انتقد رئيس نادي أبها الأدبي أنور آل خليل قلة الوثائق البصرية التي وصلت إلى العالم العربي عن مكةالمكرمة، قائلا "إنه لم يصلنا منها إلا القليل بسبب عدم الاهتمام الكافي بالتوثيق, لذلك لم تُحقق هذه الأعمال الفنية وتوثق مثلها مثل النصوص المكتوبة, لا من حيث الدلالة المكانية ولا أماكن حفظها ولا البعد التاريخي لها بوصفها صكوكا شاهدة على ماضي الأمة وتاريخها الحضاري. وأكد آل خليل أن معظم اللوحات المتناثرة التي نجدها في بعض الكتب تنشر اللوحة في إطار صغير لا يبرز تفاصيلها, فلا يعلم المتلقي ما إذا كانت رسما يدويا أم ضوئيا. وأضاف آل خليل أن رسوم المستشرقين الأوائل واحدة من أهم المصادر التاريخية التي نقلت الماضي بكل تفاصيله إلى الأجيال المتلاحقة هنا وهناك، وظلت مكةالمكرمة بثقلها الديني وتنوع مصادرها الثقافية, مثيرة لخيال الفنان الآتي من بلدان الصقيع. واستغرب الخليل من أن طلاب كليات الفنون الجميلة وأقسام الفنون بكليات المعلمين لم يتلقوا التوجيه السليم لتحقيق ودراسة هذه الأعمال المتواجدة داخل البلاد أو في المتاحف العالمية، كما لم تستضف مراكز الثقافة والأبحاث لدينا أيا من هذه الأعمال في إطار التبادل الثقافي مع الدول التي تحتفظ بنسخها الأصلية. كان ذلك في محاضرته التي ألقاها يوم أول من أمس بحضور وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبدالكريم الحنيني بعنوان "الحج في الوثائق البصرية وذلك بمقر نادي أبها، وتناول خليل أهمية الأعمال الفنية التشكيلية بوصفها ذات قيمة تاريخية ومعرفية، وقال: لعل الشرق قد استهوى إليه العديد من الرحالة الغربيين الذين أموا بنشاطهم الاستكشافي شطر البلاد المشرقية. وكان لا بد من وثائق بصرية تنقل تلكم المعطيات فكان الرسم قبل اكتشاف التصوير الضوئي الثابت أقصر الطرق لتحقيق الهدف العلمي. وذكر آل خليل أنه منذ القرن الخامس عشر الميلادي تقريبا أي مع بداية تدفق الرحلات الاستكشافية للشرق الإسلامي أخذت العاصمة المقدسة تبهر الرحالة الغربيين وتثير فضولهم لمعرفة القوة الكامنة لهذا المكان الذي يجذب إليه المسلمين من كل أرجاء المعمورة وأنه اكتشف وجود لوحات استشراقية للأماكن المقدسة في كتب باللغة الألمانية والهولندية، تضمنت مجموعة نادرة من الأعمال الفنية لعدد من المدن العربية وقد خُدمت طباعة اللوحات، ومع حلول مئوية المملكة العربية السعودية أعيد نشر بعض كتب الرحالة الغربيين مثل رحلة ك. سنوك هورخرونية التي أصدرتها دارة الملك عبد العزيز وكتاب للمؤلفات النادرة عن المملكة العربية السعودية من إصدارات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.. وتضمنت هذه الكتب نماذج من أعمال المستشرقين الفنية.. وأشار آل خليل إلى أن كثيرا من البعثات الاستكشافية للبلاد العربية خصصت من بين أعضائها رساما متخصصا يدون مشاهدات الفريق كما يدونها تحريريا محلل البعثة أو كاتبها. وتمنى على مراكز الدراسات والأبحاث أن يتم عقد اتفاقيات مع هولندا لأخذ اللوحات عن الشرق الإسلامي، وأن نشاهد اهتماما من الجامعات، لأنها تعتبر صكوكا على ما ساد الجزيرة من رحلات وتغيرات. ثم اختتمت الأمسية ثم عرض فيلم يصور الحج في بدايات العهد السعودي.