رغم الأساليب المبتكرة، والتنظيم الدقيق، أطاحت شرطة منطقة القصيم بعصابة احترفت السطو والسرقة والاغتصاب تحت تهديد السلاح، تكونت من تسعة أشخاص سعوديين، تراوحت أعمارهم بين 20 إلى 40 عاماً، وذلك في قضايا تجاوزت 278 قضية تم التبليغ عنها، و54 قضية أخرى لم يتم التبليغ عنها، وبلغت قيمة مسروقاتهم ما يقارب ستة ملايين ريال. وكشف الناطق الإعلامي لشرطة منطقة القصيم المقدم فهد الهبدان، في مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر إدارة التحريات والبحث الجنائي بمدينة بريدة، وبحضور مدير إدارة التحريات والبحث الجنائي العقيد عثمان المحيميد ومدير شعبة السرقات المقدم علي المقبل وعدد من ممثلي الصحف في المنطقة؛ كشف النقاب عن تحقيق شرطة منطقة القصيم ممثلة في إدارة التحريات والبحث الجنائي إنجازاً أمنياً من خلال الإطاحة بأخطر عصابة للسرقات بالمنطقة حيث امتهنت تلك الجريمة بكافة أنواعها وأساليبها بشكل غير مسبوق أو معهود، وامتد ضررها لأكثر من عامين منذ أول بلاغ ورد إلى الشرطة يخص تلك العصابة، وحتى ما قبل الكشف عن تلك العصابة كما بين الهبدان. وأوضح الهبدان أن إدارة التحريات والبحث الجنائي رصدت في الفترة الماضية ارتفاعا في أعداد قضايا السرقات بشكل سريع ومتقارب من خلال البلاغات المقدمة لمراكز الشرط التي كانت غالبيتها تفتقر إلى أي معلومة أو أثر قد يستفاد منه، إضافة إلى ارتكابها بأساليب خطيرة لم تكن مسبوقة من قبل، حيث اقترنت بالسطو المسلح والتهديد بالأسلحة النارية للذين كانوا يتواجدون داخل منازلهم من الأطفال والخدم لإرغامهم على الدلالة على مواقع مقتنيات أهاليهم إضافة إلى فعل الفاحشة بإحدى الخادمات المنزلية. مبيناً أن فريق العمل الأمني وبتركيزه على أحد المعايير الأمنية المعتبرة لديه استطاع الوصول للجناة ومعرفة من يديرهم الذي قام بالاختيار والتخطيط لهم ومن ثم ارتكاب جرائمهم عبر خلايا تنفيذية متنوعة الأدوار ومختلفة المهام. وقال الهبدان: بعملية أمنية محكمة تمت الإطاحة بهم متلبسين بجرمهم المشهود بعد تنفيذهم لإحدى جرائم السرقة مستقلين سيارة تابعة لهم وكانوا يحملون معهم خزنة حديدية تحتوي على مجموعة من المشغولات الذهبية المتنوعة. مضيفاً أنه وبعد جلسات التحقيق المطولة والمكثفة معهم ومواجهتهم بالأدلة والقرائن من قبل الدائرة المختصة بفرع هيئة التحقيق والادعاء العام تم تصديق اعترافاتهم شرعا بعدد من القضايا، المتضمنة ارتكاب 278 قضية أغلبها سرقة المنازل اقترن البعض منها بالسطو المسلح وإطلاق النار والاغتصاب، إضافة لسرقة محلات تجارية واستراحات وأغنام وسيارات. وأضاف الهبدان: ثبت للجهات الأمنية عدم قيام بعض المواطنين بالإبلاغ عن قضاياهم التي تجاوزت 54 سرقة. مشيرا إلى أن القيمة التقديرية للمسروقات والأضرار الناجمة عن جرائم تلك العصابة تقارب ستة ملايين ريال. وأوضح الهبدان أن المتهمين قاموا بدلالة فريق العمل على المواقع التي عمدوا إلى سرقتها وبلغ عدد الانتقالات في تلك القضايا 527 حالة انتقال تم توثيقها بالصوت والصورة. وفي ترتيب إجرامي وتكتيك قصدوا منه إبعاد الشبهات عنهم كشف الهبدان أن العصابة عمدت في بعض سرقاتها على إخفاء مجموعة من مسروقاتهم التي يتحفظون على بيعها ومنها الأسلحة في منارات بعض المساجد والمنازل والمزارع المهجورة والعائدة للبعض منهم أو دفنها في الكثبان الرملية، في حين يتولى أحدهم الذي يعمل في أحد محلات بيع الذهب والمجوهرات بمدينة بريدة باستقبال كافة مسروقاتهم الثمينة من المشغولات الذهبية والإكسسورات بطريقته الخاصة وصهرها مستغلاً طبيعة عمله وتمرسه في هذا المجال، بينما تولى آخر بيع الأغنام المسروقة على أشخاص من خارج المنطقة. كما يقوم مقيم عربي يعمل في أحد محلات بيع الإطارات بشراء الإطارات والجنوط المسروقة وتغيير ملامحها وبيعها مرة أخرى أما الأجهزة الإلكترونية فيتم تصريفها عن طريق أحد الوافدين بنفس الطريقة السابقة واتخذت الإجراءات النظامية المتبعة في القبض عليهم وتقديمهم للتحقيق.