أكثر ما يميز معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية عن الدورات السابقة، كثرة العناوين والإصدارات التي تعرضها دور النشر المحلية والعربية والأجنبية والتي تجاوزت ربع مليون عنوان، ورغم تنوع الموضوعات التي تناولتها هذه العناوين في شتى العلوم والمجالات، إلا أن معظم المؤلفين والناشرين لم يقدموا لنا عناوين تعلمنا كيف نقرأ؟ وما هي الطريقة المثلى للقراءة والاستيعاب؟ وكيف تتحقق لنا الاستفادة القصوى مما يقع تحت أيدينا من كتب. بعض دور النشر والمكتبات قامت بعرض عنوان واحد في هذا المجال وهو كتاب “القراءة التصويرية” للدكتور جمال الملا الذي يُعد رائد القراءة التصويرية في الوطن العربي، وقد شهد الكتاب إقبالاً كبيراً من زوار المعرض. ويؤكد د. الملا أن “القراءة التصويرية” مهارة كسائر المهارات الأخرى التي يكتسبها الإنسان بالتدريب والتمرين، مشيراً إلى أنه قام بإلقاء محاضرات ودرب العديد في أكثر من أربعين دولة عربية وأجنبية. ويقول الدكتور جمال الملا: “القراءة التصويرية علم يهتم بتنمية قدرات الاستيعاب في فترات وجيزة، ويندرج تحت علم التنمية البشرية” ويوضح د. الملا أن “القراءة التصويرية” هي مرحلة انتقال فكر وعقل القارئ من قراءة الكتاب بالطريقة التقليدية التي ربما تستغرق منه أيام، إلى القراءة التصويرية التي تمكنه من قراءة الكتاب في خلال ساعة واحدة، واستيعابه وفهمه بشكل أفضل، مشيراً إلى خمسة خطوات يمكن التدريب عليها وهي الإعداد، والنظرة الشاملة، والقراءة التصويرية، والقراءة المتسارعة، الاستدعاء. ويؤكد د.الملا أنه من خلال التدريب على مهارة “القراءة التصويرية” يمكن للإنسان أن يقرأ ويستوعب أكثر من 200كتاب من الحجم الكبير في العام الوحد. ودار سعودية ناشئة تتغلب على إشكالية المساحة ... المساحات الواسعة قد لا تصنع فارقاً كبيراً بالنسبة لدار نشر عادية، وبالمنطق نفسه فإن دار النشر الصغيرة أو الناشئة تستطيع فرض وجودها في أي مساحة كانت فالأمر لا يتعلق بالمكان وإنما بالإصدارات الجديدة وبالمنتج الجاذب وغيرها من عوامل النجاح التي يمكن أن تمتلكها –أو لا تمتلكها- أي دار. هذا ما يمكن قراءته في مشاركة “دار الفكر العربي” في معرض الكتاب لهذا العام، فالدار السعودية التي لم تصل بعد إلى السنة الثالثة من عمرها استطاعت تحقيق جماهيرية جيدة من خلال أكثر من 50 إصداراً جديدا خلال عام واحد تنوعت بين الرواية والفكر والدراسات والدواوين الشعرية، واتسمت بطباعة جميلة ورؤية مغايرة على مستوى التصميم والإخراج. المشرف على جناح الدار باسل درويش أبدى رضاه عن مستوى الإقبال الذي تحقق للجناح على الرغم من وجود جناحها في مساحة خارجية على ممر المعرض فحسب، وأوضح أن معرفة الجمهور لعبت دورا كبيرا في التواصل مع الدار من خلال هذه المناسبة الثقافية المهمة. وأضاف درويش” نتمنى أن يكون هذا الإقبال مفيدا في دعم مسيرة الدار التي تنفتح على المثقفين والمبدعين في المملكة، وتدعم استقطاب أعمال جديدة لأسماء أدبية شابة”. يشار إلى أن دار الفكر العربي قدمت هذا العام عددا من الإصدارات التي حققت نسبة مبيعات عالية منها “العاطلون عن الأمل ينامون مبكرا” لفائق منيف، و”فتاة سيئة” لشهد الغلاويين، و”كيف تصبح كاتباً بارعاً” تأليف عبدالله الداود، و”أحجية أبدية” تأليف سهام محمد، و”23 يوم” تأليف عبدالله سعد، وغيرها من الإصدارات.