أصدرت المحكمة العامة في مدينة بريدة حكما على جانيين اثنين بالقتل تعزيزا وعلى تسعة أشخاص بالسجن وذلك لمدد متفاوتة بلغت ( 77) سنة وجلدهم ما بين 1500الى 3000 جلدة في حق عصابة امتهنت السرقة والسطو المسلح حيث بلغت مسروقاتهم بالسطو المسلح ( 278) بحصيلة تجاوزت أكثر من خمسة ملايين ريال ، وجميع أفراد العصابة سعوديون تراوحت أعمارهم فيما بين العقد الثاني إلى نهاية العقد الرابع . وجاءت الأحكام متباينة بين القتل تعزيزا لزعيميها والسجن ل( 9 ) أشخاص من افراد العصابة، حيث صدر الحكم بسجن اثنين منهم خمسة عشر عاماً ، وكان أحدهما يمتلك محلا للمجوهرات ويقوم بتصريف مسروقات العصابة ، فيما جرى الحكم بسجن شخصين تسع سنوات، وسجن أربعة أشخاص منهم ست سنوات، إضافة إلى سجن تاسعهم خمس سنوات . وتعود حيثيات القاء القبض على العصابة حينما كونت شرطة منطقة القصيم ممثلة بإدارة التحريات و البحث الجنائي فريق للاطاحة بأخطر عصابة للسرقات بالمنطقة بعدما امتهنت العصابة الجريمة بكافة أنواعها و أساليبها وأشكالها ، حيث رصدت إدارة التحريات والبحث الجنائي في فترة العصابة ارتفاعا في أعداد قضايا السرقات بشكل سريع و متقارب من خلال البلاغات المقدمة لمراكز الشرط و التي كانت غالبيتها تفتقر إلى أي معلومة أو أثر قد يستفاد منه إضافة إلى ارتكابها بأساليب خطيرة لم تكن مسبوقة من قبل حيث اقترنت بالسطو المسلح و التهديد بالأسلحة النارية نحو من يتواجدون داخل منازلهم من الأطفال و الخدم لإرغامهم للدلالة على مواقع مقتنيات أهاليهم إضافة إلى فعل الفاحشة بإحدى الخادمات المنزلية. وعلى الفور وجه مدير شرطة منطقة القصيم اللواء عبدا لله الزهراني بتشكيل فريق عمل برئاسة مدير الإدارة و المختصين فيها لإعادة دراسة البلاغات والاستفادة مما ورد فيها والأساليب الإجرامية المتبعة والربط بينها وبين المشبوهين من اجل التعرف على الجناة والقبض عليهم . وأتضح من خلال الحس الأمني الرفيع و المهنية الفائقة و التمرس في البحث الجنائي والمتابعة المستمرة والعمل على مدار الساعة تقريب الاشتباه لأحد الجناة و ذلك من خلال تحليل و استقراء للبلاغات المقدمة و الربط بين عدد من الجرائم الجنائية حيث اتضح أن الجناة يعمدون إلى التحضير و الترتيب الفائق عند ارتكاب سرقاتهم يسبقها اختيار لضحاياهم بعناية حسب اعتبارات يرجحون من خلالها الوصول إلى مبتغاهم إضافة إلى أنهم على قدر كبير من التمرس و الذكاء من خلال تنفيذ جرائمهم و التنوع في أدوارهم حسب إمكانياتهم الفردية و التي استطاعوا من خلالها تغطية حجم جرائمهم و التماسك فيما بينهم فترة زمنية ، وقام الفريق الأمني بتركيزه على أحد المعايير الأمنية المعتبرة لديه استطاع الوصول للجناة ومعرفة من يديرهم و يقوم بالاختيار و التخطيط لهم ومن ثم ارتكاب جرائمهم عبر خلايا تنفيذية متنوعة الأدوار و مختلفة المهام وبفضل من الله ثم بعملية أمنية محكمة تمت الإطاحة بهم متلبسين بجرمهم المشهود بعد تنفيذهم لإحدى جرائم السرقة مستقلين سيارة تابعة لهم وكانوا يحملون معهم خزنة حديدية تحتوي على مجموعة من المشغولات الذهبية المتنوعة .