أدى توجه إدارة التربية والتعليم بمحافظة القنفذة لضم المدارس في مجمعات تعليمية نتيجة لقلة وتعثر مشاريعها التعليمية إلى تكدس الطلاب في الفصول والمعلمين في غرفهم، وارتباك بالحصص نتيجة لاختلاف مواعيدها وتعدد فترات الفسحة. وأبدى عدد من الطلاب وأولياء أمورهم والمعلمين استياءهم من وضع المدارس وغياب الخطط المستقبلية وتوسع الإدارة في عمليات ضم المدارس سعياً منها للتخلص من المباني المستأجرة وهو ما يتعارض مع خصائص كل مرحلة تعليمية، على حد قولهم. وفي هذا الإطار، أشار عبدالله الزبيدي إلى كثرة المدارس المدمجة وتكدس الطلاب فيها، قائلاً "المدرسة تنشأ كمرحلة منفصلة وبعد فترة تضم لها مرحلة عليا أو تلحق بها مدارس منفصلة مما يؤدي لتكدس الطلاب"، مستشهداً بمدرسة خالد بن الوليد التي كانت في مبنى مستأجر وقبل 4 سنوات أنشئ لها مبنى جديد وعندما بدأت المدرسة بالانتقال إليه وصلها توجيه بأن مشروعها سيسلم لمدرسة أخرى، حيث انتقلت إليه مدرسة مجمع التحفيظ وانتقل طلاب مدرسة خالد بن الوليد لمبنى مدرسة التحفيظ القديم بعد ترميمه على الرغم من اعتماد مبنى لمجمع التحفيظ. وأضاف: خلال منتصف العام الماضي أغلقت مدرسة هارون الرشيد الابتدائية وضمت إلى مدرسة خالد بن الوليد المتوسطة مؤقتاً لعدم توفر مبنى مناسب بنفس الحي الذي تخدمه، إلا أن الإدارة دمجت المرحلتين بمسمى مدرسة ابتدائية ومتوسطة خالد بن الوليد، وتعيين مدير واحد لها مما دفع مدير مدرسة خالد بن الوليد خليل القحطاني لطلب إعفائه من إدارة المدرستين، وهو ما أكده ل "الوطن" بعد الاتصال به؛ حيث أوضح أنه قدم طلب إعفاء، ولا يزال الطلب لدى الإدارة مكتفياً بأن الإدارة ستتخذ ما يخدم المصلحة التعليمية. ويضيف أحد المعلمين في المدرسة السعودية التي تعد إحدى 10 مدارس رائدة بالمحافظة أن مدرسته حظيت بمبنى حكومي ضمت به 3 مراحل وبعد فترة انفصلت الثانوية، وتوجد حالياً في المبنى مرحلتان متوسطة وابتدائية، وزعت على الدورين وامتدت المعاناة للمعلمين حيث تجد في الغرفة الواحدة 14 معلماً. وأشار إلى أن الوزارة بهذا التصرف أغفلت جانب الراحة النفسية للمعلم. ويذكر محمد الهيلي أن أهالي بلدة الهيلة التابعة لمركز حلي لا يزالون ينتظرون إنهاء مشروع المبنى المدرسي الذي تعطل قبل أن يبدأ المقاول في التنفيذ عدا حفرة عميقة خلفتها الشركة منذ 3 سنوات تهدد السكان والعابرين وأصحاب المركبات نظراً لاقترابه من الطريق الحيوي بوسط البلدة. "الوطن" عرضت معاناة مدارس القنفذة على المشرف على الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم بالقنفذة عبدالله هبيلي منذ شعبان الماضي، حيث أوضح أن المشاريع التي أخل المقاولون بالتزاماتهم تجاهها سحبت وهي في إجراءات إعادة الطرح وفق الأنظمة. ووعد هبيلي بالرد على ما يتعلق بوضع بقية المدارس من حيث الدمج ووضعها المستقبلي، كما بعثت له "الوطن" رسالة تذكيرية الأربعاء 9 شوال الجاري، فأكد أنه أرسل خطاباً للجهة المختصة بذلك، واعداً بالرد، إلا أنه لم يرد حتى لحظة إعداد هذا التقرير.