تمثل «يبرين» خيمة من الزمن القديم أحضرها مهرجان صيف الشرقية 33 إلى متنزه الملك عبدالله بالواجهة البحرية بالدمام، ليستذكر كبار السن فيها الزمن. وقد شهدت الخيمة إقبالا كبيراً من قبل الأسر والشباب لما تمثله من أهمية على مستوى المنطقة الشرقية وما تضمه من أركان تمثل الحياة المعيشية والاقتصادية والحرفية والاجتماعية قبل اكتشاف النفط. ولليبرين مكانة خاصة حيث كانت نقطة ارتكاز للمؤسس الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – حيث اتخذها نقطة انطلاقه لتوحيد المملكة. وتبعد يبرين عن مدينة الهفوف نحو 270 كلم، وتعتبر البوابة الشمالية للربع الخالي، وتكثر فيها المياه وأشجار النخيل وبعض المزارع، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 12 ألف نسمة، ويتبعها أكثر من 23 هجرة وقرية. وتمتاز الواحة بمواقع أثرية وتنتشر فيها آثار قديمة ومدافن تتألف من عدة غرف. لذلك حرصت الجهة المنظمة للمهرجان على إبراز تلك الواحة من خلال هذه الخيمة التي تضم العديد من الأركان منها ركن الحيوانات المحنطة والتي تمثل الحياة الصحراوية وما فيها من حيوانات وطيور، إضافة إلى الحياة الحاضرة ممثلة في ما يعرف ب «الدكة» والتي يجلس فيها الشباب وكبار السن في السابق لتبادل الأحاديث ومناقشة ما يدور حولهم حينها. أشاد عدد من زوار الخيمة بما تحتويه من مكنوز يوضح الحياة التي كانت عليها المنطقة الشرقية قبل اكتشاف النفط، وطالب فيصل الدوسري بضرورة الاهتمام بمثل هذا الجانب حتى لا تندثر مع أهمية تخصيص ركن للحرف الشعبية والتقليدية لكونها تستهوي الزائر خاصة الشباب الذين لم يعاصروا تلك المرحلة الهامة من تاريخ المنطقة الشرقية. أستذكرت أم سعود، وهي إحدى الزائرات، زواجها قبل نحو أربعين عاما موضحة أنها كانت بنفس الطريقة التي تراها اليوم في خيمة يبرين وتحديدا غرفة العروس حيث كانت بسيطة بكل محتوياتها، منوهة بأن العروس في السابق كانت تقوم بنفسها في صباح اليوم التالي بإعداد الإفطار للزوج وكذلك وجبتي الغداء والعشاء. يقف الزائر لدقائق ينظر إلى النحات وهي حرفة قديمة تكاد تندثر في وقتنا الحاضر حيث يقوم بالنحت على الأخشاب والألواح وعمل المجسمات التي تبرز الحياة في السابق بمختلف جوانبها، النحات العم «يوسف المرحوم» أشار بأنه منذ خمسين عاما وهو يمارس النحت وشارك في العديد من المناسبات والمهرجانات منها مهرجان الجنادرية منذ أول عام له وحتى المهرجان الماضي، كما شارك في العديد من المحافل الخارجية في بلجيكا ومصر ولندن وغيرها من الدول، مضيفا أنه لا يقوم ببيع منتوجاته نهائيا بل يحتفظ بها أو يقدمها كهدايا لبعض الجهات. رعاية الشرق