وصف أكاديمي سعودي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأنها « مناطقية » ويقودها أبناء محافظة واحدة جميعهم من « بلديات » مدير الجامعة مفجراً بذلك مفاجأة في الوسط الأكاديمي الذي يوصف بأنه الأكثر بعداً عن المحسوبيات والمجاملات . وقد ذيل الأكاديمي المذكور مقالته المنشورة في مجموعة الاعلامي عبد العزيز قاسم باسمه الصريح ومكانته العلمية والوظيفية حيث عرف نفسه ب « أ.د. زاهد بن مسلم بن عبد الرحيم الحدادي أستاذ الدراسات العليا بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية » . وقال في ثنايا مقالته مانصه « لا يختلف أي مراقب أن أكثر أنواع الفساد شيوعا هو الفساد الإداري المتمثل بالواسطة والمحسوبية (تعيين الأقارب والحمولة والخويا والأصدقاء) في المناصب لا على أساس الكفاءة وعدم احترام الأنظمة والتقيد بها. المحسوبية واستغلال النفوذ وإن كانت ظاهرة لها وجودها في بعض الدوائر الحكومية إلا أن معالي المدير الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل قد حاز فيها قصب السبق فهو يقول بلسان حاله إن عجز مقاله : لسنا الوحيدين ولكننا الأفضل في المحسوبية فالوظائف القيادية في الجامعة من عمداء ووكلاء عمادات ورؤساء أقسام هم من الحمولة والجماعة والبكيرية “بلدياتي” كما يقول اخواننا المصريين وهكذا تكون الكفاءة في الفئوية والمحسوبية البغيضة في ظل هيمنة البكيراويين على المناصب الظاهرة والمستترة في إدارة الجامعة وكلياتها بشكل لم يعهد من قبل في أي إدارة حكومية ولا أقصد التنقص من البكيرية فهي جزء من نسيج هذا الوطن الغالي علينا جميعا ولكن كما قال خادم الحرمين الشريفين : الوطن للجميع. » . وسرد الأكاديمي 18 أسماً لعمداء وعميدات ووكلاء ووكيلات عمادات قال بأنهم جميعاً ينتمون لنفس المحافظة التي خرج منها مدير الجامعة من بينهم اسم مدير حرم الجامعة كمشرفة على الخدمات الطبية كما ورد في المقالة واصفاً مايحدث بأنه مشهد غير مسبوق أو مألوف في جامعات المملكة . كما أورد استشهادات على تجاوزات إدارية في الجامعة منها تعيين عمداء لكليات تقنية وهم في الأصل يحملون مؤهلات شرعية في الأصل ، وكشف عن وجود تجاوزات مالية في بعض المشاريع « معهد البكيرية العلمي ذلك المبنى الرائع ذو الطراز الحديث الذي يضم بين جنباته ما لا يزيد عن مائة وخمسين طالبا يرصد له من ميزانية الجامعة قرابة ستة ملايين ريال لأجل إقامة قاعة مدرجة في وقت تفتقد معاهد علمية في جنوب المملكة وشمالها وغربها وشرقها المباني المؤهلة لتدريس أبناء الوطن. قاعة مدرجة لا توجد في الرياض ولا جدة ولا مكة ولا الدمام ولا المدينة ولا غيرها من المدن الكبار في مملكة الإنسانية ستة ملايين لقاعة مدرجة بينما يرمم معاهد الباحة والدلم والأفلاج ووادي الدواسر كلها مجتمعة بمبلغ ستة ملايين ونصف » . مقالة الأكاديمي الحدادي جرى تداولها على نطاق واسع في القروبات والرسائل البريدية ولم تعقب جامعة الإمام محمد بن سعود عليها حتى اللحظة رغم انتشارها بشكل سريع .