كشف مهرجان أمانة منطقة الرياض للتراث والأسر المنتجة،والذي اختتم أعماله الجمعة الماضية عن أهمية بناء آليات شراكة مجتمعية فاعلة لدعم الأسر المنتجة وتشجيعها لتطوير مشروعاتها وأعمالها من خلال إقامة معارض و مهرجانات تتيح لها تسويق منتجاتها. وثبت من خلال مهرجان الأمانة والذي تواصلت فعالياته على مدى 10 أيام بمدينة الرياض،نجاح تجربة الجمع بين الأنشطة ذات الطابع التراثي،ودعم الأسر المنتجة،والتي ترتبط كثير من أعمالها ومشروعاتها بالمنتجات التراثية والمنتجات المصنعة يدوياً في ظل الاقبال الكبير على شراء هذه المنتجات بدء من الأطعمة الشعبية وصولاً إلى المنسوجات والملابس والمشغولات اليدوية،وهو ما تجلى في الاقبال الكبير على زيارة المهرجان والذي تجاوز 100 ألف زائر من الرجال والنساء بمتوسط عشرة ألاف زائر وزائرة يومياً. وأكدت أمانة منطقة الرياض من خلال فعاليات مهرجانها السنوي للتراث والأسر المنتجة كذلك نجاح تجربتها في ربط الجوانب التنموية والتي تتمثل في دعم الأسر المنتجة مع الجانب الثقافي الخاص بالحفاظ على تراث الوطن وتقديمه للأجيال الجديدة من الناشئة والشباب،دون اغفال للجوانب الترفيهية، ذات الطابع التراثي،وأثرها في توفير متنفس للترفية الهادف والنظيف لأبناء وهو ما اتضح من خلال معرض الفن التشكيلي وعروض مسرح الطفل والفرق الشعبية،والسيارات الكلاسيكية والأكروبات وألعاب التحدي والتي استقطبت أعداد كبيرة من الشباب طوال أيام المهرجان. وتضاعف حجم الاقبال على زيارة موقع المهرجان –في ظل تنوع الفعاليات بدء من أركان الأسر المنتجة والأطعمة الشعبية وأركان الحرف القديمة،والتي بلغ عددها 120 ركناً والبرنامج الترفيهي لذوي الاحتياجات الخاصة وصولاً إلى معرض “وطن النور” والذي كان أشبه بدرة في عقد الفعاليات،وأتاح للزو ار والمشاركين في المهرجان فرصة المشاركة في احتفالات أبناء المملكة بالذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- يحفظه الله – حيث اشتمل المعرض على مجموعة رائعة من صور قادة البلاد منذ عهد الملك المؤسس وصولاً إلى هذا العهد الزاهر منها صور نادرة تعرض لأول مرة من خلال المهرجان وقد عكست انطباعات أعضاء الأسر المنتجة وأصحاب الحرف التراثية المشاركين في الفعاليات ،تقديرهم لجهود الأمانة في إقامة مهرجان التراث والأسر المنتجة،والذي أتاح لهم فرصة كبيرة لتسويق منتجاتهم وهو ما أكد العم ( ابو محمد ) والذي يعمل بصناعة الخزف والفخار،بقوله يكاد تقديم الحرف التراثية تقتصر على مثل هذه المناسبات والمهرجانات الوطنية، وفي مقدمتها “الجنادرية” ومن ثم،فإن مهرجان أمانة الرياض يأتي في مقدمة المهرجانات للتعريف بهذه الحرف ودعم أصحابها لتسويق منتجاتهم . أما السيدة ” أم جهير” والتي شاركت في المهرجان ضمن أركان الأسر المنتجة لإعداد وبيع الأطعمة الشعبية، فقالت أن مهرجان أمانة الرياض أصبح من أهم الفعاليات التي تشارك فيها سنوياً ،لحسن تنظيمها والإقبال الكبير من الزوار عليها ،والذي يتيح لها بيع كميات كبيرة من منتجاتها من الأطعمة الشعبية وخاصة أن كثير من الأسر المنتجة التي يقوم عليها نساء لا تتوفر لها فرصة عرض وبيع منتجاتها في أماكن اخرى ولا تمتلك محلات لذلك،ويقتصر على العمل في المنزل فقط. أما زوار المهرجان، فأعربوا عن اعجابهم بالفعاليات والتي تجمع بين الأنشطة التراثية وأركان الأسر المنتجة،مع الفعاليات الترفيهية والتي تلبي احتياجات الكبار والصغار وتجعل من زيارة المهرجان نزهة عائلية جميلة.