هنا في مركز "ثلاثاء بني عيسى" أهم المراكز الإدارية بمحافظة القنفذة،تكمن إشكالية حيوية في مجال تعليم البنات، تدور رحاها حول التكدس الكبير لطالبات المركز الذي يخدم أكثر من 50 قرية وهجرة،في مبنى أنشئ قبل 20 عاماً". تعود تفاصيل القضية والمعاناة إلى حصر جميع الطالبات للمراحل التعليمية الأساسية "ابتدائي،متوسط، ثانوي"، والبالغ عددهن 500 طالبة و80 معلمة موزعين على أوراق وزارة التربية والتعليم "ابتدائي عام،ابتدائي تحفيظ، متوسط عام،متوسط تحفيظ، ثانوي عام، ثانوي شرعي"،في 6 مدارس ، فيما ينتهي تحفيظ الطالبات لكتاب الله بالمرحلة المتوسطة لعدم إمكانية افتتاح مرحلة ثانوية نتيجة لضيق المبنى،إلا واقع الحال هو جمعهم في مدرسة وحيدة ضاقت بهن. المبنى الحالي المكون من طابقين صمم بنموذج 18 فصلاً دراسياً، ولتكدس الطالبات على مقاعد الدراسة تم توسيعه إلى 24 فصلاً دراسياً، ضاق بالطالبات ومعلماتهن،حيث تم تحويل جميع الغرف المساندة للعمليات التعليمية والمكتبة والمصلى والفنية والمستودعات إلى فصول دراسية لغرف دراسية. ويقول عدد من أولياء أمور الطالبات في حديثه إلى "الوطن" هما مضحي مفتاح العيسي،وعلي عبدالله العيسي :"الفصول ضاقت على بناتنا،كما أن هناك معاناة كبيرة في الاستفادة من دورات المياه، والمقصف المدرسي الذي تتكدس حوله الطالبات"، ويتسائلان :" هل يستطيع هذا المبنى ضم جميع هذه المدارس ام أن هم الوزارة الوحيد التخلص من المباني المستأجرة على حساب طالبات؟" على حد قولهم. "الوطن" عرضت معاناة الطالبات وشكاوى أهاليهن على طاولة مدير التربية والتعليم بالقنفذة الدكتور محمد بن ابراهيم الزاحمي الذي أكد حرص الوزارة والإدارة على الطالبات وتهيئة الجو المناسب لهن وقال:"إن الإدارة اعتمدت مشروعين تعليميين جديدين سيحلان المشكلة نهائيا عند تنفيذهما". وفي تفصيل آخر أوضح الدكتور الزاحمي أن الإدارة طرحت مشروع مبنى لمراحل التحفيظ إلا أن المقاول بعد إنتهاء الإجراءات اعتذر عن التنفيذ وقامت الادارة باتخاذ الإجراءات النظامية لإعادة طرح المشروع". إلا أن عدد من الأهالي في سياق الرد على المسؤول التعليمي قالوا :" إن الإدارة ادركت حجم المشكلة مؤخرا مما دعاها لاعتماد مشروع مدرسة حكومية قبل عدة سنوات وتسلميه للمقاول الإ أن المقاول توقف عن العمل منذ البداية ولم تقم الادارة بأي إجراء لحل المشروع المتعثر منذ بدايته". وناشد الأهالي أمارة منطقة مكةالمكرمة وهيئات حقوق الانسان الحكومية والأهلية والجهات ذات العلاقة في وزارة التربية والتعليم "بوضع حد لمعاناة بناتهن". وأضاف من أن هناك مشروع آخر خاص بالمرحلة الثانوية تم رفعه وسيطرح من قبل الوزارة،وفيما يتعلق بحاجتهم إلى استكمال تعليم طالبات التحفيظ بالمرحلة الثانوية،قال :" رفعنا طلباً للوزارة بذلك ولم يصل أي أمر بذلك حتى اللحظة". وعاد الدكتور الزاحمي مستخدماً لغة التأكيد للقول من وجود توجه لدى إدارته "بالتخلص من المباني المستأجرة، والتركيز على بناء المباني الحكومية التي تلبي احتياجات الطالبات". يقول الأهالي الذين قابلتهم "الوطن" بوجود رغبة متزايدة للفتيات في المنطقة باستكمال تعليمهن، حيث لا يوجد إلا مبنى واحد أنشئ قبل عقدين من الزمان (20 عاماً)، وهو يعاني من "التكدس الكبير". وحاولت المدرسة بجهودها الذاتية قبل فترة بناء مقر للتحفيظ الابتدائي من "الهنجر" لكنه يهددهن بضربات الشمس لعدم ملائمته للظروف الصحية للطالبات.