قال الجنرال روبرت مود، رئيس بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا، يوم الخميس، إن فريقا من المحققين أرسلتهم البعثة إلى بلدة القبير حيث وقعت مذبحة راح ضحيتها 78 شخصا، لم يتمكن من الدخول بعد بسبب بعض العوائق.وقال مود في بيان إن “بعثة المراقبة الدولية أرسلت عددا من المراقبين إلى بلدة مزرعة القبير، في وقت مبكر من صباح الخميس، للتحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية.” وأضاف أن “المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية، إذ تعيق مهمتهم ثلاثة عوامل، أبرزها إيقافهم عند حواجز الجيش السوري، وفي بعض الحالات إعادتهم، بينما يعيق بعض المدنيين تحرك دوريات المراقبين، بينما تلقت البعثة معلومات من سكان المنطقة بأن سلامة المراقبين معرضة للخطر إذا وصلوا للقبير.” وتابع البيان: “على الرغم من هذه التحديات، فإن المراقبين لا يزالون يحاولون الوصول إلى القرية للوقوف على الحقائق على أرض الواقع،” لافتا إلى أن هناك قلق لدى البعثة “من القيود المفروضة على حركتها لأنها سوف تعيق قدرتها على الرصد والمراقبة والإبلاغ.” وكانت سوريا استيقظت الخميس على أنباء حول مجزرة جديدة في قرية القبير قرب حماه، إذ قالت أوساط المعارضة إن قوات تابعة للنظام قتلت 78 شخصاً فيها، بينهم 35 من عائلة واحدة، ما يرفع عدد قتلى الأربعاء إلى 140، بينما اتهمت وسائل الإعلام الرسمية من وصفتها بأنها “مجموعة إرهابية مسلحة” بقتل تسعة أشخاص في القرية. وقال المجلس الوطني السوري، الذي يمثل أكبر تجمع للمعارضة، إن 78 شخصاً قتلوا في القرية، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال. وأضاف: “قتل الضحايا بنيران قوات الأسد وحرقا وبالسلاح الأبيض من قبل ميليشيات جاءت من قرى مجاورة موالية للنظام.”وتابع المجلس أن الدبابات أتت من قرى مجاورة، وبدأت القصف على القرية، وبعد ساعة “توجهت عدة سيارات وباصات تحمل شبيحة (مليشيات مؤيدة للحكومة) من قرية أصيلة والقرى التي حولها الموالية.. تم استعمال السكاكين في عملية الإعدامات الميدانية،” مشيراً لوجود جثث محروقة وأخرى أخذها الشبيحة.وتحدث المجلس عن “حرق الأطفال والنساء في داخل المنازل في القبير،” مشيراً إلى أن عدد سكان القرية في الأصل لم يكن يتجاوز 130 شخصاً. وأضاف أن لجنة المراقبين رفضت الذهاب إلى القرية ليلاً، ووعدت بفعل ذلك في الصباح.واتهم المجلس أيضاً النظام السوري بارتكاب مجزرة في بلدة الحفة قضاء اللاذقية، أدت لمقتل 17 شخصا، كما لفت إلى تبلغه نداءات استغاثة من قرى حوران في جنوبي البلاد. من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية، نقلاً عن مصدر رسمي، إن “مجموعة إرهابية مسلحة قامت صباح أمس (الأربعاء) في المزرعة المذكورة بارتكاب جريمة مروعة ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من النساء والأطفال.”يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من الوقائع الميدانية على الأرض بسبب رفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.