لكي ينجح أي زواج سواء كان أولا أو ثانيا أو حتى ثالثا لا بد أن نتعلم كيف نقبل الطرف الآخر بحسناته وسيئاته، فقبول العيوب يساهم في نجاح الزواج وهو خلق أساسي لنجاح أي زواج، وقد مرت علي امرأة تزوجت وطلقت ست مرات وكذلك رجل فعل مثل ذلك وأكثر وعند البحث في السبب نجد عدم قبول العيوب ورفضها. وقد وضع الكاتب د.جاسم المطوع عدداً من النقاط في مقاله بصحيفة اليوم يساهم بها في عدم حدوث طلاق بين الزوجين أهمها أن يكون مضى على الزواج الأول وقت كاف، ومناقشة موضوع الأطفال، ومعرفة الهدف من الزواج الثاني، وغيرها من النقاط الأخرى في مقاله التالي. لمطالعة المقال: الزواج الثاني .. كيف ينجح ؟ عندما نذكر الزواج الثاني يتبادر لذهن القارئ (تعدد الزوجات) ولكننا لا نعنى ذلك، وإنما أردنا بالزواج الثاني الذي يحدث بعد انفصال أو طلاق، وفي بعض الحالات يكون الراغب بالزواج مترددا أو خائفا من فشل التجربة الجديدة بعدما عاش مرارة الطلاق في زواجه الأول، فنساعده بوضع نظام لضمان نجاح زواجه الثاني وسلامته من الانهيار . وأول خطوة نفعلها مع الراغب في تكرار تجربة الزواج أننا نطرح عليه عدة استفسارات ونصائح وهي: أولا : نسأله عن مشكلة زواجه الأول هل يمكن علاجها أم أنها حسمت ولا رجعة فيها ؟، حتى لا تكون لدينا مسائل متعلقة فتكون سببا في فشل الزواج الثاني . ثانيا: التهيئة النفسية ضرورية قبل الزواج الثاني ونعنى بها توافر الرضا الذاتي والتفاؤل والرغبة الصادقة وهذه أخلاق مهمة لنجاح الزواج الجديد، أما لو كان محبطا أو متشائما فإن ذلك ينعكس على زواجه ويكون سببا في فشله، وأذكر أن رجلا دخل عليّ وهو محبط من فشله في زواجه الثاني فلما درست حالته علمت أنه تزوج في نفس اليوم الذي خالع فيه زوجته فلم يكن ناضجا نفسيا وإنما أراد أن يعوض الفراغ العاطفي الذي كان يعيشه بأسرع وقت ممكن. ثالثا : ننصح أن يكون مضى على الانفصال من الزواج الأول فترة زمنية جيدة حتى لا يدخل في الزواج الثاني وهو يحمل آلام الزواج الأول، وعندنا مثل شعبي يقول (اللي قرصته حية يخاف من الحبل )، وأذكر بهذه المناسبة زوجة طلقت بسبب خيانة زوجها وتزوجت من رجل آخر فصارت كل يوم تتبع آثاره وتشك في تحركاته بسبب الماضي الذي عاشته مع زوجها الأول، علما بأن زوجها الثاني رجل محافظ ومحترم وليس لديه أي علاقة خارج إطار الزواج، ولكن هذا السلوك الذي بدر منها كان سببا في تطليقها مرة أخرى وفشل زواجها الثاني . رابعا : ننصح بمناقشة موضوع الأطفال وانتقالهم مع الزواج الثاني سواء كانوا مع الأب أو الأم ، ولابد من قبول الطرفين بالأطفال والعيش معهم وتحمل مسؤوليتهم، وقد مرت عليّ حالات كثيرة ومتنوعة شاركت في التخطيط فيها، منها أن يتزوج الرجل من امرأة ولديه أطفال من زواجه السابق أو أن يتزوجا كلاهما وكل واحد منهما لديه أطفال، أو أن يقبل الرجل أن يتزوج مطلقة ولديها أطفال فيتكفل هو بأطفالها، المهم أن يكون هناك اتفاق على المستقبل التربوي وكيف يتم التنسيق بينهما مع المحافظة على خصوصية كل واحد منهما. خامسا: معرفة الهدف من الزواج الجديد مهم جدا لنجاح الزواج بين الطرفين، فقد يكون الهدف هو تربية الأطفال من الزواج السابق أو للإشباع العاطفي أو للتعويض الجنسي أو للواجهة الاجتماعية وغيرها من الأهداف، وهذه كلها ينبغي التعرف عليها إما بالمصارحة أو بجمع المعلومات الصحيحة وقت الخطبة . سادسا : ننصح بالرجوع لمستشار أو خبير لأخذ رأيه في الزواج الثاني لضمان نجاح الزواج الجديد وحتى لا تتكرر المشكلة ذاتها في الزواج الأول. وختاما نقول لكي ينجح أي زواج سواء كان أولا أو ثانيا أو حتى ثالثا لا بد أن نتعلم كيف نقبل الطرف الآخر بحسناته وسيئاته، فقبول العيوب يساهم في نجاح الزواج وهو خلق أساسي لنجاح أي زواج، وقد مرت علي امرأة تزوجت وطلقت ست مرات وكذلك رجل فعل مثل ذلك وأكثر وعند البحث في السبب نجد عدم قبول العيوب ورفضها . وقد بين هذه القاعدة المهمة لنجاح الزواج حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر ) ويفرك أي يكره، وفي الحديث منهج عظيم في التعامل مع الأمور الصغيرة والكبيرة التي لا يحبها كل طرف في الآخر فيصبر ويتصبر أو يسعى لتغييرها مع الاستعانة بالله تعالى . وقد كتبت هذه القواعد الست لنجاح الزواج الثاني من الخبرة الميدانية التى أعايشها لكثير من حالات الزواج والطلاق، وأقول لكل زوجين عاشا تجربة انفصال (بقاؤكما من غير زواج خير لكما من زواج ثان غير ناجح)، فالزواج ليس تسلية أو لعبة وإنما هو مشروع خلافة في الأرض.