الوئام – تحقيق – عماد الصائغ / تصوير – عبدالله الفارس : ظهر في الآونه الاخيره هجرة المواهب الرياضيه من اللاعبين المقيمين في المملكه لاندية قطر. وفي العاصمة الرياض وتحديداً غربها حي السويدي تابعت الوئام عن كثب أحد الملاعب الترابية التي تعج بالمواهب وتقدر اعدادها ال60 موهبه حضرت لهذا الملعب لاستعراض القدرات المهاريه بغيت الوصول للهدف المنشود وهو الانتقال للعب في الانديه القطريه . وكان من الملاحظ الاقبال الكبير على التمارين التي يقودها شاب سعودي والذي اختار هذا الملعب وقام على تجهيزه والصرف عليه لكي يجني بعد ذلك قيمة انتقال هؤلاء اللاعبين للانديه القطريه . كيف بدأت الفكره ؟ وماهي الاليه التي يتم من خلالها اختيار اللاعبين ومن ثم انتقالهم ؟ وما هو المقابل لهذا العمل ؟ ولماذا يقدم اللاعبون على هذه التجربه ؟
اسئله تتبادر الى ذهن كل من حضر للملعب وشاهد التمارين توجهنا بها للقائم على المشروع ومجموعه من اللاعبين المشاركين :. في البداية تحدث لنا الكابتن عبدالرحمن البريكان ( القائم على المشروع ) قائلاً : الهدف الأساسي للمشروع هو صقل المواهب وإتاحة الفرصة لهم في البروز ومساعدتهم في تنمية هذه الموهبة عبر نقلهم للدول الشقيقة التي تسمح أنضمتها أن يمنح الموهبة الجنسية وتتاح له الفرصة في تمثيل الفرق والمنتخبات قبل أن يكون الهدف مادي، وعن خطوات المشروع قال البريكان، تعاقدت مع شخص في دولة قطر الشقيقة يمتلك أكاديمية تصدر لعدد من الأندية وبدأنا العمل من العام الماضي وبدأت أبحث عن المواهب الكروية التي لا تمتلك الجنسية السعودية عبر متابعة دوريات الحواري المختلفة والتواصل معهم حتى إجتمع لدي عدد جيد يمكن البدء بإجراء عدد من الإختبارات والتجارب عليهم قبل إختيار من يمتلك الموهبة وتقديمه للإخوان في قطر، ومما ساعد في إرتفاع العدد أن كل لاعب يتحدث لزملائه والذي يأتون ويبدون رغبة كبيرة في خوض التجربة، وعن المردود المادي للمشروع أوضح الكابتن عبدالرحمن أن العوائد المادية الكبيرة لم تظهر حتى الان ولكن القادم أفضل بمشيئة الله، وعن إستفادة الكرة السعودية من هذه المواهب التي ولدت في الممملكة وترعرت في كنفها علق قائلاً: للأسف لا توجد أي إستفادة من هذه المواهب لإنها تصطدم في البداية بعدم مقدرة الأندية في تسجيلهم لتعارض ذلك مع النظام، الا اننا ومنذ عدة سنوات نسمع أسطوانة فتح الأبواب لهم ومنحهم جواز مهمات يستطيعون من خلاله مشاركة الأندية والمنتخبات على جميع الأصعدة وفي مختلف الألعاب، ووجه البريكان نداءه للإتحاد السعودي قائلاً : أزف الوقت وذهبت المواهب وجنت الدول الأخرى ثمار تحركها ونحن باقون رغم أن جميع هذه المواهب ولدت من تراب الوطن وتربت عليه. وتوجهنا بعد ذلك للاعبين لسؤالهم وأخذ رأيهم بدايةً باللاعب “حسين مقبل السهيل” من مواليد المملكة العربية السعودية مدينة الرياض (24 سنة) ويحمل جواز لكن (بدون جنسية) والده أيضاً من مواليد السعودية وعن رغبته في اللعب خارج الوطن قال : إنتظرنا سنوات وسنوات ونحن نأمل النفس بمقولة سيتم السماح لهم قريباً رغم أننا مو مواليد هذا الوطن وإنتمائنا له تماماً ولا يمكن أن نساوم على هذا البلد