انضمت المعارضة البحرينية إلى السلطات في إدانة التصريحات الإيرانية المتعلقة بمشروع الاتحاد الخليجي، وإن كانت قد شددت بالمقابل على وجوب “العودة لرأي الشعب” في هذا الملف، بينها استدعت الخارجية البحرينية سفير طهران في المنامة لإبلاغه احتجاجها الرسمي على ما صدر من مواقف في بلاده. وقال الأمين العام المساعد لجمعية “وعد” اليسارية المعارضة، رضي الموسوي، إنه يدين تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، حول بلاده، ويعتبر البحرين “دولة عربية مستقلة.” ولكن الموسوي أضاف، في تصريح ل CNN بالعربية قائلاً: “نحن كمعارضة نرفض أي تغير في سيادة البحرين دون اللجوء إلى مشاركة رأي الشعب من خلال استفتاء شعبي، ونرفض التجاذبات الدولية على حساب القرار الوطني البحريني.” من جانبه، أعرب مجلس الشورى البحريني عن “إدانته وشجبه الشديدين” للتصريحات التي أدلى بها رئيس وأعضاء في مجلس الشورى الإيراني، بما تحمله من “مغالطات تاريخية ومساس بسيادة المملكة واستقلالها، وما تشكله من تدخل سافر في شؤون مملكة البحرين الداخلية،” وفق بيان صادر عنه. وأكد البيان رفض مجلس الشورى لهذه التصريحات “المتكررة غير المسؤولة،” والتي اعتبر أنها “لا تهدف إلا إلى بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني مملكة البحرين، والسعي لإشاعة أجواء التوتر في المنطقة وعدم الاستقرار.” ودعا مجلس الشورى البحريني الدولة الإيرانية ومؤسستها التشريعية إلى “احترام سيادة الدول، ووقف هذه التدخلات والخطابات، والعمل على دعم وبناء جسور الثقة والتعاون، وذلك للحفاظ على أمن واستقرار دول المنطقة،” وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية. من جانبها، استدعت وزارة خارجية البحرينية الثلاثاء القائم بأعمال سفارة إيران بالمنامة احتجاجا على التصريحات التي أدلى بها لاريجاني، والنائب حسين علي شهرياري، حول البحرين. وأشارت الخارجية البحرينية إلى أن السفير عبدالله عبداللطيف عبدالله وكيل وزارة الخارجية قام بتسليم القائم بأعمال السفارة الإيرانية مذكرة احتجاج بهذا الشأن. ونددت المنامة بشدة بالتصريحات الإيرانية واعتبرتها “تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للمملكة ومساساً صارخاً باستقلالها وسيادتها.” ودعت الوزارة إيران إلى “وقف ومنع مثل هذه التصريحات والكف عنها والتي تسيء إلى علاقات الجوار ولا تعبر عن حسن النوايا.” وكان أعضاء مجلس الشورى الإيراني قد أصدروا بيانا أدانوا فيه ما وصفوه ب”المشروع السعودي لضم البحرين،” وحذروا من أن الاتحاد بين البلدين سيؤدي إلى “إثارة الفوضى في المنطقة وانتقال مشكلات البحرين إلى السعودية،” بينما راح البعض منهم إلى حد المجاهرة بضم البحرين إلى إيران. وقال رئيس المجلس، علي لاريجاني إن “البحرين ليست لقمة سائغة يمكن ابتلاعها بسهولة،” واعتبر أن الاتحاد “سلوك بدوي ستكون له بالتأكيد تداعيات سيئة في الظروف الحالية،” حسب وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إرنا). أما النائب شهرياري فقال إن البحرين “كانت المحافظة الرابعة عشرة في إيران حتى عام 1971 ولكن للأسف وبسبب خيانة الشاه (محمد رضا بهلوي الذي أطاحت به الثورة الإسلامية بقيادة الخميني في 1979) والقرار السيئ الصيت لمجلس الشورى الوطني آنذاك فإن البحرين انفصلت عن إيران.” ووصل شهرياري بتصريحاته إلى القول أنه إذا كان من المفترض حدوث أمر ما في البحرين فإن المملكة “من حق الجمهورية الإسلامية وإيران وليس السعودية” على حد تعبيره. يشار إلى أن حدة التصريحات الإيرانية حيال دول الجوار تصاعدت مؤخراً بعد الحديث عن إمكانية التوصل إلى “اتحاد خليجي” يتم وضع لبناته الأولى في القمة التشاورية التي استضافتها الرياض الاثنين، على أن يبدأ ذلك باتحاد بين السعودية والبحرين، ولكن القمة انتهت بإحالة الملف إلى اجتماع آخر بعد استكمال البحث فيه.