يد قوات المعارضة بالاضافة الى مقابلات أجرتها المنظمة في ليبيا مع 14 محتجزا سابقا، أغلبهم ينتمون إلى جماعة إسلامية مسلحة كانت تحاول قلب نظام حكم القذافي على مدار 20 عاما. واشار التقرير الى تعرض بعض الذين تم تسليمهم بشكل قسري للحكومة الليبية للتعذيب خلال فترة الاحتجاز الأميركي، وهم يشغلون اليوم مناصب قيادية وسياسية مهمة في ليبيا، وفقا للتقرير الامر الذى أكده رئيس الحرس الوطني الليبي خالد الشريف من خلال احتجازه لمدة عامين في مراكز تديرها الولاياتالمتحدة.وقال الشريف “أمضيت 3 أشهر في جلسات استجواب ثقيلة، أثناء الفترة الأولى للاحتجاز، كانوا يمارسون عليّ نوعا مختلفا من التعذيب كل يوم. أحيانا يستخدمون المياه، وأحيانا دون مياه، أحيانا يجردونني من ملابسي تماما وأحيانا يتركون ملابسي علي”. كما أورد التقرير الحقوقي انه كان يتم ربط المعتقلين بسلاسل إلى جدران وهم عراة، مع وضع حفاظات عليهم في بعض الأحيان، في ظلام دامس داخل زنازين بلا نوافذ، لأسابيع وشهور، وإجبارهم على المكوث في أوضاع مؤلمة ومجهدة لفترات طويلة، وإجبارهم على الجلوس في مساحات ضيقة لا تسعهم، والضرب بالأيدي واللطم بالجدران، والبقاء في حجرات دون الخروج للشمس لمدة تصل إلى 5 أشهر، دون إتاحة الاغتسال، والحرمان من النوم عن طريق تشغيل موسيقى غربية صاخبة للغاية بلا توقف.كما قال محتجز سابق إنه تعرض ل “محاكاة الإغراق”، ووصف آخر أسلوبا مشابها من أساليب التعذيب باستخدام المياه، بما يتعارض مع مزاعم مسئولي إدارة بوش بأن 3 أشخاص فقط رهن احتجاز الولاياتالمتحدة تعرضوا إلى “محاكاة الإغراق”. وأوضح التقرير أنه وبرغم الأدلة الدامغة على انتهاكات عديدة وممنهجة لحقوق المحتجزين من قبل الولاياتالمتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر، إلا أن الولاياتالمتحدة لم تقم بعد بمحاسبة مسئول كبير واحد، فيما تعرض عدد من صغار المسئولين العسكريين للعقاب.