الذي نعتبره وطننا الأول والأخير لكن الفرصة لم تأتي حتى الان والأيام تمر والعمر يمضي فلا بد أن نبحث عن مستقبلنا قبل فوات الأوان وإندثار الموهبة لأن عمر اللاعب في الملاعب قصير جداً، ووجه السهيل كلمته للقيادة الرياضية قائلاً: أنظروا في أمرنا فنحن من مواليد هذا الوطن ونتمنى أن نخدمه من باب الرياضة ولتنظروا للتجربة الناجحة التي مرت بها الدول المجاورة، ننتظر يوماً بعد يوم قرار السماح لنا بالإنضمام للأندية والدفاع عن منتخبنا الغالي. بعدها التقينا باللاعب “خالد حسن صافيه” من مواليد المملكة العربية السعودية (20 سنة) والده ووالدته من مواليد السعودية أيضاً ويحملون الجنسية (اليمنية) علق على القضية قائلاً جأت هنا وأدعوا الله أن يوفقني للنجاح والإنتقال لقطر لتحقيق حلمي الذي وأد هنا بالمماطله في السماح لنا بمشاركة الأندية وتثميل المنتخبات السعودية الان تفكيري منصب على كيفية النجاح والإنتقال ولم أعد أرغب في اللعب هنا، وفي حال وفقت في هذا الأمر سأنتقل وسأحاول جاهداً أن أنقل عائلتي للعيش هناك، لم أعد أرغب بتاتاً في المزيد من الإنتظار. ثم تحدث الموهبة “نذير إبراهيم خالد” من مواليد الرياض (15 سنة) ووالديه من مواليد المملكة العربية السعودية (نيجيري) الجنسية قال عن القضية : أفضل الملاعب السعودية وخدمة الأرض التي ولدت فيها وتربيت على عاداتها وتقاليدها وترعرعت في كنفها وأكلت من خيرها على الانتقال الخارجي إلا أن الأنظمة وثقت وماتزال تقف عائقاً أمام رغبتنا وطموحنا، وذكر أيضاً: بالرغم من بحثي عن اللعب خارج المملكة الا أنني مازلت أحمل أملاً كبيراً في صدور قرار يتبنانا ويصقل مواهبنا ويجعلنا جنود مجندة لخدمة الوطن الذي لم نعرف غيره وهذا هو طموحي وطموح جميع زملائي الحاضرين هنا. ثم التقينا باللاعب “عيسى موسى نور” من مواليد الرياض ووالديه من مواليد تشاد ويحمل الجنسية (التشادية) وله من العمر (18 سنة) قال عيسى : لا يوجد لدي أي رغبة في اللعب في السعودية ، النظام قتل الطموح والا التفكير والرغبة تنصب نحو اللعب في قطر حتى وإن تبدل النظام لم تعد لدي أي رغبة في اللعب في السعودية ، قطر الان أفضل من جميع النواحي نظام الإحتراف، المنشآت الرياضية، الدوري أقوى والنجوم أكثر وألمع، بإذن الله أوفق في التجربة وأحقق حلمي الذي طال إنتظاره.
وقبل الخروج التقينا اللاعب الموهبة “خالد العسيم” من مواليد الرياض (يمني) الجنسية عمره (16 سنة) يقول إن فتح المجال أو لم يفتح سأنتقل لقطر لإلتحق بأشقائي الذين بدأوا من هذه الملاعب الترابية في العاصمة الرياض وأنتقلوا للإحتراف في قطر لإن النظام هنا حرمهم من ذلك، ولقطر والإمارات تجارب ناجحه ستتكرر في المملكة لكن بعد المزيد من الخسائر والنكسات التي لا نتمناها للأخضر، ملاعب قطر والعوائد المادية والإحتراف كلها عوامل تغرينا في التفكير في قطر وقطر فقط.
وفي الختام خرجنا من الملعب ونحن نطرح سؤالا يردده الكثير من المهتمين بالشأن الرياضي السعودي .إلى متى والمواهب من ابناء المقيمين في بلادنا والذين ولدوا وترعرعوا على ارض هذا الوطن تتسرب وتخدم المنتخبات والأندية الخارجية ومنتخبنا وأنديتنا في أمس الحاجه لهم ؟