شهدت خيمة واحة ” يبرين ” والتي جمعت بين عبق الماضي ورحيق الحاضر ضمن مهرجان صيف الشرقية 33 تحت شعار “فكر بالسعودية… والوجهة شرقية” والذي تقام فعالياته في منتزة الملك عبدالله بالواجهة البحرية بالدمام، امام الشباب فيما يستذكر كبار السن ذلك الزمن أنه التاريخ العظيم و الطويل والتراث الغني للمملكة العربية السعودية جمعه صيف الشرقية في أبهى صورة تعيدك للماضي بحنينه ورونقه , مما ترتسم على محيا الزائرين البهجة وتدفعهم بشريط الذكريات للوراء خاصة من عايش تلك الحقبة أو التحق بشئ من تفاصيلها , فيما الأطفال تأسرهم الدهشة وتتقافز إلى اذهانهم التساؤلات تلو التساؤلات التي تخبر عن واقع ذلك الزمن الأصيل بإصالة أهله وناسه. وقد شهدت خيمة واحة ” يبرين ” أقبالا كبيرا من قبل الأسر والشباب لما تمثله تلك الخيمة من أهمية على مستوى المنطقة الشرقية وماتضمه من اركان تمثل الحياة المعيشية والاقتصادية والحرفية والاجتماعية قبل اكتشاف النفط . وليبرين مكانة خاصة حيث كانت نقطة ارتكاز للمؤسس الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله-، حيث اتخذها نقطة انطلاقة لتوحيد المملكة. هذه الواحة وبما تمتلك من بعد رمزي وزمني، تبعد عن مدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء نحو 270 كلم ، وتعتبر البوابة الشمالية للربع الخالي ، وتكثر فيها المياه وأشجار النخيل وبعض المزارع ، وتعتمد في الري على أحدث الوسائل الحديثة ، وتسجل مزارعها معدلات كبيرة في زراعة البطيخ خلال أيام الصيف ، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 12 ألف نسمة ، ويتبعها أكثر من 23 هجرة وقرية , ولواحة يبرين بصمة وفاء في تاريخ الدولة السعودية ، حينما اختارها الملك عبدالعزيز آل سعود ، لتكون نقطة انطلاقته لتوحيد المملكة ، وبات فيها عدة أيام ، وضع فيها الخطط ، وتحرك منها نحو نجد , وتمتاز هذه الواحة بالمواقع الأثرية ، التي تدل على تاريخ المنطقة العريق ، حيث تنتشر بها الآثار القديمة ، والمدافن التي تتألف من عدة غرف ، وكانت تستخدم للدفن في العصور السابقة ، وهي تمثل نسيجاً حضارياً لعصور قديمة , ولذلك حرصت الجهة المنظمة للمهرجان على أبراز تلك الواحة من خلال هذه الخيمة التي تضم العديد من الأركان منها ركن الحيوانات المحنطة والتي تمثل الحياة الصحراوية وما فيها من حيوانات وطيور , إضافة الى الحياة الحاضرة ممثلة في مايعرف ب ” الدكة ” والتي يجلس فيها الشباب وكبار السن في السابق لتبادل الأحاديث ومناقشة مايدور حولهم حينها , اضافة الى الحياة الاجتماعية التي تبين الزواج في السابق حيث خصص ركن يبين غرفة العروس في ليلة الدخلة , وكذلك الحياة الاقتصادية ممثلة ببقالة قديمة تبيع من خلالها ماكان يباع في السابق من التمور والبهارات وغيرها من احتياجات الأسر البسيطة , وتضم خيمة يبرين ركنا لعرض التحف القديمة والأواني المنزلية التي كانت تستخدم في السابق , بينما تلفت استراحة تاكسي الأحساء انتباه الجميع وماتضمه تلك الاستراحة من صور قديمة توضح حال الاستراحة الوحيدة حينها التي كان يجتمع فيها المسافرين للتنقل مابين الأحساءوالدمام . وأشاد عدد من زوار الخيمة بما تحتويه من مكنوز يوضح الحياة التي كانت عليها المنطقة الشرقية قبل اكتشاف النفط, وطالب فيصل الدوسري بضرورة الاهتمام بمثل هذا الجانب حتى لاتندثر مع أهمية تخصيص ركن للحرف الشعبية والتقليدية لكونها تستهوي الزائر خاصة الشباب الذين لم يعاصروا تلك المرحلة الهامة من تاريخ المنطقة الشرقية وأستذكرت أم سعود لحظات زواجها قبل نحو 40 عاما موضحة بأنها كانت بنفس الطريقة التي تراها اليوم في خيمة يبرين وتحديدا غرفة العروس حيث كانت بسيطة بكل محتوياتها , منوهة بأن العروس في السابق كانت تقوم بنفسها في صباح اليوم التالي بأعداد الافطار للزوج وكذلك وجبتي الغداء والعشاء. ويقف الزائر لدقائق ينظر الى النحات وهي حرفة قديمة تكاد تندثر في وقتنا الحاضر حيث يقوم بالنحت على الأخشاب والألواح وعمل المجسمات التي تبرز الحياة في السابق بمختلف جوانبها ، النحات العم ” يوسف المرحوم ” أشار بأنه منذ 50 عام وهو يمارس النحت وشارك في العديد من المناسبات والمهرجانات منها مهرجان الجنادرية منذ أول عام له وحتى المهرجان الماضي , كما شارك في العديد من المحافل الخارجية في بلجيكا ومصر ولندن وغيرها من الدول , مضيفا بأنه لايقوم ببيع منتوجاته نهائيا بل يحتفظ بها أو يقدمها كهدايا لبعض الجهات.