تزايد استخدام الهواتف الذكية على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم، في وقت اتضح فيه أن أكثر من نصف سكان بريطانيا يمتلكون هاتفا لديه القدرة على تصفح الانترنت وتشغيل التطبيقات، وقيام ما يقرب من نصف مستخدمي الهواتف الأميركيين بالأمر عينه، بدأت تتزايد تلك السوق من حيث العدد، وزادت معها الأرباح، مقارنة بسوق الحواسيب الشخصية التي تعودنا عليها على مدار العقدين الماضيين. غير أن ماركات الهواتف الذكية قد تشهد حالة من التقلب صعودا وهبوطا في طرفة عين، وفقا للمعايير التجارية فقبل 5 أعوام، لم تبع آبل هاتفا ذكيا واحدا، وشككت مايكروسوفت وريسيرش إن موشن (مصنعة هاتف بلاك بيري) في أن يحقق الآي فون نتائج جيدة. ولفتت في هذا السياق صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى أن شركة نوكيا الفنلندية نجحت في فرض هيمنتها على السوق (الصغيرة) بنظامها سيمبيان. لكن كل هذه الأوضاع قد تغيرت الآن، بعدما أعاد الآي فون تعريف تصميم الهاتف الذكي وطريقة التفاعل، وأحالت مايكروسوفت ونوكيا برامج الهواتف المحمولة، التي كانا يستعينان بها من قبل «ويندوز موبايل وسيمبيان» إلى التقاعد، لتشكيل ائتلاف من أجهزة نوكيا وبرمجيات مايكروسوفت، في الوقت الذي كانا يناضلان فيه من أجل تحقيق أرباح. وشهدت كذلك ريسيرش إن موشن حالة من الصعود والهبوط على صعيد الأرباح، وهو ما أدى هذا الأسبوع إلى قيامها بإقصاء رئيسيها التنفيذيين المشاركين ومؤسيسها مايك لازاريديس وجيم بالسيلي. فيما شهد نظام التشغيل أندرويد حالة من الرواج، بعدما أفادت الصحيفة بأنه بات يشغل الآن أكثر من 50% من الهواتف الذكية، التي تباع اليوم، وكذلك عدد متزايد من الهواتف المستخدمة بصورة فعلية. وأوضح هوراس ديديو، محلل سابق لدى شركة نوكيا ومتابع لسوق الهواتف الذكية، أن أي شركة هواتف ذكية تتعرض لحالة من الخسائر ولو حتى لمرة واحدة لا يمكنها أن تتعافى من جديد مطلقا. وللتدليل على كلامه، ذكر ديديو قائمة طويلة من الشركات، منها ألكاتيل وسيمنز وبينك وإريكسون وسوني وموتورولا وكاسيو وإن إي سي وهيتاشي وفوجيتسو وتوشيبا وبالم وهاندسبرينغ، مؤكدا أن أيا من تلك الشركات قد نجح في استعادة وضعيته السابقة، وأن بعضا منها لم يعد له وجود.