أعلنت حكومة جنوب السودان اكتمال عملية سحب قواتها الشرطية من منطقة أبيي، وجدَّد وزير إعلامها برنابا بنجامين التزام حكومته بتنفيذ القرار الأممي القاضي باستئناف التفاوض مع الخرطوم، واعتماد خريطة الجنوب الرسمية حسب حدود 1/1/1956. من ناحيته أكد المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتين نسيركي الخبر، واصفاً التصرف الجنوبي بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح"، وقال "أستطيع التأكيد أن قوات دولة الجنوب قد انسحبت تماماً من المنطقة، وتلقت تلك القوات أوامر بعدم زيارة الأهل والأقارب في أبيي بالملابس الرسمية أو السلاح. من جانبه أشاد الاتحاد الإفريقي أمس بالخطوة، وقال في بيان "يرحب جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد بسحب 700 عنصر من قوات شرطة جنوب السودان من أبيي، وهو ما أكدته قيادة قوة الأممالمتحدة في رسالة رسمية ". ودعا الخرطوم إلى "القيام بالمثل وسحب قواتها عملاً بموافقتها على خارطة الطريق التي تبناها مجلس السلام والأمن في 24 أبريل".إلى ذلك ناشد الاتحاد الأوروبي المسؤولين في البلدين "تجنب إطلاق التصريحات المتطرفة". وقال المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية مايكل مان إن الاتحاد يتابع تطورات الوضع على الحدود بين الدولتين عن كثب، كما يواصل مشاوراته الدولية في هذا الشأن. وأضاف "نحن الآن في مرحلة دقيقة تشهد التحضير للعودة إلى التفاوض، لذا على مسؤولي الدولتين التحلي بالمسؤولية وعدم إطلاق تصريحات متطرِّفة". وأوضح أن الاتحاد يعمل بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي وكل الأطراف الدولية لتحقيق رغبة شعبي البلدين في العيش بسلام.وكانت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي قد أعربت أمس الأول عن غضبها الشديد بسبب القصف الجوي لأراضي جنوب السودان، وحذَّرت من أن هذه الهجمات التي تؤذي مدنيين من الممكن أن تعتبر جرائم دولية. وقالت في تصريحات صحفية بجوبا "الهجمات المتعمدة أو المتهورة على المناطق المدنية من الممكن أن تمثل جريمة دولية." وأضافت "أشعر بالحزن والغضب الشديد لمعرفتي أن مثل هذه الهجمات وقعت مؤخراً".