وجهت والدة الكاتب السعودي حمزة كشغري اللوم إلى المشايخ الذين كان يجلس معهم، مؤكدة أنهم أخفقوا في احتوائه، وكذبت ما نسبته إليه مجلة النيوزويك من القول بأن تغريداته تدخل في إطار حرية الرأي والتعبير، قائلة ” ولدي لا يحسن الإنجليزية وفي الشهور الأخيرة كان يبحث عن معهد لتعلمها” وطالبت بإخضاع حمزة لجلسة شرعية قائلة ” أطالب بجلسة شرعية مع العلماء فولدي تاب ولم يصر على ما قال” وأضافت ” لا يرضيني ما قاله حمزة، والحمد لله على كل حال” وأوضحت أنه كان يعمل مدرس لتحفيظ القرآن ويحب الرسول، و يحرص على الاعتكاف سنوياً في المسجد النبوي، وحج ثلاث مرات وعمره بعد لم يبلغ 23 وسنة، مؤكدة أنه أساء التعبير لكنه لم يسب، وكشفت عن أن حمزة كان محب للقراءة منذ صغره وكان ينتظم في القراءة بمعدل 6 ساعات يومياً، وأشارت إلى أن حمزة تاب وصلى قبل صدور بيان العلماء، ورد ذلك أثناء تداخلها ظهر أمس الجمعة في برنامج “البيان التالي” الذي يقدمه الإعلامي د,عبد العزيز قاسم وتبثه فضائية دليل الإسلامية. من جانبه اتهم ضيف البرنامج الأكاديمي وعضو مجلس الشورى السابق د.أحمد التويجري العلماء الذين أفتوا بتكفير الكاتب السعودي حمزة كشغري بالتسرع والتعجل قبل إقامة الدليل الشرعي، وقائلاً” من العلماء من سارع وتعجل في تكفير حمزة قبل إقامة الدليل الشرعي عليه وهذا من الخطأ، ويجب ترك الأمر للمؤسسات الشرعية لكي تفصل في القضية بما توجبه قواعد الشريعة، وأن تطبق عليه المعايير الدقيقة قبل القول بكفره، ولم أطلع على دليل يقطع بكفر حمزة” وأضاف ” ما فعله حمزة أمر عظيم أسأل الله أن يغفر له ويرجعه إلى جادة الصواب، لكن يجب العودة إلى منهج الإسلام ومنهج المدرسة السلفية في التعامل معه بعيداً عن الأهواء، فحمزة أضله الشيطان ويجب أن نبين له خطأه ونبين له كيف يعود فالله لم يجعنا جلادين للناس”. وأدان التويجري مسلك البعض ممن قدحوا في أصول حمزة وتناولوا عائلته وشريحة السعوديين من غير ذوي الأصول العربية التي ينتمي إليها بالإساءة، وقال ” اللمز سقوط وأنا أدينه، ومن يقول به خارج عن نهج السلفية، فلا يجوز لأحد أن ُيعيّر الآخر بأصله أو عرقه، والتنابز بالألقاب لا يقره الإسلام”، مضيفاً “لا أرتاح للتصنيف في المملكة فالمجتمع قام على التوحيد وحكم الشريعة، وليس لأحد الحق في تصنيف الناس وتفسيقهم وإخراجهم من الملة، فلإسلام فيه سعة للمخطئين” ورداً على تحميله المسئولية مع آخرين من الليبراليين عن المنزلق الذي يقع فيه بعض الشباب السعودي نتيجة تأثرهم بالأفكار التي يعرضها، نفى مسئوليته وأوضح أن موضوع الحلقة لا يندرج في إطار ردود الأفعال التي توالت على قضية حمزة. وأشار إلى خطأ اتهام السلفية باحتكار الحقيقة والجمود ومعاداة الحرية والإبداع والتجديد، وأكد أن السلفية التي بدأها الإمام محمد بن عبد الوهاب من أعظم المذاهب التي حافظت على الحرية، وأقرت الاجتهاد، مضيفا أنها امتداد للسلفية التاريخية وأنهما معا قائمتان على أصول الإسلام الذي يقر الحرية باعتبارها قيمة إنسانية، وقال” أشعر بخجل من واقع الحرية في الأمة الإسلامية التي أصبحت موطنا للاستبداد والطغيان وتحتل آخر الركب الإنساني في مجال الحرية” ودعا إلى عدم إدانة أي دين أو مذهب أخذاً بجريرة منتسبيه، وحول المقصود بمقولة “الحرية قبل الدين” نفى أن يكون المقصود هو الانحلال وقال” الحرية لا تعني الانحلال ولكنها فضيلة من الفضائل، ولا توجد حرية مطلقة، وهي جزء من الأمانة التي حمل الله تعالى بها الإنسان، وما أقصده من المقولة هو مكانة الحرية من حيث الترتيب، فالحرية سابقة على الإيمان بالنسبة للإنسان الذي لم يدخل الإسلام، ولقد أجمعت الأمة بجميع مذاهبها على أن إيمان المُكره لا يعتد به في الدنيا أو الآخرة” مشدداً على أن الحرية يجب أن تمارس في إطار ضوابط الشريعة الإسلامية، وفي التعقيب على مداخلة سمو الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز قال “أحيي في الأمير غيرته على الدين وأتمنى عليه أن يكون أكثر رأفة بإخوانه من أبناء الوطن” . من جانبه رفض الباحث الشرعي أحمد سالم في مداخلته تحميل التنويريين أو السلفيين مسئولية الدفع بحمزة إلى ما وصل إليه، وقال” من الخطأ القول بأن المتسبب هم التنويريين أو المحاضن السلفية، لأن الوقائع الخارجية لا تسند هذا الفرض، وليست سبب في الإلحاد” ورأى أن الدين يسبق الحرية، مؤكداً أن أسبقية الشريعة للحرية لا تعني إكراه الإنسان على الإسلام بل تعني إقامة الحجة عليه يوم القيامة، وأضاف لو كانت الحرية قبل الشريعة لما جاز فرض الشريعة على الموطنين إذا كان البعض منهم لا يريدها. بدوره تبرأ سمو الأمير خالد بن طلال أثناء تداخله مع البرنامج مما اقترفه حمزة، وأكد اعتقال حمزة في مطار كوالالمبور فجر الخميس الماضي، مشيراً إلى أن السلطات السعودية تجرى مفاوضات مع نظيرتها الماليزية من أجل تسليمه، وحمّل من دعاهم بالطابور الخامس المسئولية عن انحراف الشباب، وانتقد د.محمد آل زلفى على مطالبة الأخير بعدم اطلاع الملك عبد الله على الموضوع تجنباً لإزعاجه في متابعة أنشطة مهرجان الجنادرية، وقال”عندما يسلم حمزة سنرى إن كان مجنون أو أي شيء آخر، والقضاء هو الذي سيفصل، وفي النهاية أتساءل هل من الحرية قيام الشخص بالعيب في ذات الله، والتطاول على شخص الرسول وبعد ساعتين يتوب؟” وحول سؤال حول مشروعية من يبيح لنفسه الطعن في أسرة حمزة والشريحة التي ينتمي إليها، قال” هذا تجاوز على الشرع وولي الأمر والقضاء والنظام والقانون، وهؤلاء ليسوا محتسبين بل متهورين، ولا يجب أخذ الحق باليد بل اللجوء إلى الجهات المعنية” . لمشاهدة الحلقة على الرابط: http://www.youtube.com/watch?v=XPmUlILV90M