في باكورة إنتاجه الثقافي في مجال التاريخ والترجمة والنشر، يعرض مركز تاريخ مكةالمكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز، المشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب، أربعة إصدارات جديدة عن تاريخ أم القرى، وتعد الكتب الجديدة إضافة كبيرة للمكتبة العربية والإسلامية، وفي طبعة فاخرة أصدر المركز كتاب “الأطلس المصور لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة” من تأليف الدكتور معراج نواب مرزا والدكتور عبدالله بن صالح شاوس، تضمن معلومات تاريخية وصوراً توثيقية لمكةالمكرمة والأماكن المقدسة، وخرائط توضيحية ورسومات تعبيرية ووثائق فوتوغرافية نادرة للكعبة المشرفة والمسجد الحرام وحدود الحرم المقدسة، أما الكتاب الثاني فهو ترجمة لكتاب المستشرق الهولندي كريستان سنوك هورخرونيه “صفحات من تاريخ مكةالمكرمة” والذي يُعد توثيقاً دقيقاً لزيارة المؤلف لمكةالمكرمة عام 1303ه /1885م، وتبرز أهمية الكتاب في كونه تأريخاً للحياة الاجتماعية في العاصمة المقدسة قبل مئة وثلاثين عاماً. حيث رصد المستشرق كثيراً من العادات والتقاليد فضلاً عن التعليم والإعلام والاقتصاد والصناعة والحرف التقليدية، وعن تاريخ الحج وحياته اليومية صدر ضمن هذه الباكورة كتاب “الحج إلى مكةالمكرمة من شبه القارة الهندية 1500 1800م” لمؤلفه مايكل ن . بيرسّون أستاذ التاريخ بجامعة نيوز ساوث ويلز بأستراليا والذي نشر عام 1996م ونقله بالتعاون مع مركز تاريخ مكةالمكرمة إلى العربية الدكتور معراج نوّاب مرزا والدكتور بدر الدين يوسف محمد أحمد، وتضمن الكتاب مسيرة الحجاج من الهند إلى مكةالمكرمة في مرحلة تاريخية لم تأخذ حقها من البحث والدراسة، حيث يسلط الكتاب الضوء على العلاقات السياسية والتجارية في شبه الجزيرة الهندية ويوضح الكتاب من خلال ثمانية فصول من القطع المتوسط آثار الهيمنة البرتغالية على التجارة والملاحة في المحيط الهندي وبحر العرب. أما الكتاب الرابع فهو “الحياة العلمية في مكةالمكرمة 1115 1334ه /1703 1916م” للدكتورة آمال رمضان عبدالحميد صدّيق الذي نالت بأصل مادته العلمية على درجة الدكتوراه من قسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، ويعرض الكتاب في مجلدين كبيرين سرداً تاريخياً مفصلاً عن الحياة العلمية في العاصمة المقدسة من حيث نظم التعليم وطرق التدريس وسُبل الإنفاق عليها وأماكنها، وأثر المجاورين والوراقين في انتعاش الإنتاج العلمي، وأثر الحج والعمرة في تشجيع العلاقات العلمية بين مكةالمكرمة والبلدان الإسلامية، كما أوردت المؤلفة عوامل ازدهار الحركة التعليمية والعلمية بصفة عامة في مكة خلال فترة الدراسة التي غطت أكثر من قرنين من تاريخ مكةالمكرمة غير السياسي.