وبفضل الله وبعد جلسات التحقيق المطولة و المكثفة معهم ومواجهتهم بالأدلة والقرائن من قبل الدائرة المختصة بفرع هيئة التحقيق و الإدعاء العام تم تصديق اعترافاتهم شرعا بما يلي :- ارتكاب (278) قضية أغلبها سرقة المنازل أقترن البعض منها بالسطو المسلح وإطلاق النار والاغتصاب بالإضافة لسرقة محلات تجارية و استراحات و أغنام و سيارات . - ثبت للجهات الأمنية عدم قيام بعض المواطنين بالإبلاغ عن قضاياهم والتي تجاوزت [ 54 ] سرقة. - قدرت القيمة التقديرية للمسروقات و الأضرار الناجمة عنها بمبلغ تجاوز خمسة ملايين و أربعمائة ألف ريال . - إعادة جميع المسروقات التي ضبطت بحوزة المتهمين إلى أصحابها مباشرة بعد انتهاء التحقيق مع المتهمين0 - قام المتهمون بدلالة فريق العمل على المواقع التي عمدوا إلى سرقتها و قد بلغ عدد الإنتقالات في تلك القضايا ( 527 ) حالة انتقال تم توثيقها بالصوت والصورة. إضافة إلى أنهم يقومون بطرق أبواب المنازل و الإبعاد عنها و من ثم مراقبتها و في حال عدم الرد أو الخروج يعمدون إلى سرقتها. بالإضافة إلى أن تلك العصابة تعمد إلى الدوران داخل الأحياء السكنية بمظاهر شبابية غير ملفتة للنظر مراقبين من يغادرون منازلهم مطالباً أهل الحي بمراعاة و ملاحظة مثل ذلك وتدوين أرقام سياراتهم للتواصل مع الأجهزة الأمنية . و من أخطر أعمالهم الإجرامية التي ثبت تورط تلك العصابة بها خلاف السرقات : · الدخول على خادمة منزلية بعد خروج صاحب المنزل و تجريدها من ملابسها تحت تهديد السلاح و اغتصابها و سرقة ما قيمته مائة و خمسة و ثلاثون ألف ريال ما بين مبالغ مالية و مجوهرات · احتجاز مجموعة من الأطفال الصغار داخل غرف منازلهم و ترويعهم و تهديدهم بالسلاح و ذلك بعد أن صادف دخول الجناة مغادرة والديهم المنزل . إطلاق النار نحو مكان يتواجد به مجموعة من الأطفال داخل منزلهم وذلك عندما سمع الجناة أصوات الأطفال أثناء ارتكابهم السرقة اضافة إلى الأضرار النفسية التي لحقت بالأطفال والأسر والخدم والسائقين المسروقة منازلهم وكانوا موجودين فيها وقت خروج أهلهم مازالت قائمة . ولوحظ أن أفراد تلك العصابة عمدوا إلى إخفاء مجموعة من مسروقاتهم التي يتحفظون على بيعها ومنها الأسلحة في منارات بعض المساجد غير مراعين لحرمتها أو المنازل و المزارع المهجورة و العائدة للبعض منهم أو دفنها في الكثبان الرملية في حين يتولى أحدهم و الذي يعمل في أحد محلات بيع الذهب و المجوهرات بمدينة بريدة باستقبال كافة مسروقاتهم الثمينة من المشغولات الذهبية و الأكسسورات بطريقته الخاصة وصهرها مستغلاً طبيعة عمله وتمرسه في هذا المجال بينما تولى آخر بيع الأغنام المسروقة على أشخاص من خارج المنطقة.